قبل عام وصل أول رئيس مدنى منتخب بعد ثورة، وقدم وعوداً عريضة بالقصاص للشهداء من قتلتهم وتشكيل نيابة الثورة ولجنة لتقصى الحقائق، وهى الوعود التى ألزم بها نفسه بعد أن خاض جولة الإعادة أمام رئيس وزراء موقعة الجمل وأحد رجال مبارك الفريق شفيق، الذى لم يقدم وعوداً كثيرة بقدر ما قدم تطمينات للخائفين من إعادة إنتاج "النظام المخلوع". عدد كبير من الضحايا وقع خلال الأيام الأولى للثورة تبعتهم أعداد أخرى من الشهداء فى عهد أول رئيس منتخب، علق الجميع آمالهم عليه فى رجوع حقوق هؤلاء الذين تقدرهم إحصاءات الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ب 841 شهيدًا خلال ال 18 يومًا الأولى للثورة أعقبهم 24 شهيدًا فى أحداث ماسبيرو، و17 فى مجلس الوزراء، و42 فى محمد محمود الأولى، و11 فى محمد محمود الثانية. أكد أهالى الشهداء والمصابين أن الرئيس محمد مرسى لم ينفذ أى وعد مما قطعه على نفسه خلال الانتخابات الرئاسية، وأنهم التقوا به فى قصر الرئاسة بعد نجاحه، وكانت مطالبهم القصاص والعلاج على نفقة الدولة بالداخل والخارج ومعاملة المصابين وأسر الشهداء معاملة حسنة إلا أنه أخلف وعوده . أهالى الشهداء مازالوا يتجرعون مرارة الأسى والحسرة بعد مرور عام كامل على تولى رئيس مدنى منتخب، وخاصة بعد إخلاء سبيل كل المتهمين فى قضايا قتل المتظاهرين بكافة المحافظات، حتى الشهداء الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا للحرية فى ميدان التحرير، فجميع المتهمين بقتلهم حصلوا على البراءة عدا كل من حبيب العادلى وحسنى مبارك. أكد عدد من أمهات الشهداء، أنه بعد مرور عامين على قيام الثورة غير شيئا واحدا هو ضياع حقوق أبنائهم الشهداء فلم يحاسب من قتلهم ولم يتم الحكم فى هذه القضايا. مشيرين إلى أنهم قرروا النزول فى التظاهرات من أجل أخذ حقوق أبنائهم سواء الذين استشهدوا أو الموجودين الذين يتعرضون للظلم فمثلما تم خلع مبارك سيتم خلع مرسي. وأضافت الأمهات، أنهم خدعوا فى هذه الجماعة، فالرئيس قال فى بدايته: إن حق الشهداء فى رقبته، ولكن الذين استشهدوا أيامه أكثر من الذين استشهدوا فى عهد الرئيس السابق. وأشارت الأمهات، إلى أن أولادهم قتلوا لأنه عارضوا الرئيس الذى قال إنه سيطبق الشريعة، ولكنه لم يطبقها فالنظام السابق رغم عيوبه أقام فى البلد تنمية رغم السرقات التى كانت تحدث فى مصر، ولكن النظام الحالى لم نر منه أى شيء. أكدت السيدة سهى سعيد، زوجة الشهيد أسامة أحمد محمد، شهيد ميدان الجيزة، أثناء مظاهرات جمعة الغضب، موضحة أن هذا هو الحل حال تبرئة حسنى مبارك، مؤكدة أنها ستلجأ لكافة منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، ولن يجدوا مسلكاً غير اللجوء للميدان، مؤكدة أن هناك تواطؤًا وتباطؤًا وانحيازًا من خلال سيطرة نظام مبارك ممثلا فى القضاة ومجلس الوزراء والنائب العام، قائلة: «شلنا مبارك من القصر وديناه شرم الشيخ ومنها للمركز الطبى العالمى». وقالت زوجة الشهيد، عن عدم وجود أدلة، إنه يجعل إدانة مبارك أمرًا صعبًا، متوقعة أن تكون أقصى عقوبة ثلاث سنوات، موضحة أن تبرئة ضباط الأقسام فى قضايا قتل المتظاهرين والحكم على محمد السنى ب5 سنوات رغم قتله ل18 شخصًا، كانت مقدمة لتبرئة مبارك. وقالت «سهى»، التى وجدت نفسها وحيدة بعد استشهاد زوجها إثر تلقيه رصاصة فى الظهر نفذت إلى كليته ونقل على أثرها لمستشفى قصر العينى، حيث وافته المنية، إن المستندات التى تدين مبارك