تقدمت هيا الشطي وهي شابة كويتية في مقتبل العمر في محافل الملتقيات الفكرية والخيرية وخاصة الشبابية بكل جرأة وبكل حماس وبلا تلعثم لكنّها كانت تنزف في لهيب خطابها كأنما ذلك النزف دفقة من دم لا من قول عرضت تجربتها مع المجتمع المدني الغربي والتركي المسلم خصوصاً وكيف شاركتهم وقد تمردت على حياة الرفاهية وعلى قيود الواقعية المهزومة وعلى تذمرات الشارع وسخرية الإعلام وقررت أن تتقدم من جديد وتعود إلى الميدان والى خوض البحر وصعوباته .....لماذا ياهيا فأحوال الأسرة ميسورة ولديك جواز أمريكي إضافة للكويتي الأصلي ...أمريكي ياهيا ألا تعرفين ماذا يعني أمريكي ...تنقلي بين الدراسة أو السياحة أو حتى الرحلات التربوية الفكرية الهادئة لكن لماذا هناك ياهيا ..؟ هيا لا تُجيب حسمت المسألة إذن في ماذا تُحدثين هذه الجموع والمنتديات التي تغشينها ياهيا ...تقول هيا أنا في حالة ذهول لا اعرف ما أقول أنا شابة خليجية مع أخي بين جموع محتشدة سجلت في القافلة قررت أن تسجل للتاريخ... للإنسانية أنّها لن تسكت عن الإرهاب وأنّهم لن يصمتوا لن ينهزموا والأطفال لا يزالون يُستشهدون يُقتلون يُسممون يجوعون إنهم لازالوا هناك يحاصرون ...في غزة أم الشهداء الأطفال...ماذا تقولين ياهيا أكنتي تبشرين من جديد بحملة سفن الحرية الكبرى ..؟ قالت نعم ..نعم.. أنا جئت من هناك وسأعود مرة أخرى..أطرقت هيا فاطرق التاريخ وهدئت أمواج الخليج تستمع لقصة الإرسالية الإنسانية التي تحاربها الصليبية.. حدثتنا عن الأوربيين أتو زحفاً من كل مكان إنهم يحتشدون لمنتصف الشهر... سياسيين ونشطاء حقوقيين وبرلمانيين ..يهتفون كلاّ للإرهاب أيها الصهاينة... كلا للحصار... يا غزة إن قادمون ...لكن هيا وقفت وزفرت ثم تحدثت عن تركيا عن منائرها عن التاريخ في قصة القافلة الأخيرة مع الشهم البطل العظيم جورج جالوي كيف احتشد برلمانيوا حزب العدالة يتسابقون من يحجز المقاعد المحددة لهم ..لكنّ التاريخ توقف ياهيا عند قصة الأناضول ...قالت هيا ونحن في طريقنا البري في الرحلة الأخيرة إلى غزة وحين كنا نمر بتركيا كان الطريق محتشدا فيتقاطر الناس علينا إلى أين..فنقول إلى غزة فتدمع العينين يتقدمون لأجل المشاركة فيعتذر لهم ...فيصطفون للمساهمة... لكنّ رحيل القافلة لابد أن يستمر تقول هيا فاستوقفتنا برجاء قروية من آل عثمان... الله اكبر يآل عثمان ...فنزعت قرطها الأول وحين تحركت القافلة خشية فواتها فهوت بالقرط الثاني تنزعه إذ تأخر في خلعه فتدحرجت لحمة الأذن اللصيقة وسلّمت قرطها إلى كف المهاجر.. إلى هناك قرط من ذهب بدمٍ... والله أغلى من ذهب الدنيا ثم توارت منكسرة أن لم تجد إلا هذا القرط لأجل غزة ما أعظمه من عطاء.. قفي يا هيا ماذا تقولين إلى أين ترحلين قالت إلى العهد من جديد لكنني كسر خاطري أن أهل الخليج العربي لا يزالون متأخرين فنادت هيا يا أهل الخليج العربي والنبي عربي والقرآن عربي .. إن لم ترحلوا معنا فاصطفوا أرجوكم مع المصطفين احتشدوا وارفعوا راياتكم مع رايات الوحدة الإنسانية حين تنطلق القافلة من تركية الإسلام والإنسان وقد انشد أطفال الأناضول غزّة إننا قادمون أرجوكم يا يأهلي أهل الخليح لا تتخلفون .. فالأطفال لحليبهم ينتظرون .. * هيا الشطي عضو رئيسي في حملة اسطول الحرية وهي حملة من عدة سفن اوروبية وتركية ستنطلق من اسطنبول الى غزة عبر المياه الدولية وهي بالدرجة الاولى ذات شراكة رئيسية من حزب العدالة التركي