التأميم والمصادره آليات تعاملت بها ثورة يوليو مع بعض الشرائح من الشعب المصرى فى مجال الأراضى والأموال والشركات ,ولكن أخطر أنواع التأميم التى جرت كانت سعى رجال الثوره لتأميم الحركه الوطنيه لصالح التنظيمات الفاشله التى تم تدشينها بدءا من هيئة التحرير ومرورا بالإرشاد القومى ثم الإتحاد الإشتراكى ,وبدلا من المظاهرات العفويه التى كانت تنطلق من الجامعه أوعمال عنابر السكه الحديد والتى كانت تسقط وزارات وتقيل حكومات حلت محلها مظاهرات سابقة التجهيز ماركة الصاوى(رئيس نقابة عمال النقل) الذى كان يتقاول عليها ( بالراس) لا نستثنى فى ذلك العهد إلاّ مظاهرات الطلاب فى عام 1968 احتجاجا على أحكام الطيران ومحاولات لمجموعات وفديه صغيره تم قمعها فى حينها وقامت الثوره بعمل باديكيرللشعب المصرى فقلمت أظافره وقامت بتنعيمها واختفى من يومها تعبير"واد مخربش" لأنه لم يكن مسموحالأحد بأن يحتفظ بأظافره ...وجاءت النكسه وكانت فرصه تاريخيه لإجراء تغييرات جوهريه فى بلد مهزوم هزيمه منكره ولكن هذا الشعب الطيب خرج إلى الشوارع يهتف بحياة جلاديه أبطال الهزيمه فى سابقه تحير العقول والألباب!!ومات عبد الناصر...وبقيت مراكزالقوى صناع الهزائم تعبث بمقدرات البلاد ولم يتحرك الشعب بل أخذ مكانه فى مقاعد المتفرجين يرقب صراعات السلطه حتى ينجلى الغبار فيتعامل مع المنتصر بمنطق اللى يتجوز امى أقوله يا أونكل(عمى كانت زمان) وعلى هذا فلم يكن الشعب طرفا فى الإنقلاب الذى قام به الجيش عام1952 ولم يسع لإحداث تغيير جوهرى بعد هزيمة 1967 ولم يكن طرفا فى ثورة التصحيح فى15 مايو1971 لذا فقد تغيرت قواعد النحووأصبح يعرب فى معاجم اللغه فاعل مرفوع ولكن من الخدمه ....فحينما أعلنت مبادىء الثوره السته تلقتها الأمه بالقبول واعتبرتها مكتسبات وحينما انتهكت هذه المبادىء وأهدرها الثوار لم يدافع عنها أحد ولم يتشبث بها أحد من عامة الشعب لأنه لم يشارك فى صنعها ولم يدفع ثمنها وحينما انحرف السادات عما سبق إعلانه فى ثورة التصحيح(اطلاق الحريات وإغلاق المعتقلات والتعدديه السياسيه) أيضا لم ينهض الشعب للدفاع عن هذه المكتسبات لأنه لم يكن طرفا فيها وهكذا ظل الشعب المصرى جالسا على مقاعد المتفرجين طيلة الستين عاما الماضيه باستثناءات قليله من أشخاص وتيارات سياسيه ربما لو وجدت مسانده من الشعب لكان لتحركاتها شأن آخر واستغل نظام مبارك هذه الحاله ليكرس هذه الأوضاع بقانون الطوارىء والتوسع فى إنشاء السجون والمعتقلات وشراء بعض النخب بثمن بخس ويمكن لأى مراقب أن يرصد فشل كل القوى السياسيه طيلة الثلاثين سنه الماضيه فى جر الشعب المصرى للمشاركه ولومن خلال الكيانات الرسميه المسماه بالأحزاب كما فشلت الحركه الإسلاميه فى دفعه للمشاركه فى مظاهرات الماده 76 أو مظاهرات مساندة مطالب القضاه...فهل آن الأوان أن يكون من أكبر مكتسباتنا فى هذه الحقبه عودة الروح الى الشعب الذى تكلست عظامه وتقيحت أفخاذه من طول الجلوس على مقاعد التاريخ هل يصبح مكسبنا الحقيقى من حالة الحراك المرشحه للتصاعد فى الفتره القادمه هو حضور الشعب المصرى كطرف فاعل فى المعادله ليشارك فى رسم مقدراته وتحديد خياراته حتى لو كانت خاطئه !! هل نستطيع أن نجعل الهدف الأكبر فى هذه المرحله هى عودة الروح إلى ذلك العملاق النائم "اللى لابد فى الجرجير" علشان محدش يشوفه !!؟ م.احمد محمود