أفرغت عدة سيارات نقل ثقيل "تريلات" شحنات من الرمل والزلط على مداخل ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، وذلك من أجل استخدامه في عمل تحصينات للاعتصام. وقامت لجان التأمين عقب اجتماع لها، بعمل تحصينات من عبوات الرمال والزلط وبناء حائط حرساني من حجارة الأرصفة وقاموا بتعليته على جميع مداخل الطرق الرئيسية والفرعية، مستعينين في ذلك بالحواجز الحديدية، لتشكيل حواجز متتابعة بين كل حجاز وآخر مسافة تزيد عن 100 متر، فيما تم تزويد اللجان الشعبية بالدروع والخوذ والشوم والعصي للتصدي لأي هجوم محتمل. يأتي ذلك في الوقت الذي قام فيه المعتصمون بتدريبات في أماكن مختلفة في محيط الميدان على كيفية التصدي لمحاولات الهجوم المتوقعة على الميدان وكيفية حمايته. وعبر المعتصمون عن رفضهم لخطاب وزير الداخلية محمد إبراهيم، متهمين إياه بأنه يحمل في طياته كذبًا وتضليلًا وتشويهًا. قال أحمد حسين، أحد معتصمي النهضة، لم يتوقع من وزير الداخلية إلا الكذب الذي طل علينا به ليضلل البسطاء والمغيبين، معتبرًا أن القتل بدم بارد الذي مارسته الداخلية ضد معتصمي ميدان رابعة يوضح مدى الإصرار على إبادة مؤيدي الرئيس مرسي، ولكنهم مرابطون في الميدان حتى عودة الشرعية مهما سالت الدماء. كما رفض المعتصمون المبادرة التي طرحها الدكتور سليم العوا لحل الأزمة وإزالة الاحتقان، مؤكدين أنه لا بديل عن عودة الرئيس المنتخب وممارسته صلاحياته كاملة خاصة بعد الدماء التي سالت في سبيل ذلك، مطالبين القيادات والرئيس مرسي عدم قبول المبادرة في حالة موافقة الانقلابيين. وقال محمود سعيد، أحد المعتصمين، إن الوقت فد تأخر لقبول مثل هذه المبادرة فبعد سقوط شهداء من مؤيدي الرئيس أصبح مطلب عودة مرسي بصلاحياته الكاملة مطلبًا أساسيًا لا رجعة فيه وحتى وإن قبل الرئيس مرسي بها فلن يقبل بها من انتخبوه. وأكد عبد السلام عطية أن الدكتور العوا يشاهد الأحداث على التلفاز، ولم يتعرض للقتل مثلنا ولم يقتل أعز أصدقائه لذلك لن نقبل أي مبادرات لا تطالب بالدماء التي سالت، مضيفًا: حتى إذا قبلنا المبادرة وتمت الدعوى لانتخابات برلمانية ورئاسية فمن الضامن على نزاهة هذه الانتخابات في ظل معاداة أجهزة الدولة كلها للتيار الإسلامي، وحتى إذا فاز الإسلاميون في هذه الانتخابات فما الضامن ألا ينقلب الجيش مرة أخرى بدعوى الشرعية الثورية.