وجه الإعلامي يسري فودة تعازيه لأسر شهداء مذبحة رابعة العدوية قائلًا: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، نحسبهم جميعًا شهداء والله حسيبهم، مشددًا على أن من لا ينتصر لحرمة الدم إلا فيما حدده الله فهو قاتل أو شريك في القتل و لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، واعتبر أنه لا مقام لأن يزايد بعضنا على البعض الآخر. وأضاف "فودة " في تدوينة مطولة له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك كنت أود لو أنني لم اضطر إلى السفر لاستكمال العلاج كي أرفعها مرة أخرى من المنبر نفسه: "طول ما الدم المصري رخيص، يسقط يسقط أي رئيس"، وأشار لكنني أقولها وسأبقى أقولها دائمًا من أي منبر في أي مكان في أي زمان، رابعًا، أسجل تحفظي و حزني الشديدين لما أراه من تناول إعلامي ضار سواء من خارج مصر أو من داخلها، بما في ذلك القناة التي أعمل بها، إلا من رحم ربي. ودعا فودة جميع الأطراف السياسية في مصر، أن تراجع مواقفها عسى أن نتعلم من دروس كبيرة أثمان بعضها باهظة، مشيرًا إلى أن المذبحة الأخيرة أسفرت من بين ما أسفرت عن انتفاء صلاحية ذهنية المعادلة الصفرية، "إما كل شيء أو لا شيء على الإطلاق". وتابع فودة: على المسئولين عن أمن البلاد أن يقتنصوا فرصة ذهبية أتيحت لهم مؤخرًا بتغيير جذري في العقيدة و في الهيكلة, مشيرًا إلى أنه على من يبتغي إعلاء كلمة الله أن يتذكر دائمًا أن كلمة الله لم تكن أبدًا على حساب وطن أو على حساب جار، وأضاف: " على من يؤمن بالحرية أن يحترم حرية الآخر فعلاً و عملاً و أن يمد يده إلى كل مواطن مصري محترم يسعى إلى إقامة دولة القانون، مشيرًا إلى أنه على أنصار الدكتور محمد مرسي أن يتذكروا أنه فشل في أن يكون رئيسًا لكل المصريين مثلما أن على أقطاب المعارضين له أن يتذكروا أن مصيرهم لن يختلف عن ذلك كثيرًا إن لم ينجحوا، على كل من يدعو إلى فض أي اعتصام بالقوة أن يتحمل مسئوليته عن الدم أمام الله وأمام الناس، واعتبر أن على كل من يحمل سلاحًا أو يحرض على دم أو يخدع أتباعه باسم الدين أن يتحمل هو أيضًا مسئوليته عن الدم أمام الله و أمام القانون. وطالب "فودة" قادة جماعة الإخوان المسلمين أن يختاروا الآن بين مفهوم جماعة يرونها أكبر من الوطن و مفهوم وطن كان وسيبقى بإذن الله أكبر من أي جماعة، وعلى من يديرون شئون البلاد أن يختاروا الآن بين دفع قطاع عريض من المصريين إلى باطن الأرض مرة أخرى بما يحمله ذلك لنا جميعًا من أذى، و بين إخلاص النية نحو منح الشعب حقه المستحق في الاختيار مرة أخرى في أسرع وقت وفي استيعاب هذا القطاع العريض من المصريين مرة أخرى بما يحمله ذلك لنا جميعًا من نفع. ودعا قادة قواتنا المسلحة أن يتبنوا مبادرة عاجلة مع الحكومة المؤقتة ورموز الوطن من كل الفصائل في هذا الاتجاه، و مشددًا علي من يحرض على انشقاق جيش مصر أن يخرس علي حد تعبيره. واختتم كل منا يتألم، لكنّ بعضاً منا ينسى، أو يتناسى، أن ينظر إلى ألم الآخر، حين نفعل هذا سنكون على بداية الطريق، اللهم ارحم الشهداء جميعًا و اللهم احفظنا واللهم احفظ مصر.