عزا مصدر قبطي رفيع المستوي موقف الكنيسة الرافض للمظاهرة التي نظمها شباب الأقباط قبيل عظة الأربعاء الماضي بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية إلي صدور تعليمات من البابا شنودة مباشرة إلي سكرتاريته الخاصة " يوأنس – أرميا - بطرس " بالخروج للمتظاهرين لأول مرة يطالبوهم بالكف عن الهتافات المعادية للحزب الوطني أو الرئيس مبارك بعد مكالمة هاتفية من قيادي بالحزب الحاكم نما إلي علمه أن المظاهرة كانت تهتف بشكل محدد بسقوط " أحمد عز " بعد زيارته الأخيرة لنائب الوطني في نجع حمادي " عبد الرحيم الغول " . وأضاف المصدر في تصريحات خاصة ل " المصريون " أن هناك صفقة بين الحزب الوطني والكنيسة تقضي بالسماح للأقباط بالتظاهرات " الطائفية " في مقابل إطلاق الكنيسة ليد الأمن للتعامل مع المتظاهرين في تظاهراتهم السياسية ضد الحزب الوطني داخل أسوار الكنائس . متفقاً مع الرأي السابق يقول المفكر جمال أسعد عبد الملاك إن القراءة السياسية لهذا التصعيد من جانب قيادة الكنيسة ضد المتظاهرين الأقباط لأول بالرغم من تظاهرهم أكثر من مرة في الكاتدرائية نفسها بعد أحداث نجع حمادي دون أية مضايقات يؤكد أن العلاقة بين النظام والقيادة الكنسية تحجمت و اختصرت في العلاقة مع القيادة الكنيسة حيث يتم " السماح " لها بما تريد في إطار تعزيز الوضع الطائفي لتصبح الكنيسة دولة داخل الدولة ، بحيث أن تظل القيادة الكنيسة لصالح النظام " سياسيا" حتي وصل الأمر لتصريحات البابا نفسه وسكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوي المؤيدة لتوريث جمال مبارك والتغزل في حسنه بدعوي أنه " لا يوجد من هو أفضل منه " وهو ما يؤكد الحرص علي الحفاظ علي العلاقة الملتبسة بين النظام والكنيسة ولا علاقة لها بين النظام وجمهور الأقباط ومشاكلهم .. يضيف : لقد خرجت القيادة الكنيسة بشكل صريح في شكل " رسالة للبابا عبر سكرتاريته الخاصة للمتظاهرين " التي تقضي بعدم سماح الكنيسة بمظاهرات سياسية ، وفي المقابل سوف يسمح النظام بمظاهرات طائفية بما يعزز موقف البابا عند الأقباط ، فالحقيقة – والكلام لأسعد – أن النظام يساهم بشكل خطير ليكون الأقباط تحت لواء البابا سياسياً ودينياً ويتحدث بعد ذلك عن فتنة طائفية يصنعها بنفسه ! موضحاً أن هناك خطوطا حمراء في التحرك ضد رموز الحزب ومنهم أحمد عز لا يمكن الاقتراب منهم . بدوره قال الدكتور رفيق حبيب المفكر القبطي أن الكنيسة لا تعترض علي المظاهرات " الطائفية " ولكنه تشجب وتدين وبشدة المظاهرات التي تخرج ضد النظام والحزب الوطني خوفاً من حدوث خلط يؤثر علي علاقة الكنيسة بالدولة في اللحظات الحرجة بسبب الحراك السياسي المحموم بعد طرح أسماء أخري في بورصة المرشحين للرئاسة وعلي رأسهم البرادعي الذي زار الكاتدرائية في قداس القيامة الماضي . و شدد حبيب أن الكنيسة تريد ألا يتجه شباب الأقباط ضد الحزب الحاكم والحكومة حتى لا يصبحوا جزءا من الحراك السياسي ضد النظام بما يؤثر علي العلاقة بين الدولة والكنيسة ، وبدوره يؤثر علي التفاهمات بين الاثنين ويجعل الأقباط في النهاية جزءا من حالة الحراك السياسي العام وهو ما لا تريده الكنيسة تماماً . وكانت المصريون قد انفردت بالكشف عن إجراء سلسلة من اللقاءات بين بعض قيادات الحزب الوطني و بعض ممثلي المنظمات القبطية بالخارج في حضور ممثلين للكنيسة القبطية بهدف التنسيق المشترك لإسقاط مرشحي الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية وذلك بحشد الأقباط لعدم انتخاب الحزب الوطني فضلاً عن محاولة إفشال حوارات الجماعة مع الأحزاب التي بدأها منذ شهر مارس الماضي ومقاطعة الأحزاب التي تفكر في التعاون مع الإخوان ، علاوة علي تشويه صورة الجماعة قدر المستطاع أمام الرأي العام ، وذلك في مقابل وعود بتمثيل الأقباط علي قوائم الحزب الوطني بنسبة لن تتجاوز 20 % .