حقق أردوغان نجاحاً باهراً بعدما قام بترويض خصومه العلمانيين المتربصين به فى مؤسسات الدولة التركية لاسيما القضاء الشامخ!! والمؤسسة العسكرية الغاشمة حامية العلمانية فى بلاد الأناضول.. مستنداً على ما قدمه للناخب التركى من إنجازات اقتصادية هائلة أشبه ما تكون بالمعجزة منذ عام2002م، وحتى وقتنا هذا، حيث أصبح مجموع ما حققه الحزب ذو التوجهات الإسلامية من نجاحات فى المجال الاقتصادى قد فاق كل ما حققته الحكومات العلمانية الفاشلة!! صاحبة العقود الكئيبة من فضائح الفساد والرشاوى منذ قيام الجمهورية عام1923م؛ وحتى مجىء أردوغان وحزبه؛ ناهيك عما حققه الحزب من استقرارسياسى وإصلاحات ديمقراطية ودستورية؛ وسياسة خارجية ناجحة ودور إقليمى ودولى فاعل.. فحينما جاء الحزب إلى السلطة كانت الأوضاع الاقتصادية قد وصلت إلى الحضيض من كل النواحى، حيث كانت نسبة النمو لا تتجاوز 3% ومتوسط دخل الفرد لا يزيد عن 3000 دولار فى العام مع انحطاط سعر الليرة التركية وفقدانها 70% من قيمتها الشرائية بفضل العلمانية الفاشلة التى لا تقدم للشعوب سوى الإلحاد والتمرد على الفطرة السليمة التى خلق اللهُ الناس عليها؛ ثم تتركهم فى بؤس وضيق شديدين؛ وقد تمثلت المعجزة الاقتصادية فى عهد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية فيما يلى:- قفز الناتج القومي الإجمالي بين عامي 2002 - 2008 من 300 مليار دولار إلى 750 مليار دولار، بمعدل نمو 6.8%. وقفز معدل الدخل الفردي للمواطن في نفس السنة من حوالي 3300 دولار إلى حوالي 10.000 دولار ووصل حاليًا إلى حوالى 25 ألف دولار.. تجاوزت الدولة إلى حد كبير مشكلات العجز والتضخم.. تحسنت أجواء الاستثمار، حيث دخلت تركيا بين أكثر الدول جذباً للاستثمار الخارجى.. أصبحت تركيا فى المرتبة السادسة عشر فى ترتيب أكبر الاقتصاديات على مستوى العالم والسادسة على المستوى الأوروبى، وبذلك ضاقت الفجوة ولأول مرة وبهذه النسبة بين معدلات التنمية التركية ومعدلات التنمية الأوروبية.. ارتفع حجم الصادرات التركية من 30 مليارا إلى 130 مليار دولار عام 2008م.. انخفضت معدلات التضخم وأسعار الفائدة بشكل كبير؛ كما استقرت العملة التركية وانخفضت الديون الحكومية إلى مستويات أكثر احتمالاً؛ كما حققت القطاعات الاقتصادية نمواً وتقدماً كبيراً.. ففى الزراعة مثلاً أضحت تركيا من دول العالم القليلة التى حققت الاكتفاء الذاتى من الغذاء.. وقد شعر المواطن التركى بكل ذلك، وانعكس عليه وعلى رفاهيته؛ سواء بإقامة الطرق السريعة والمستشفيات الكبرى، وتوسيع مظلة التأمين الصحي، مع تقليل نسبة البطالة وتوفير الوظائف ورفع الحد الأدنى للأجور، ورفع مستوى المعيشة وتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي الذي أقرت به مؤسسات دولية معتبرة، منها صندوق النقد الدولي، وغيرها من الإنجازات التي لمسها المواطن التركي العادي.. ولك أن تعرف أن تركيا تحتل المرتبة ال16 عالميا فى الاقتصاد؛ وترتيب إسطنبول رقم 27 كأكثر المدن تأثيرًا اقتصادياً فى العالم؛ ووصلت قيمة الصادرات التركية إلى حوالى 500 مليار دولار سنوياً.. وحقق أردوغان من الاستقرار السياسى بعدما كبح جماح الجيش، وحال بينه وبين لعبة الانقلابات التى اعتاد عليها بمباركة وترحيب القوى العلمانية المدنية!! وما فعله أردوغان وحزبه فى إعادة تركيا إلى محيطها الإسلامى بقوة - الخلافة والباب العالى العثمانى - ما جعل الناخب التركى يشعر بالفخر والاعتزاز لسياسة دولته الخارجية ويقبل على رئيس وزرائه صاحب الكاريزما الكبيرة والمواقف الرجولية فى مساندة قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل وحليفها الاستراتيجى حسنى مبارك!! لكنّ رموز العلمانية واليسار وكل الجموع الفاشلة ممن خسرت احترام المواطن التركى، وباتت تبكى على السلطة التى سكنت مقرات العدالة والتنمية إلى غير رجعة!! وجدت فى نية أردوغان إعادة تأهيل وتشغيل ميدان استقرار ذو الأصول العثمانية؛ ثم ما أعلنه فى خطابه نية الحزب الإعداد لمشروع قانون يجرم الإباحية فى الشوارع والميادين وعدم السماح ببيع الخمور فى الأماكن العامة طوال ال24 ساعة، كما كان سابقاً.. ما أعلن أردوغان ذلك إلا وانفجرت الأوضاع وخرجت الجموع التى كانت حبيسة النسيان يزأرون ويصيحون لمحاولات إعادتهم إلى الفضيلة التى خاصموها تحت شعار الحريات المستوردة من أوروبا المسيحية التى طالما اعترضت على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى بدعوة أن الاتحاد نادٍ مغلق فى عضويته على الدول المسيحية فقط!! وتركيا مهما قدم زعماؤها من لدن مصطفى أتاتورك حتى قادة حزب الشعب ما قبل أردوغان.. مهما قدموا من كفر وانحلال ومعاداة لله ولرسوله فى الأحكام والتشريعات فلن ترضى عنهم أوروبا!! كما قال بذلك ربنا تبارك وتعالى فى كتابه الكريم وهو أصدق القائلين... ووجدت القوى العلمانية الكارهة لكل ما يمت إلى الإسلام ديناً ودنيا.. ضالتها فى الاقتداء بفعل إخوانهم المتمردين فى مصر!! وجرت على الفور أسرع عملية استنساخ لصناعة الفوضى نموذجاً واقعياً فى أرض الكنانة!! وليس عليهم سوى استغلال حدث ما! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.