صراخ وبكاء بين الأطفال والنساء.. ومسيرات حاشدة لرفع الحماسة الميدان استقبل مئات المصابين.. وعشرات الجثث حتى الصباح الجيش يدفع بتعزيزات أمنية ويحاوط الاعتصام بالمدرعات.. ويرد على متظاهرى الحرس الجمهوري بإطلاق النيران حالة من الغضب العارم سيطرت على معتصمى "الحرس الجمهورى" وميدان رابعة العدوية، الذين أعلنوا الدخول فى إضراب مفتوح عن الطعام حتى عودة النظام، بعد ليلة دامية قضوها بين الدماء والبكاء بعد اندلاع أحداث أشبه بمجزرة راح ضحيتها ما يقرب من 70 قتيلاً و1000 مصاب وجريح بينهم وبين قوات الحرس الجمهورى فجر الاثنين أثناء أدائهم صلاة الفجر، وتحول محيط اعتصام رابعة العدوية إلى مستشفى ميدانى كبير ولم تتوقف سيارات الإسعاف من نقل عشرات الجثث ومئات المصابين لإسعافهم وسط تعالى الهتاف "الله أكبر" و"حياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد"، فيما انتفضت المنصة الرئيسية بميدان رابعة بالدعاء والهتافات الثورية. ودفعت القوات المسلحة بعشرات الطائرات التى حلقت فوق الاعتصام، وقامت بعمل كردون أمني على جميع المداخل المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، حيث قامت القوات بالانتشار على جميع الطرق المؤدية إلى الميدان والدفع بالعشرات من المدرعات الحربية بجانب نشر الأسلاك الشائكة بعرض الطريق لمنع مرور الوافدين إلى الميدان. وأغلقت القوات طريق الأتوستراد أمام النصب التذكاري وطريق مدينة نصر المؤدى إلى قاعة الأزهر للمؤتمرات وطريق أول عباس، بعد أن قامت بإشعال النيران بالخيام المقامة فى الحدائق الموجودة بشارع صلاح سالم المواجهة لنادى الحرس الجمهورى، بينما تم احتجاز المتظاهرين بمسجد المصطفى القريب من دار الحرس. واحتشد مئات المتظاهرين خلف الجدار الخرسانى الذي أقامه متظاهرو الحرس الجمهوري بشارع الطيران المؤدى إلى طريق صلاح سالم ونادي الحرس الجمهوري، وذلك بعد أن نشرت قوات الأمن، المدرعات بطول الطريق. فيما وقعت مناوشات بين عشرات المتظاهرين وعدد من قوات الجيش الذين تسلقوا أحد أسوار مبانى القوات المسلحة بشارع الطيران، حاملين الأسلحة أثناء تظاهر مجموعة من أهالى الضحايا الذين حاولوا تخطى الحواجز الحديدية، ورددوا هتافات مناهضة للجيش منها "انزل يا خائن، يسقط حكم العسكر، شوف الذل وشوف العار أخ بيضرب أخوه بالنار"، وحاول شقيق أحد القتلى اقتحام الحاجز مرددًا الشهادتين وسط محاولات من قبل المتظاهرين لمنعه، الأمر الذى قابلته قوات الجيش بإطلاق الرصاص الحى فى الهواء. فيما اشتعلت النيران فى إحدى الشركات بشارع الطيران والمتواجدة فى محيط اشتباكات الحرس الجمهوري،وتصاعدت ألسنة النيران والأدخنة من بعض الشقق السكنية بنفس العمارة، والتى ظلت مشتعلة لساعات دون أن تصل سيارات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق. صفوت حجازي: لن ننام حتى نأخذ حقنا ويرجع إلينا صوتنا كتب أحمد خالد قال الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي: "لن ننام حتى نأخذ حقنا، ويرجع إلينا صوتنا الذي وضعناه في الصندوق، نحن لم نعتد على أحد"، مكذبًا ما ادعاه التليفزيون المصري حول محاولة معتصمي الحرس الجمهوري اقتحام المبنى. وأضاف في كلمة له من على منصة رابعة العدوية:"كنا نجهز "ملبس وتمر" إلا أن خيانة السيسي لم تعط لنا الفرصة، ووجدنا رصاصًا حيًا لم ينفجر، وأن هناك شرفاء رفضوا ضرب الرصاص الحي، فالجيش مازال فيه شرفاء، وسنكمل ثورتنا السلمية". وأوضح حجازي أنه لم يكن أحد يحمل طوبًا، وقد سقط القتلى خلال الصلاة، وأن الداخلية مع البلطجية بدأوا في ضرب النار، مرددًا هتافات منها: "يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح"، و"مهما ضربوا علينا النار احنا معانا عزيز جبار"، و"الجيش المصري بتاعنا والسيسي مش تبعنا". البلتاجى: ما حدث من الجيش خيانة عظمى أكد الدكتور محمد البلتاجى، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، أن ما حدث من قتل الأبرياء عزل السلاح هو خيانة للوطن، قام بتنفيذها رجال الجيش التابعون للسيسى وبلطجية الداخلية، مستنكرًا مات قوم به قوات الحرس الجمهورى من محاصرة مسجد المصطفى الموجود به النساء والأطفال، مؤكدًا مواصلة الاعتصام والمرابطة فى الميادين حتى عودة الرئيس المعزول إلى منصبه. وقال ما تقوم به القوات المسلحة خيانة عظمى لن يغفر لها التاريخ أن توجه طلقاتها ناحية أبنائها العزل من السلاح.