انتقدت قوى إسلامية، هيمنة جبهة الإنقاذ و"الفلول" على حكومة الكفاءات برئاسة الدكتور حازم الببلاوي، محذرة من أن ذلك سيحرمها من غطاء شعبي، معتبرة أن اعتماد هذه الحكومة على دعم الدولة العميقة لن يوفر حلاً للخروج من الاحتقان السياسي. يأتي هذا في الوقت الذي رفض حزب "الحرية والعدالة"، تشكيل الحكومة باعتباره انقلابًا على الشرعية واغتصابًا للإرادة الشعبية. واعتبر الدكتور محمد عماد الدين عضو الهيئة العليا للحزب، أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو عودة الشرعية وليس تكليف حكومة تسيطر عليها قوى سياسية وفلول نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فضلاً عن أن ما بني على باطل فهو باطل.
وقال عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، إن افتقاد تركيبة الحكومة للدعم والغطاء الشعبي واستبعادها لأكبر فصيل سياسي في البلاد يحكم عليها بالفشل، مشيرًا إلى أن اعتمادها على دعم مؤسسات الدولة العميقة لن يحقق لها النجاح المرجو. وأضاف: "الحكومة بتركيبتها الحالية ستفاقم من حالة الاحتقان وانسداد الأفق السياسي"، وأشار إلى أنها "تكرر حاليًا عبر هيمنة تيار سياسي ما كان البعض يأخذه البعض على جماعة الإخوان من رغبة في الهيمنة وأخونة مؤسسات الدولة".
ورأى أن فشل هذه الحكومة في تحقيق اختراق مهم سيزيد من شعبية التيار الداعم لشرعية الرئيس مرسي في الوقت الذي ستنهار فيه مشروعية النظام الجديد خصوصًا بعد مشهد الحرس الجمهوري الدموي وما تبعه من انتقادات وقوى ومنظمات دولية.
بدوره أكد الدكتور أنور عكاشة، أحد أبرز رموز جماعة الجهاد، أن هيمنة عدد من الشيوعيين واليساريين على تشكيلة الحكومة، المقرر أن تحلف اليمين القانونية أمام الرئيس المؤقت خلال ساعات ستزيد الأجواء تعقيدًا وستعرقل أي مساعٍ لتحقيق التوافق والمصالحة الوطنية.
وأوضح أن اختيار الببلاوي على كل من إيناس عبد الدايم للثقافة، وحسام عيسي وكمال أبو عيطة للقوى العاملة وخالد تليمة للشباب والرياضة، سيوصل رسالة بهيمنة طرف معين على العملية السياسية بشكل ستكون له ردود عكسية على المساعي لإقناع الإسلاميين بترك الميادين والقبول بالأمر الواقع.
من جانبه، قال المهندس صالح جاهين، وكيل مؤسسي "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد"، إن جميع الشخصيات التي تصدرت المشهد السياسي بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي تكشف عن الإصرار على تهميش الإسلاميين وإعادة العقارب للوراء. وقال إن هيمنة شخصيات معادية للتيار الإسلامي وتيارات سياسية بعينه يقود البلاد للنفق المظلم، باعتبار أن التيار الإسلامي وقطاعات شعبية مؤيدة للشرعية لن تقبل بالتهميش والإقصاء؛ مما يعرض البلاد لموجة من الاضطرابات السياسية والفوضى.
فيما انتقد الدكتور أحمد بديع، المتحدث الرسمي باسم حزب "الوطن" السلفي هيمنة جبهة الإنقاذ بشقيها اليميني واليساري على حكومة الدكتور حازم الببلاوي، معتبرًا أن تكويش تيار سياسي بعينه على المشهد السياسي يعيدنا للمربع الأول في ظل ما وجه للحكومة السابقة من رغبة في هيمنة وتكويش وانفراد وإقصاء فريق بعينه بالقرار وهو ما يتكرر حاليًا بشكل أكثر تطرفًا. وتابع: لا أعتقد أن هناك فرصًا لهذه بمثل هذه المعايير في النجاح والخروج بالبلاد من المشهد السياسي وإنما قد تحل بعض المشكلات العاجلة عبر دعم قوى خارجية كانت معروفة بالعداء للنظام السابق غير أن المشهد السياسي سيبقي على تأزمه.