استنكر وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان الحملة الإعلامية التي شنها سياسيون وإعلاميون مصريون ضد موقف حكومته من السد الإثيوبي، معتبرا ان ما اثير حول سد الالفية "زوبعة تفتقد النظرة الثاقبة الواعية". وقال عثمان في حوار مع جريدة "الشرق الاوسط" اللندنية بعددها الصادر اليوم الاثنين :" موقفنا من مصر ثابت وللسودان مصالحه التي يجب مراعاتها من أي دولة كانت"، مشيرا الى ان ما أثير حول سد الألفية زوبعة تفتقد النظرة الثاقبة الواعية، وخلقت الكثير من التشويش، فما الضرر إن قلنا إنه مفيد لنا، هل نحن ممنوعون تماما عن الحديث عن مصالحنا كسودانيين؟! قدمنا تضحيات جساما دون مقابل للشعب المصري، وسنواصل.. ولولا وقفة السودان مع مصر لما قام السد العالي". وتابع قائلا:" أقول للغافلين الذين يغفلون الدور السوداني أي دولة تلك التي تقبل تهجير 22 قرية، وطمر 100 مليون نخلة و350 ألف شجرة مثمرة، (إضافة إلى) حضارة وتاريخ وتهجير لمناخ مختلف لبناء السد العالي؟ أيعقل أن يلعب المنتخب المصري الكرة في الخرطوم ويخسر من الجزائر؛ وليس إسرائيل، فيسب السودانيين؟! سد الألفية فيه فوائد للسودان، وندعو العقل المصري الواعي لينتبه لأن ضررا كبيرا يلحق بعلاقاتنا، وأن ينتبه إلى أن الهجرة من الشمال للجنوب بدأت تتعاظم. فلأول مرة منذ عام 1821 هناك زهاء 350 إلى 400 ألف مواطن مصري في السودان. صحيح أن السودانيين في مصر أكثر من مليونين، لكن الهجرة العكسية بدأت، إضافة إلى أننا نفتتح لأول مرة 3 طرق برية تربط البلدين". واضاف : " سد الألفية ليس جزءا من حرب المياه وهي لن تتوقف، ومصر بحاجة للسودان مثلما هو بحاجة لها في هذه الحرب، فالإساءة والتجريح مرفوضان، مصر الرسمية لم تجرحنا أو تسئ لنا". واشار الوزير السوداني الى ان قضية المياه تحتاج تعاون مشترك بين دول حوض النيل واللغة الاستعلائية والتهديد لا يفيدان فيها. وعن حلايب وشلاتين اوضح عثمان :" ان النزاع على حلايب ليس وليد اللحظة بل منذ عام 1956. هؤلاء مثل من باتوا ليلتهم، وأفاقوا فوجدوا سد الألفية الذي بدأ الحديث عنه قبل أربعة سنوات، نحن أكثر وعيا من دعاة الفتنة بين الشعبين ولن يكون بيننا إلا الخير، لو لدينا حق فسنأخذه وإن كان لديهم حق فسيأخذونه". وعن تعهد الرئيس محمد مرسي بتنازل مصر عن حلايب وشلاتين قال الوزير السوداني: لم نطلب من مصر إلا إعادة الوضع في حلايب إلى ما قبل 1995، لتكون منطقة تكامل وتوحد، وليس منطقة تنازع". واشار الى ان مصر تمر بمرحلة انتقالية، وعدم توازن، ولو قال فيها مرسي أي شيء فهناك من يخالفه، وإن رفض شيئا، فهناك من يرفض رفضه، هذه مشكلة داخلية لن نتدخل فيها. مصلحتنا تقتضي استقرار مصر ، مؤكدا في الوقت ذاته ان العلاقات بين مصر والسودان لن تنقطع بسبب حلايب ، وليس من الحكمة الحديث عنها في الوقت الراهن.