رفضت وزارة الثقافة أمس الأول تطبيق قرار الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف بنقل موظفي إدارة أوقاف وسط القاهرة من مسجد الفتح برمسيس إلي الطابق الثاني بالجامع الأزهر، وأجبروهم على مغادرة المكان بعد تهديدهم بإبلاغ الشرطة وتحرير محاضر ضدهم بدعوى أن الطابق الثاني بالجامع الأزهر لا يصلح لوضع المكاتب بسبب هبوط أرضي. الأمر الذي دفع وزير الأوقاف إلى نقل الإدارة إلي مسجد "المستعلي" بالدراسة مؤقتا لحين حل الأزمة مع فاروق حسني وزير الثقافة والدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار، خاصة بعد أن علم أن موظفي الهيئة يهدفون من ذلك إلي تحويل الطابق الثاني من المسجد إلى مكاتب لهم. قال مصدر بوزارة الأوقاف إن هذه ليست الواقعة الأولي التي يقوم فيها موظفو الآثار بالاستيلاء على بعض ملحقات المساجد الأثرية، مؤكدا أن القطاع الديني بالوزارة أعد مؤخرا تقريرًا بالمخالفات التي رصدها مفتشو المساجد التابعون لوزارة الأوقاف يكشفون انتهاكات مفتشي الآثار في المساجد الأثرية التي يقومون بترميمها في أكثر من ثلاثين مسجدا من المساجد الأثرية الموجودة في القاهرة. ومن تلك الانتهاكات، يشير التقرير إلى قيام مفتشي الآثار بتحويل الطابق الثاني من مسجد القاضي يحيي الكائن في تقاطع شارع بور سعيد مع شارع الأزهر الذي كان مقرا لإدارة أوقاف وسط القاهرة وتم إخلاؤه ونقل الإدارة إلي مسجد الفتح ورفضوا إخلاءها، وأيضا مسجد يوسف أغا الموجود في باب الخلق الذي تم تحويله إلي مخازن لمعدات الآثار. إلى جانب مسجد المؤيد بالغورية الذي تم الاستيلاء على غرفتين داخل صحنه لمصلحة موظفي الآثار وتدخل الموظفات فيه متبرجات بصورة تتنافي مع تعاليم الإسلام، ومسجد العيني في الدرب الأحمر الذي رفض الآثار تسليمه من الأساس، وقامت بإغلاقه وتم إنشاء العديد من الكافيتريات بجواره مباشرة. علاوة على الاستيلاء على بعض الغرف الملحقة بمسجد إينال اليوسفي بالخيامية ونفس الأمر في مسجد اسلم السلحدار بالدرب الأحمر، وغيرها من المساجد التي قام لمجلس الأعلى للآثار بترميمها مؤخرا، حيث يقوم مسئولو الآثار بالاستيلاء على الغرف الملحقة بالمسجد وتحويلها إلي مكاتب لهم بالمخالفة للقانون الذي يقضي بان تسلم الآثار المساجد لوزارة الأوقاف كاملة بكل محتوياتها. وكشف التقرير عن تقاعس بعض مفتشي الأوقاف عند استلام هذه المساجد، وأكد المصدر أنه سيتم عرض هذا التقرير على الوزير لتدعيم موقف الوزارة في أزمتها مع وزارة الثقافة. خاصة أن المساجد الأثرية تمثل صداعا مزمنا لدي الوزارة بسبب كثرة مشاكلها.