بانتقاله رسميا إلى نابولي الإيطالي، وضع المهاجم الأرجنتيني جونزالو إيجواين حدا للشائعات التي تتكرر كل صيف حول رحيله عن ريال مدريد الإسباني، ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته الكروية يحاول فيها الحفاظ على "تركة مارادونا". فخلال الاعوام الاخيرة، كان اسم إيجواين دوما على رأس قائمة المغادرين للنادي الملكي، لكنه كان يخالف التوقعات ويستمر بقميص الميرينجي، حتى أتم سبعة مواسم. وصل إيجواين إلى الجنوب الإيطالي حاملا على عاتقه مسئولية كبيرة، وهي السير على درب مواطنه الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا الذي حقق كل المجد بقميص الفريق السماوي، بجانب تعويض جماهيره عن رحيل هدافه الأوروجوياني الفذ إدينسون كافاني قبل إيام إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. كان الاستقبال حافلا من قبل جماهير نابولي للهداف الأرجنتيني منذ أيام، قبل أن يعلن ريال مدريد اتمام الصفقة رسميا ، وذلك رغم تعجب البعض من المقابل المادي الضخم الذي دفع فيه، وهو 40 مليون يورو بحسب التسريبات الصحفية. وأيقن إيجواين ابن ال25 ربيعا والنادي الملكي وجماهيره بنهاية الموسم المنقضي أن مشواره قد انتهى، فبرغم من قدراته التهديفية المتميزة، إلا أن المشكلة التي تواجهه هي ارتفاع سقف طموح الفريق، فالنادي يبحث عن استعادة أمجاده القارية بالتتويج بالكأس العاشرة في دوري أبطال أوروبا، بجانب كسر شوكة غريمه الأزلي برشلونة، ولكن إيجواين لم يعد رأس الحربة المطلوب الذي تعقد عليه الآمال في تلك المهام الصعبة. كان من أبرز الاتهامات التي وجهت لجونزالو، أنه يتألق فقط في المباريات السهلة، لكنه ليس حاسما في المعارك الكبرى، فهو يندرج حاليا في فئة أقل من التي يتواجد بها الكولومبي فالكاو والأوروجوايين كافاني وسواريز والسويدي إبراهيموفيتش، وهي أسماء حلم جمهور الريال بانضمامها للفريق في هذا التوقيت. لكن لا يمكن إغفال عطاء إيجواين مع الفريق المدريدي، فقد خاض 266 مباراة وسجل 122 هدفا، وارتدى شارة القيادة في آخر مباراة رسمية سجل فيها هدف امام أوساسونا بالليجا. وصل إيجواين إلى مدريد عام 2006 قادما من ريفر بليت وهو شاب يافع في ال19 من عمره، كان ولا يزال لقبه "بيبيتا" كتصغير للقب "بيبا" الذي اشتهر به والده خورخي إيجواين، والمقصود منه "البايب" أو غليون التدخين بسبب أنفه الطويل. ويقدر مشجعو الأبيض الملكي دوره في التتويج بدوري الليجا ثلاث مرات في 2007 و2008 و2012 ، وكأس الملك في 2011 ، والسوبر الإسباني مرتين في 2008 و2012 ، لكن الفريق افتقد للكثير من الألقاب في حقبته أيضا. غير أن تألقه مع نابولي أمر مرجح ومتوقع، فقد تحرر من الضغوط التي فرضتها عليه جماهير الريال، حيث يصل الى الكالتشو متحليا بالنضج وتحمل المسئولية والخبرة، ويحظى بمقومات "كلب الصيد" كما أطلق عليه مدربه البرتغالي السابق جوزيه مورينيو، لبراعته في قنص الأهداف. ويدخل إيجواين تشكيلة المدرب الإسباني الجديد رافائيل بنيتيز برفقة زميليه في الريال خوسيه كاييخون وراؤول ألبيول، وهي عوامل قد تساعده على التأقلم سريعا في اجواء اللعب في بلاد الأتزوري.