الجيش المصري ليس ملكًا لأحد، إنه جيش المصريين، جميعًا، وسبق لي أن تحدثت عن الأصول الطبقية للجيش، وبيت كيف أنها أي تلك الأصول تعصمه من أن يكون جيش "نخبة"، أو"سلطة" أو "أيديولوجيا".. وأنه لا ينحاز إلا إلى القوة التي يستقي منها أصوله الاجتماعية وهي "الشعب". ومنذ قرار عزل د.مرسي في 3/7/2013، والجيش يتعرض لحملة إساءة غير مسبوقة في تاريخه كله.. ولاحظت دخول التنظيم الدولي للإخوان طرفًا في تنظيم حملة الكراهية ضد الجيش الوطني المصري، يشارك فيها إخوان الأردن وفلسطين وإخوان دول عربية وخليجية أخرى. يحدث ذلك بالتزامن مع زخات شتائم ضد الجيش تنطلق على مدار الساعة، من منصة رابعة العدوية.. وعلى نحو تفوق فيه الشتامون على الجارة الصهيونية "إسرائيل". ويبدو لي أن هناك ما يرتب لوضع وحدة الجيش الوطني، موضع مقايضة مع عودة الرئيس السابق إلى الحكم.. بلغت حد الادعاء بوجود انشقاقات وخلافات بين قادة الجيوش والأسلحة، "احتجاجًا" على عزل مرسي.. مع تلفيق بيانات منسوبة إلى الجيش، تندد بوزير الدفاع، وتردد أناشيد الحب في النظام السابق.. فيما لا تكف ماكينة الأكاذيب، من ضرب الشائعات للنيل من وطنية قادة القوات المسلحة والادعاء بأن أمهات بعضهم "يهود" من المغرب.. وأن الفريق عبد الفتاح السيسي نفسه، فلسطيني وليس مصريًا.. وما شابه من دعايات رخيصة لا تستند إلى أي وازع ديني أو أخلاقي أو وطني. المشكلة أن تلك الأكاذيب "تحبك" بشكل ساذج وعبيط، بلغت حد الادعاء بأن الجيش "فبرك" اجتماعًا للقائد العام للقوات المسلحة مع ضباطه، ظهر فيه الفريق السيسي، وهو يشرح تفاصيل لقاءاته مع الرئيس السابق قبل عزل الأخير بشهور. والحال أن الحملة التي يتعرض لها الجيش المصري الآن، هي جريمة لا يمكن بحال التساهل معها.. وقد ترتقي إلى مرتبة "التخابر" والمشاركة مع "جهات أجنبية" في التآمر على وحدة الجيش المصري والعمل على تفكيكه وانقسامه.. وهي جريمة حال ثبوتها تفضي بمرتكبيها إلى أعواد المشانق. توجد في مصر شخصيات عامة مرموقة اختلفت مع الجيش في توصيف قرارات 3/7/2013.. ولكنها حصرت خلافها في إطارها القانوني والدستوري بحسب فهمها وتقديرها.. ولكنها ظلت حتى الآن تحتفظ باحترامها للجيش ولم يصدر منها ما ينال من هيبته ومنزلته الوطنية في الضمير المصري العام.. ولم تشارك في هذا الهوس المنفلت الذي يريد حرق كل شيء بما فيها البلد وجيشها ومؤسساتها ولسان حاله يقول: إما أن أبقى في السلطة وإما أن يهدم المعبد على كل من فيه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.