تدهورت الحالة الصحية للشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن، المتهم بأنه "أمير الجماعة الإسلامية"، بشكل كبير في معتقله بالولايات المتحدةالأمريكية. وذكرت مصادر إعلامية أنّ الشيخ عبد الرحمن "الضرير والمعتقل منذ 16 عامًا بدون محاكمة"، طلب من الإدارة الأمريكية بضرورة نقله إلى مستشفى أخرى غير مستشفى السجن، بعد أن عاودته أورام البنكرياس التي أصيب بها منذ أكثر من عام، بالإضافة إلى إصابته بأمراض الضغط والسكر وعدم قدرته على الحركة، حيث يستخدم كرسيًا متحركًا. وقال منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية بمصر: إنّ الوضع اللاإنساني للشيخ عمر أصبح متدهورًا داخل السجون الأمريكية، خاصة بعد عزله، ويعانِي منذ سنوات من تدهور في صحته. وأضاف الزيات: "أن هيئة الدفاع عن الشيخ استنفد كل السبل القانونية والدبلوماسية للإفراج عن الدكتور عمر، ولكنها فشلت جميعها عند الجانب المصري، مشيرًا إلى أنّ الإدارة الأمريكية أبدت بعض المرونة في الإفراج عنه، إلا أنّ الجانب المصري لم يعلق بأيه رسالة للترحيب بعودة الرجل إلى القاهرة في حالة إفراج السلطات الأمريكية عنه. وقال الزيات: إنّ رمزي كلارك قد تقدّم باستئناف صحي للإفراج عن الدكتور عمر، بالإضافة إلى طلب لمكتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرفقًا معه عدة خطابات من أسرة الشيخ من أجل الحصول على موافقة للعفو عن الشيخ وترحيله للقاهرة، وننتظر ردّ فعل أوباما والسلطات المصرية التي مازلت تؤكد أنها هي التي تعرقل عوده الشيخ لمصر. يُذكَر أنّ الدكتور عمر قد وافق على مبادرات وقف العنف التي صدرت من جماعتي الجهاد والجماعة الإسلامية عام 1997، إلا أن الإدارة الأمريكية تَدَّعي وجود علاقة له بتنظيم القاعدة وترفض الإفراج عنه لهذا السبب. جدير بالذكر أنّ عبد الرحمن كان قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة بدعوى التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993م. وكان عبد الرحمن هو المتهم الأول في قضية تنظيم الجهاد الكبرى في عام 1981م، واتهمته السلطات المصرية وقتها بأنه الذي أفتى لكل من خالد الإسلامبولي ومحمد عبد السلام فرج وعطا طايل وحسين عباس منفذي عملية اغتيال الرئيس أنور السادات. وألقت الشرطة القبض عليه وأودعته ليمان طرة، وقد دافع أمام المحكمة عن نفسه وقتذاك وعن المئات من المتهمين في هذه القضية وتَمّ تدوين هذه المرافعة في كتاب يحمل اسمه بعنوان "كلمة حق"، وكان عبد الرحمن يعمل وقتها أستاذًا للفقه والشريعة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط.