رأتْ صحيفة " الجارديان " – البريطانية – أنَّ مصر تحبس الآن أنفاسها في انتظار اليوم الذي يأمل فيه الكثيرون أنْ يكون الأخير في حكم الرئيس الإخواني ؛ لكن البعض يتخوف من أنْ يُسفر هذا اليوم عن إندلاع أعمال عنف علي خلفية اشتباكات ما بين نشطاء المعارضة ومؤيدي الرئيس . وكشفتْ عن أنَّ مشاعر الغضب لها جذور أعمق من حركة المحافظين التي أثارت موجه من الغضب الشعبي . فلقد ازدادت الظروف المعيشية للمواطنيين سوءاً خلال الأشهر الأخيرة ؛ نظراً لارتفاع أسعار المواد الغذائية ، والانقطاع المتكرر للكهرباء علي مدي اليوم الواحد ، ونقص امدادات الوقود، ففي الخميس الماضي وصل امتداد الطوابير أمام إحدي محطات البنزين في المنصورة إلي ميل . وتقول "الصحيفة البريطانية" إنَّ الرئاسة تحاول التظاهر بالهدوء من التظاهرات المقرر خروجها في 30 من يونيو تزامنا ً مع الذكري الأولي لتولي مرسي منصبه ؛ إلا أنَّها في واقع الأمر متخوفه بشدة ، وأشارت إلي تصريح خالد القزاز – مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية – الأسبوع الماضي بأنَّ :" تلك التظاهرات علامة صحية ، ومؤشر علي نجاح الثورة شريطة إلتزامها " بالسلمية " ... بالفعل هذا هو أفضل احتفال لإكمال أول رئيس منتخب ديموقراطياً عاماً في الحكم ." وأوضحتْ أنَّ الواقع يكشف عن أن أولئك الذين هم في السلطة يأخذون هذا اليوم علي " محمل الجدية " , فلقد صرح الجيش بأنَّه سينشر قواته في ذلك اليوم ، كما التقي مرسي علناً بكبار رجال الدين المسلمين والمسحيين علي حدٍ سواء ( الثلاثاء ) ، في محاولة واضحة ؛ لتعزيز الوحدة الوطنية – علي حد قول الصحيفة . وتابعتْ " الجارديان " أنَّ الرئيس مرسي تحسُباً لهذا اليوم حاول تعزيز مكانته بين السلفيين علي الرغم من احتمالية تراجع دعمهم له – بحسب رأي الصحيفة - ، لافتةً إلي تعيينه أحد أعضاء "الجماعة الإسلامية" محافظاً للأقصر ، وظهوره في تظاهرات نظمها السلفيين مؤخراً . واعتبرتْ أنَّ اعلان مرسي لقطع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ربما يهدف من ورائه إثارة إعجاب السلفيين ، الذي ينظر بعضهم إلي الحرب ضد بشار باعتبارها حرباً مقدسة . وسلطتْ " الجارديان " الضوء علي استقالة هشام زقزوق وزير السياحة احتجاجاً علي تعيين عادل الخياط المنتمي للجماعة الإسلامية المتورطة فيما عرف بمذبحة الأقصر محافظاً لها . وقالتْ إنَّ تعيين الخياط الذي نفي تورطة في تلك المذبحة التي أسفرت عن مقتل 58 سائحاً عام 1997 لم يثر غضب وزير السياحة فقط ؛ بل كل القائمين علي صناعتها في الأقصر ؛ لخوفهم من أنَّ " رمزية " تعيينه تكون عامل طرد للسياح في بلد يعتمد دخلها بصورة أساسية علي السياحة . وأفادتْ أنَّ سكان مدينة الأقصر قد أعربوا عن مخاوفهم من أنَّ تذكير السياح بأحداث " مذبحة الأقصر " بعدما نسوها قد يبعدهم بصورة أكبر عن ارتياد مدينتهم . وأشارتْ إلي ما أثارته حركة المحافظين التي أقدم عليها مرسي من غضب الشارع المصري ، إذْ اندلعتْ اشتباكات أمام مبني محافظة الإسماعلية ؛ احتجاجاً علي تعيين الدكتور صبحي عطية يونس المحسوب علي الإخوان محافظاً هناك ، كما قام أحد المتظاهرين بضرب المهندس حسن رفاعي علي رأسه بالحذاء لكونه هو الأخر منتمي للجماعة . بينما اندلعت تظاهرات في ثماني محافظات علي الأقل ؛ احتجاجاً علي مااعتبروه محاولات " لأخونة " مؤسسات الدولة .