ما حدث أول أمس من أعمال عنف وشغب بين جماهير الإسماعيلي والأهلي جريمة ، يجب أن يحاسب عليها كل مسئول ساعد في إشتعال الأزمة ، لا فارق بين الإعلامي منهم والأمني .. الجميع يعلم جيدا مدي الإحتقان بين جماهير الفريقين ، وهو شيئ ليس بجديد أو مفاجئ حتي نتواري خلف سبورة الجهل بالشيئ ، تماما كما التلميذ الخائب .. ورغم ذلك رأينا مهازل لا حصر لها تحدث تحت سمع وبصر رجال الأمن ، بل شاهدنا حكمدار العاصمة ومدير أمنها يبتسم علانية أمام الكاميرات ، وكأنه نجم سينمائي لا علاقة له بما يحدث في المدرجات وخارجها .. طبعا من شاهد ماجري في مدرجات الدراويش سيسارع ليلقي الإتهامات جزافا علي مشجعي الإسماعيلي ليوصمهم بالشغب والتعصب ، خاصة أن المجرم محمد نصر الدين مخرج المباراة حاول قدر إستطاعته وخباثته أن يظهر وداعة جماهير الأهلي من خلال كادرات لأطفال بريئة وفتيات جميلات ، ثم ينتقل بالكادر إلي جماهير الإسماعيلي الثائرة بالمدرجات .. لكن تلك كانت النهاية ، فكيف كانت البداية .. البداية فجاجة إعلامية رخيصة ، بظهور الحضري قبل المباراة بأربعة أيام ليبكي متمنيا العودة للأهلي ، لم يراع مقدم البرنامج ولا مخرجه مشاعر جماهير الدراويش ، ولا أحاسيس جماهير الأهلي ، المهم هو تحقيق أكبر نسبة من المشاهدة لجذب شركات الدعاية والإعلان وكلما زادت الدعاية زاد الرصيد في البنوك ، ولا يهم علي حساب من يحدث ذلك ، فأيقظت تلك الحلقه تحديدا فتنه كانت نائمة ، وأججت نيرانا كانت خامدة في النفوس .. ولأن لا أحد يحاسب فقد مر الأمر وكأنه لم يكن ، فمن يجرؤ في مصر علي إنتقاد قناة الدكتور دعبس التي خصصت يوما كاملا من قبل لسيادة الرئيس مبارك في تملق مكشوف وساذج يربو سيادته عنه من أجل تمرير وتسويق برامجها تحت حصانة خاصة ، وأجزم أن الرئيس نفسه لو علم بإستغلال إسمه في الترويج لقناة تستهدف خلق التعصب بين أبناء الوطن الواحد وتعتمد في نموها علي دماء شباب مصر ، لسارع بتقديم المسئولين عنها لمحاكمة فورية قاسية .. ثم تتابعت الأحداث وتوالت بتقصير أمني واضح من مباحث العاصمة التي لم تؤمن دخول جماهير الإسماعيلي للقاهرة كما يجب ، أو كما يحدث مثلا مع جماهير الأهلي التي تدخل الإسماعيلية بخطط أمنية هائلة وغير مسبوقة حتي علي مستوي الرؤساء .. طبعا جماهير الإسماعيلي بالنسبة لبهوات القاهرة عناصر خارجة متسللة من علي حدود القاهرة ، فلا أهمية لتأمينهم ، ولا لوجودهم من الأساس .. المؤسف أن تسمع لأحد أصحاب الأبواق الإعلامية الخائبة يطالب بتأهيل نفسي لجماهير الدراويش ، والحقيقة أن من بحاجة إلي تأهيل نفسي هم أصحاب الإستديوهات التحليلة المبتذلة التي تبحث فقط عن كل ما هو رخيص للترويج لبضاعتها الفاسدة .. علي كل لن يحدث جديد ، فسوف يقع اللوم كله علي القادمين من أرض الكنال كالعادة ، في حين أن جماهير الأهلي من المسالمين الوجهاء و لن يوجه إليهم لوم واحد ، فهكذا تعودنا ، وهكذا ستستمر المذابح الدموية ، حتي يفرح دائم الإبداع محمد نصر الدين هو وثلته الميمونه ..