استقبل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء الاثنين، أحمد عز أمين التنظيم بالحزب "الوطني" بالمقر البابوي في زيارة استغرقت قرابة الساعتين والنصف، بحضور سكرتارية البابا (يوأنس – أرميا – بطرس) وهاني عزيز عضو أمانة العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم، حيث ناقشا الأوضاع السياسية في ضوء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. وقال مصدر بالمكتب البابوي ل "المصريون" إن اللقاء جاء بمبادرة من عز، وكان مقررًا أن يستغرق لمدة نصف ساعة إلا أنه استمر ساعتين ونصف، في ظل حالة الترحاب الشديد الذي حظي به من جانب البابا، حيث دار اللقاء حول العديد من القضايا المختلفة، ومن بينها أحداث نجع حمادي في يناير الماضي. وتطرق الحديث إلى زيارة عز إلى النائب عبد الرحيم الغول بنجع حمادي، وهي الزيارة التي أثارت غضب الأقباط ودفعتهم إلى التظاهر احتجاجًا عليها الأربعاء الماضي قبيل العظة الأسبوعية للبابا، والتي علمت "المصريون" أنها جاءت بعد مكالمة هاتفية من قيادي بالحزب الحاكم. عز الذي قاد وساطة للصلح بين الغول والنائبة جورجيت قلليني على خلفية نزاعهما حول أحداث نجع حمادي برر الزيارة بأنها كانت ذات طابع حزبي ولا علاقة لها بأي شيء آخر، وأبدى البابا تفهمه الأمر، وتوجه الأول له بالشكر على موقفه الرافض للمظاهرة، مؤكدًا أنه يكن كل تقدير للبابا. وأضاف المصدر، أن لقاء عز والبابا لن يكون الأخير، حيث يأتي في إطار سلسة من اللقاءات التي ستجمع قيادات الحزب "الوطني" بالبابا خلال الفترة المقبلة للتنسيق لضمان دعم الكنيسة لمرشحي "الوطني" ضمن صفقة تمت بين الطرفين. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط ذكرت أن البابا شنودة بحث خلال اللقاء مع عز حالة الحراك السياسي التي تعيشها مصر حاليا في ضوء الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، وأن أمين التنظيم بالحزب "الوطني" طلب دعم البابا شنودة في مسألة تحديث المناهج الدينية في مراحل التعليم المختلفة، كما أكد على ضرورة المشاركة السياسية للأقباط وتعميق مفهوم وقيم المواطنة كما أرساها الدستور المصري. من جانبه، ربط المفكر والكاتب الدكتور رفيق حبيب ل "المصريون" بين زيارة عز إلى المقر البابوي والتظاهرة التي قام بها الأقباط ضده، وقال: لا يمكن النظر في الزيارة بمعزل عما حدث يوم الأربعاء الماضي. وأعرب عن اعتقاده بأن عز أراد أن يوضح خلال اللقاء موقفه من زيارته للغول في نجع حمادي، وهو ما اعتبره خطوة من الطرفين- الكنيسة والحزب الحاكم- لتقريب وجهات النظر، حيث يبغي الحزب "تعميق" التحالف مع الكنيسة، ويري أن شجب الكنيسة للمظاهرات التي كانت تهتف بسقوط أحمد عز في الكاتدرائية بادرة إيجابية. وتابع: لم يعد مقبولاً أن يدعي البابا شنودة أنه "محايدًا" وأنه لا ينحاز لمرشح دون آخر وأنه لا يعمل في السياسة كما يقول، فإن كان كذلك فبأي صفة يقابل أمين التنظيم ليتحدثا في أمور سياسية محضة، ويكفي أن الكنيسة أعطت تعليمات "صريحة" للأقباط بانتخاب مرشحي الحزب "الوطني". بدوره، اعتبر أمين اسكندر وكيل مؤسسي حزب الكرامة – تحت التأسيس – أن زيارة عز تأتي في سياق التحركات المحمومة من جانب النظام لمحاولة "جر" الأقباط لخندق التصويت له، وهو ما رأى أنه يضر الأقباط ويقزم نفوذهم باعتبارهم مواطنين مصريين – في الأصل – وليسوا تابعين للكنيسة. وانتقد الكنيسة لما اعتبره تكرارًا لخطأها بالتحالف مع "الوطني" أملاً في زيادة التمثيل البرلماني والنيابي أو حل بعض مشاكل الأقباط وهو ما لم يحدث، خوفًا من وصول التيار الإسلامي (الإخوان المسلمين) لسدنة الحكم. كانت "المصريون" انفردت بالكشف عن إجراء سلسلة من اللقاءات بين قيادات من الحزب "الوطني" وبعض ممثلي المنظمات القبطية بالخارج، بحضور ممثلين للكنيسة القبطية بهدف التنسيق المشترك خلال الانتخابات البرلمانية، وذلك من خلال حشد الأقباط لتأييد الحزب الحاكم. فضلاً عما تسرب عن اللقاء من بحث التصدي ل "الإخوان المسلمين" من محاولة إفشال حوارات الجماعة مع الأحزاب التي بدأتها منذ مارس الماضي، ومقاطعة الأحزاب التي تفكر في التعاون مع الجماعة، مقابل وعود بتمثيل الأقباط على قوائم الحزب "الوطني" بنسبة تصل إلى 20 بالمائة من المقاعد.