* الربيعى: المؤسسة العسكرية هى الضامن الوحيد لنجاح المرحلة الانتقالية.. * الغرباوى: سرعة نقل السلطة هو الحل.. * غباشى: طالبنا الجيش بالنزول لأنه القادر على تحقيق مطالب الشعب أكد الكثير من المحللين أن القوات المسلحة ستتصدر المشهد السياسى خلال الفترة القادمة، وأن الأحزاب السياسية سيكون لها دور بلا شك، ولكنها ستكون تحت هيمنة الجيش، وهذا الدور الذى سيلعبه الجيش طالبت به بعض الفصائل والنخب صراحة ويستنكره البعض أيضًا بشكل قاطع. وأشار المحللون إلى أن الجيش هو المتصدر للمرحلة القادمة بأكملها، لأنه الضامن الوحيد لتحقيق كل المطالب التى طالب بها الشعب المصرى فى 30 يونيه، وهو الذى يحاول أن يستحوذ على رضا الشعب بتصرفاته وحمايته ومنعه لإراقة الدماء فى كل شبر لمصر، فالذى يتصدر المشهد هو الذى سيحمى مصر وشعبها فقط وليس من يتحدث فقط. فى البداية، قال الدكتور محمود الربيعى أستاذ قسم الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية، إن الفاعل الرئيسى فى الساحة السياسية المصرية الآن سيكون مؤسسة الجيش، وهو أمر شديد الوضوح لمن يقرأ المشهد السياسى الآن، ولا يعنى هذا بالضرورة أن مصر ستكون تحت الحكم العسكرى، ولكن من سيهيمن على المشهد السياسى ستكون مؤسسة الجيش، أما عن الأحزاب السياسية وجبهة الإنقاذ وغيرها سيكون لها دور بلا شك، ولكنها ستكون فى مدار وتحت هيمنة الجيش، وهذا الدور الذى سيلعبه الجيش طالبت به بعض الفصائل والنخب صراحة ويستنكره البعض أيضا بشكل قاطع. وأضاف الربيعى أن الحركات الشبابية مثل حركة شباب 6 إبريل وتمرد وغيرها من الكيانات السياسية ستمثل أيضًا بشكل أو بآخر على الساحة السياسية، ولكن الأمر لا يقاس هكذا، فالتمثيل لا يكون بمجرد التواجد أو أخذ الرأى فى مجريات الأمور فحسب، ولكن يجب أن يمتد ليشمل تحمل جزء من المسئولية السياسية والوطنية، والتمثيل أيضًا لا يشمل المعترضين دائمًا، فهذا يعتبر الجزء المعطل وليس الفعال، فالعبرة تكون بالمشاركة الحقيقية ووضع تصور وسبل للخروج من الأزمات التى نشهدها حاليًا، وأنه لن يصمد سوى من لديه شيء ليقدمه، فالمرحلة السابقة أوضحت الكثير والمرحلة القادمة ستكون مرحلة فرز، فيمكن أن نجد كيانات تختفى تمامًا من المشهد السياسي. فيما قال الدكتور يسرى الغرباوى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه لا يمكن القول بأن القيادات السياسية الحالية أو القوى الشبابية الثورية هى الفاعل الرئيسى فى المشهد السياسى، حيث إنه سيكون للجيش الدور الأكبر فى المرحلة القادمة، حيث إن كل المؤشرات تؤدى إلى ذلك، وأنه بلا شك سيكون لحركة تمرد والحركات الشبابية الأخرى وجود كبير فى المرحلة الراهنة على الأقل، فهى كيانات فاعلة فى المشهد السياسى، ولديها قدرة حقيقية على الحشد والتواجد فى الشارع المصرى ولكن النخبة السياسية ستكون الشريك الأكبر مع الجيش فى المرحلة القادمة وفى اتخاذ القرار. وأوضح الخبير بمركز الأهرام أنه بعد كل الأحداث المؤسفة التى نشهدها، فالجميع يسعى إلى إحداث تهدئة حقيقية فى وسط هذا المشهد المحتقن، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيعيق أى فصيل أو أى تيار من المشاركة الحقيقية والمضى قدمًا فى الانتقال بمصر من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار السياسى الذى بالضرورة سينعكس على الاقتصاد المصرى الذى تضرر بشدة من الأحداث السياسية المتلاحقة. وقال إنه برغم كل شيء واعتراض التيار الإسلامى على عزل الرئيس مرسى، إلا أنهم ما زال أمامهم فرصة حقيقية للعودة للمشهد السياسى برؤية مختلفة وإعادة ترتيب أوراقهم، لأنهم شركاء فى الوطن ولهم حق المشاركة. وفى نفس السياق، يقول الدكتور مختار غباشى نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، إن هناك حالة من الغموض السياسى تقود المرحلة الحالية، لأنها مرحلة انتقالية لا يستطيع فيها الرئيس المؤقت فرض فصيل أو إقصاء فصيل آخر، لأننا فى مرحلة نحتاج فيها جميعًا إلى توافق جميع القوى السياسية، فليس هناك بطل واحد متصدر المشهد ولا حتى فى الفترة القادمة، وتكمن الحنكة السياسة الآن فى أن تأتى بأشخاص تتوافق عليها كل القوى السياسية التى ظهرت لنا فى بيان القوات المسلحة. ولكن فى النهاية يظل الجيش هو المتصدر المرحلة بأكملها، لأنه الضامن الوحيد لتحقيق كل المطالب التى طالب بها الشعب المصرى فى 30 يونيه، وهو الذى يحاول أن يستحوذ على رضا الشعب بتصرفاته وحمايته ومنعه لإراقة الدماء فى كل شبر لمصر، فالذى يتصدر المشهد هو الذى سيحمى مصر وشعبها فقط، وليس من يتحدث فقط ولا أى قوة دينية أو مدنية، يمكن أن تؤدى فى النهاية إلى هلاك الأمة، ولا يمكننا أن ننكر مجهود حركة تمرد الجبار التى حركت مشاعر الغضب وكشفت عنها النقاب بوصولهم إلى كل شخص، وكل بيت فى الشارع وهذا ما يؤهلها خلال الفترة القادمة إلى خوض الانتخابات، لأنها أكدت أنها تستطيع أن تصل إلى جموع عديدة من المواطنين. فلو استمرت حركة تمرد على هذه الوتيرة والتنازل عن المصالح الشخصية وإنكار الذات تستطيع أن تتصدر المشهد بعد خروج الجيش، لأنه لا يقبل البعض ببقائه وقتًا طويلاً والمؤسسة العسكرية سترفض ذلك وتتعلم من الأخطاء السابقة، ولا تضع نفسها فى موقف مثل سابقه فهى رويدًا رويدا ستختفى من المشهد السياسى، ولكن بعد أن تتأكد من تأمين مصر، وهنا سنرى بالفعل من لديه نفس طويل ويستطيع البقاء، فهذا هو الذى سيتصدر المشهد السياسى فى مصر.