استنكر الشيخ محمود عاشور – وكيل الأزهر الأسبق- التشدق بالشريعة كلما حدثت تظاهرات مناهضة لحكم جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن النظام الحالي ابتعد عن الحكم بما شرعه الله، خاصة في ظل الفرقة الشديدة الحالية. وقال عاشور لMBC مصر: "الشريعة هي الأحكام الشرعية التي نزلت من عند الله، يحكم بها الناس، وخلال الفترة السابقة لم تطبق الشريعة، وبالعكس نحن ابتعدنا عن حكم الله، وليس هذا هو الشرع ولا الحكم، فكل فرقة تكفر الأخرى، وهذا مخالف للشريعة، كيف أكفر المجتمع كله لأنه يطالبني بمطالب ويرى أنني أخطأت في الكثير من الأمور؟". وأضاف: "نحن نستخدم الإسلام استخدام في غير ما شرع له، يأخذون الإسلام سلما أو ذريعة للصعود إلى الحكم، ولا يتم تطبيقه، ويتم نسيانه، ثم نتكلم عن الشريعة والشرعية والصندوق، في حين أن الناس ليست ضد الشريعة، الشعب المصري بمسلميه ومسيحية يريدون تطبيق الشريعة، ولكن شريعة من؟ هم يريدون تطبيق شريعة الله وليست شريعة الإخوان ولا السلفيين ولا الجماعات".
وتساءل مستنكرا: "من قال إن الليبراليين والعلمانين كفرة؟ هل رأوا قلوب الناس، وقد تأذيت حينما رأيت المجزرة التي حدثت في "أبو النمرس" نتيجة شحن السلفيين ضد الشيعة، وذلك على مرأى ومسمع من الرئيس، نتيجة ذلك أن بعض الشباب قتل أربعة من الشيعة وسحلهم، هل السحل في الشريعة؟
وطالب الشيخ محمود عاشور –وكيل الأزهر السابق -بإغلاق القنوات الدينية التي يتجاوز شيوخها بالسب والقذف، داعيا المصريين إلى عدم مشاهدتها، واعتبار الأزهر هو المرجعية الأساسية.
وقال عاشور : "لا يصح أن نسميها بالقنوات الدينية، لأنها تنشر الفحش والسوء والبذاءة في المجتمع، فيها ناس يتفوهون بأقوال لا تتفق مع الدين، سيدنا محمد علمنا أن المؤمن ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء، ولكن هذه القنوات كلها فحش وسوء وبذاءة".
وأضاف رسالتي للمصريين ألا يشاهدون هذه القنوات، وألا يسألون إلا العلماء المتخصصين، والأزهر الشريف هو المرجعية للعالم الإسلامي كله، لا تذهبون إلى الجهلاء، لا تذهبون إلى من يكفرون ويسبون ويشتمون الناس".
وطالب عاشور بوجود ميثاق شرف إعلامي يحكم كل هذه القنوات، وقال: "إن لم يتم الالتزام بهذه المواثيق، فعلى الدولة أن تأخذ موقفا، بأن تغلق هذه القنوات، لا يصح أن يكون لدي قنوات تسب وتلعن وتقول قولا فاحشا في بلد مثل مصر".
وأشار محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق إلى أنه حينما صعد الرئيس مرسي إلى سدة الحكم تفاءلت، وقلت إن البلد ستسير إلى الأحسن، ولكن صدمت صدمة شديدة أن الرئيس مرسي لا يسمع صوت الشعب، ولا يستجيب له، بل لا يعرف الشعب من الأساس، هو يعرف العشيرة والأهل، والجماعة، ولا يستجيب لأحد آخر.
وقال أن الشعب قام بثورة شعارها حرية عدالة اجتماعية، ولكن لم يتحقق شيء من أهداف الثورة، بالعكس نحن رجعنا إلى الوراء، إلى ما قبل ثورة 25 يناير، وما يحدث الآن أسوأ مما كان يحدث من قبل، لدرجة أن البعض يقول إن أيام حسني مبارك كانت أفضل، والناس لا تجد رغيف العيش، وأزمات البنزين والسولار، الناس كانت تبيت في محطات الوقود، إذا الشعب له رغبات، ولكن صمت آذان الحاكم تماما عن هذه المطالب.