استنكرت قوى إسلامية طريقة تعامل قوات الجيش المتظاهرين، متهمة إياه بالانحياز إلى فصيل سياسي على حساب الآخر، ففي الوقت الذي يوزع فيه هدايا على متظاهري ميدان التحرير، يقوم بتوزيع منشورات تحذيرية على المتظاهرين المؤيدين للشرعية برابعة العدوية، مطالبة إياه بالعودة لثكناته وترك السياسة وألا يكون طرفًا فى الصراع السياسي. وقال خالد الشريف، القيادي بحزب البناء والتنمية، إن ما يقوم به الجيش كارثة بكل المقاييس، مستنكرًا التفرقة بين المتظاهرين فى رابعة العدوية وميدان التحرير، مشددًا على ضرورة أن ينظر الجيش بعين واحدة للمؤيدين والمعارضين قائلا: "إن الجيش اختار عداوة الإرادة الأخرى والملايين التي تخرج لتطالب بتحقيق الشرعية". وأضاف الشريف: "على الجيش أن يحمى المتظاهرين ويستجيب لإرادتهم لأنه جيش للجميع يجب عليه ألا ينغمس فى السياسة وألا يكون طرفًا فى الصراع السياسي وأن يحافظ على الشرعية ويقوم بواجبه فى حفظ أمن البلاد". وطالب بأن يعيد الحق إلى أهله ويحترم الشرعية والإرادة الشعبية وأن يسرع فى التحقيق فى المجازر التى ارتكبت فى عهده أمام الحرس الجمهوري وأحداث المنصورة. وقال مؤمن راشد، المتحدث الإعلامي لحزب الإصلاح والنهضة، إن الجيش المصري اعتبر نفسه طرفًا في الصراع السياسي بعد أن تدخل في العملية السياسية وعزل الرئيس محمد مرسي، مضيفًا أن الجيش كان من المفترض ألا ينحاز إلى فصيل دون الآخر ومهمته حماية الأمن القومي والدولة وكل أطياف المجتمع. وحذر من خطورة التفرقة التي تمارسها القوات المسلحة بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي، من خلال توزيع الطائرات الحربية كوبانات الهدايا على متظاهري التحرير وإلقاء منشورات التهديد والمطالبة بفض الاعتصام على متظاهري رابعة العدوية. وأكد راشد أن تلك الممارسات من شأنها أن تزيد من انقسام المجتمع خاصة في ظل المشهد المرتبك الذي تشهده البلاد ولن يستقر الوضع إلا بانسحاب القوات المسلحة من العملية السياسية فورًا. وأضاف راشد أن طريقة تعامل القوات المسلحة مع الأزمة جعلتنا أمام طريق مسدود بعد أن رفع مؤيدو الرئيس مرسي من سقف مطالبهم كما فعل الجيش، مشددًا على أهمية عدم إقصاء الأحزاب الإسلامية من العملية السياسية. وطالب الجيش بالعودة إلى ثكناته والابتعاد عن المشهد السياسي في أسرع وقت ممكن لحماية حدود الدولة والأمن القومي للبلاد، لافتًا إلى أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي غيّر المعادلة السياسية بأكملها بعدما فرض على الشعب خارطة الطريق التي وضعها.