أحرقت، «كان ينبغى محاكمة مبارك فى محاكم ثورية وليست مدنية». مؤكدة أن محاكمة مبارك إنها حقوقية وليست انتقامية، وعلى الجميع أن يعطى الحق للشهيد بعد أن حرم منه وهو حى، قائلة: «حسنى مبارك وأولاده جعلونى أرملة، وجعلوا أبنائى أيتامًا». وتساءلت «سهى» عن سبب وصف كل من استشهد أمام أقسام الشرطة بالبلطجة، متعجبة من فتح جميع السجون عدا سجن القناطر للسيدات، وتمنت أن ينهى القاضى أحمد رفعت، رئيس المحكمة التى تنظر محاكمة القرن، حياته القضائية كما بدأها. وقال « الحاج على الجنيدى».. يلقبونه ب«والد الشهداء» لأنه تولى رعاية أسر شهداء المدينة الباسلة منذ الثورة، إن الحكم ببراءة مبارك لن يكون مفاجأة، متوقعًا أن تأتى البراءة، حال صدورها، ضمن السيناريو المرتب لإهدار حقوق الشهداء، قائلاً: «مبارك ما زال يحكم لأن نفس سياسات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الذى وعد بالقصاص لدماء أبنائنا هى نفس سياسات المخلوع، مشيرًا إلى أنه سينتظر عدالة السماء لتقتص له من القتلة. محمد سليمان، طالب فى السنة النهائية بكلية الهندسة، وقع ضحية فى ميدان المرج، ظهيرة جمعة الغضب، وترقد والدته الآن بالمستشفى، بعدما داهمها مرض الضغط والسكر بعد عام ونصف العام من الفراق، بينما ينتظر الأب والأخ حكمًا غير عادل، حسب وصف أخيه تامر سليمان الذى توقع إدانة لمبارك تصل إلى 15 عامًا. وقال الأخ، إنه إذا حصل مبارك أو العادلى على الإعدام، لن نعترض على الحكم وسنرضى، لأننا سنشعر وقتها أن رسالة 1700 شهيد مصرى وصلت. ولكنه أعلن أن أهالى الشهداء قرروا العودة للأب الشرعى للثورة، ميدان التحرير، «إذا قرر القاضى أحمد رفعت أن الثورة «فوتوشوب»، وأن مبارك والعادلى أبرياء من الدم، مؤكدًا أن تدويل القضية خيار مطروح بقوة. قالت سامية الشيخ والدة الشهيد محمد الجندى: "أقول لكل أم شهيد لا تحزنى فقد اختار الله ولدك لتضمنى مكانا فى الجنة كما اختار فلذة كبدى محمد ويشاء الله أن يؤلف قلوب المصريين على محبتى وأصبحت أمًا للجميع وكل الشباب أولادى". وأشارت إلى أن الله حجز لأمهات الشهداء مقاعد فى الجنة بموت أولادهم مطالبة كل أم شهيد بألا تحزن عند موت ابنها لأنه حجزت لها مقعدًا فى الجنة . وقالت إن الله أخد منها ولدها الوحيد حتى أصبحت أمًا للجميع فالمرأة المصرية هى من تأتى بالزعماء فلا يمكن الاستعانة بالمرأة القوية. وتابعت قائلة: "عندما كنت فى بور سعيد أبكتني فتاة لم تبلغ 20 عاما استشهد زوجها وهى حامل فى طفلة وجاءتني تبكى تقول لى زوجى تركنى وابنه فى بطنى فقلت لها أصبري ابنتى إنه لفخر لكى أن يكون زوجك شهيدًا فالمرأة المصرية وهبها الله رجاحة العقل والحنان فتميزت عن غيرها بذلك". وأوضحت والدة الشهيد محمد الجندى، أن مصر ابتليت بحكم جماعة الإخوان المسلمين كما ابتليت من قبل من حكم للنظام السابق الذى قضى على أحلام الشباب والمصريين. وأضافت والدة الجندى، أن الدولة تتكون من 3 أضلاع تتمثل فى الجيش والقضاء و الشرطة ولا بد أن يكون الجميع يد واحدة للقضاء على جماعه الإخوان متسائلة أيهما أقوى من يعرف الله بقدرته أم من يعرفه بلسانة؟. وطالبت أم الشهيد الجندى الجميع بالخروج يوم 30 يوينه المقبل بحمل الكارت الأحمر لجماعة الإخوان المسلمين وإسقاط حكم الرئيس مرسى وجماعته وقال اللواء سيد أبو شقرة، والد الشهيد محمد أبو شقرة، إن ابنه اغتيل لأسباب سياسية بنسبة 90%، مؤكدا أنه يعرف جيداً أسماء من شاركوا فى اغتيال ابنه.