تواصل السلطات الألمانية تحقيقاتها مع مسلمين بدعوى الاشتباه في صلتهم بما يسمى "الإرهاب", بعد تزايد الهجمات ضد قوات الاحتلال الألمانية في أفغانستان وفشلها هناك. وقال رئيس مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي يورج تسيركه لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية: إن هناك 350 تحقيقا يجري حاليا في جميع أنحاء ألمانيا على خلفية إسلامية. وهو عدد غير مسبوق. وأضاف تسيركه أن عدد الأشخاص الذين تم التحقيق معهم 1100 شخص، وأن مكتب مكافحة الجريمة وحده يقوم ب220 تحقيقًا، وأن سلطات الأمن تراقب حاليا 127 شخصًا، وقال: إنّ أكثر من 30 شابًا انتقلوا من ألمانيا إلى أفغانستان أو باكستان العام الماضي. وأشار إلى أنّه يتم حاليا تأسيس جماعة ألمانية في أفغانستان مكونة من 10 أو 12 شخصًا, وتحاول الجماعة مع دعاية الجهاد الألمانية استقطاب المزيد من الألمان، "وتفعل ذلك للأسف بنجاح". وفي سياق متصل، ارتفعت أصوات التحذيرات الأمنية في ألمانيا من خطورة بعض الألمان الذين اعتنقوا الإسلام. وذكر مصدر من هيئة مكافحة الجريمة لصحيفة فوكوس الصادرة اليوم الاثنين أن تقييم الشرطة على مستوى الولايات والدولة أظهر وجود 11 ألمانيا مسلما صنفوا بأنهم "مصدر خطورة بالغة", بالإضافة إلى تصنيف 26 شخصًا بينهم ثلاث سيدات بأنهم "مصدر خطورة". وأوضح تقرير المجلة أعمار المسلمين الألمان المشتبه في استعدادهم للتخطيط لهجمات مسلحة في ألمانيا حيث تتراوح بين 20 و42 عاما. وأشارت وثيقة لهيئة مكافحة الجريمة إلى استخدام المسلمين الألمان لبعض المساجد منابر للتحرك في منطقة أولم جنوبيألمانيا, ومسجد القدس في هامبورج بشمال البلاد. وأكدت الهيئة أن نحو ثلث المشتبه فيهم يقيمون في ولاية بادن-فورتمبرج جنوب غرب ألمانيا، بالإضافة إلى خمسة أشخاص يعيشون في بريمن في شمال البلاد, وأربعة في هامبورج وولاية شمال الراين ويستفاليا التي تمكنت الشرطة فيها عام 2007 من اعتقال ثلاثة من أعضاء خلية "زاورلاند" غربي ألمانيا بينهم اثنان من الألمان المسلمين. وفي وقت سابق حكمت محكمة ألمانية بالسجن لمدة 12 عاما على كل من الألمانيين فريتس جيلوفيتش ودانيل شنايدر, بتهمة الانتماء إلى منظمة "محظورة". وعلى الصعيد ذاته قال هاينز فروم رئيس هيئة حماية الدستور المعنية بالأمن الداخلي إن مخاطر تعرض ألمانيا لهجمات مسلحة ما زالت عالية، مشيرا إلى أن بلاده تتعامل مع أشخاص يصرون على خوض "الجهاد" في ألمانيا وأنحاء العالم. وقال المسئول إن ما سماهم "الإسلاميين" استغلوا مقتل سبعة جنود ألمان في أفغانستان للدعاية ووصفوا عمليات القتل بأنها خطوة على طريق طرد قوات الاحتلال الألمانية من أفغانستان وتحقيق النصر عليها.