استنكر دبلوماسيون وسياسيون السياسة الخارجية للرئيس محمد مرسي بعد مرور عام على توليه الرئاسة، مؤكدين أن تبعية مصر الواضحة لأمريكا وغيرها تقف حاجزًا كبيرًا تجاه حل مشاكلها بالمنطقة وعلى رأسها أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد أرض النيل بالجفاف، واصفين سياسته مع القضايا الخارجية ب "العشوائي". وأوضح نبيل فهمي، سفير مصر السابق لدى الولاياتالمتحدة في اليوم الثاني لمؤتمر "ما بعد الرحيل"، أن أولى الخطوات المطلوب تحقيقها لإصلاح السياسة الخارجية المصرية هى إدراك رؤية حديثة عن الوضع الدولي, وتحقيق فلسفة عدم الانحياز. وطالب فهمي بأن تكون مصر صاحبة المبادرة دائمًا لا تابعة للدول الأقوى, إضافة إلى العودة إلى أصول مصر السياسية، لكونها دولة عربية أفريقية. واستنكر الحوار الوطني بشأن سد النهضة واصفًا إياه بأنه "عار على مصر"، وكذلك وصف الموقف تجاه قضية سوريا بأنه "غريب جدًا" ولا يمكن أن يصدر من دولة بمكانة مصر. كما أكد فهمي أن سياسة مصر الخارجية ينقصها وجود رسالة وهدف، فهناك العديد من الزيارات المصرية للكثير من دول العالم ولكن لا يوجد هدف واضح وصريح من تلك الزيارات وهو ما يؤدي إلى فشلها والريبة بشأنها وكثرة القيل والقال. وأكدت نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك ثلاثة محاور يجب الأخذ بها لحل أزمة سد النهضة، الأول يتعلق بالعلاقة مع الدول الأفريقية بشكل عام و إثيوبيا بشكل خاص، فيجب الحرص على علاقات تنموية مع دول أفريقيا والتخلي عن نظرة الاستعلاء التي ظهرت بشكل واضح خلال الحوار الوطني بشأن سد النهضة. وأضافت أن المحور الثاني يتعلق بعلاقة مصر مع مؤسسات التمويل الدولية. بينما يتعلق الثالث بترشيد استهلاك استخدامنا للمياه، مشيرة إلى دور دولة قطر في القضايا العربية الأفريقية لتحقيق مصالحها فقط دون النظر إلى مصالح الدول العربية. وأكدت مسعد أن مصر تعالج القضية السورية بطريقة عشوائية لا تتلاءم مع أهميتها، وأن علاقة مصر مع "حماس" علاقة أيديولوجية تنذر ببداية الفشل، فكل الدول تتخلي عن أيديولوجيتها إذا تعارضت مصلحتها مع العلاقات الأيديولوجية مؤكدة أن مصر يجب أن تضع مصلحتها فوق مصلحة أي دولة مهما كانت علاقتها بها.