عندما يتحول لاعقو أحذية مبارك إلى ثوار ومتمردين، ويمتطي الجبناء المرتزقة صهوة جواد البطولة والإقدام، أظن – وليس كل الظن إثمًا – أن تلك ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى دراسة ثاقبة، ومما جعلني أمسك بقلمي لأكتب عن المتمردين – وما كنت أود ذلك – إلا أنني اضطررت لذلك اضطرارًا، عندما رأيت المحدث الداعية أسامة القوصي يوقع استمارة تمرد في جو مهيب بين حرائر مصر، وأتمنى من القراء الأعزاء أن يشاهدوا ذلك المشهد الثوري، والداعية الكبير يقف بين (أنوشكا وتيسير فهمي، وفاطمة ناعوت وكريمة الحفناوي، بالإضافة إلى ممدوح حمزة والفنان حمدي الوزير، وبعض الحرائر من الراقصات والفنانات)!! ويحيط بفضيلته مجموعة من النصارى والعلمانيين والشيوعيين، و..... ولا رابط بين هؤلاء المتفرقين إلا كراهية المشروع الإسلامي، ومحاربة أي فكرة تميل نحو هوية هذا الشعب المسلم. ولا أدري متى وأين دبت الشهامة والرجولة، وثارت الدماء الفوارة في شرايين الطبيب النفسي الشهير بالقوصي؟ ولا أدري إذا كان هؤلاء النسوة التي يقف الشيخ بينهن مبتسمًا مفتخرًا، وهن كاسيات عاريات، هن الحرائر، فما توصيف الشيخ المحدث لأمهات المؤمنين ومن اقتدت بهن من نساء المسلمين المنتقبات والمحجبات، ألسن من الحرائر؟! ويأتي الخبر بالبنط العريض: وقع الداعية والباحث الإسلامى الدكتور أسامة القوصى، على استمارة سحب الثقة من الرئيس محمد مرسى "تمرد"، مساء اليوم بحفل حركة "حرائر مصر". مع ابتسامة صفراء مرسومة على وجهه ويقف بين (الحرائر)، ويحمل صورة ممسوخة للرئيس مرسي!! وكان من تصريحاته الخاصة ل"اليوم السابع" – فض الله فاه: "يجب أن يكون الدين خادمًا للشعب وليس حاكمًا له"، ولا أدري كيف يكون الدين خادمًا للشعب، الحاكم نعم، أما الدين فكيف أيها المحدث؟ هل طمس الله بصيرتك وأعمى قلبك إلى تلك الدرجة؟ أأصبح الدين لعبة تسترضي بها هؤلاء الكارهين للإسلام، حتى وصل الحال به أن يقول: لا مانع أن يحكم المسلمين نصراني! أهذا هو منهج السلف الذي تدعي الانتساب إليه؟ وليرجع القاريء الكريم إلى أقواله قبل الثورة، وهو يمتدح نظام مبارك، ويسبح بحمدهم، فيقول عن يوسف بطرس غالي: "والله لولا أن الله بعث إلينا بيوسف بطرس غالي.. لأصبحنا كاليونان في أزمتها الاقتصادية"!! كان هذا القوصي الثائر المغوار أحد هؤلاء الذين خرجوا على المنبر يوم الجمعة يتباكون على ولي أمرهم حسني مبارك.. وما آل إليه أمره من الذل والسجن والهوان. أين كانت هذه البطولة حين اقتحمت قوات الأمن مسجد الرحمن في أسوان مدنسة له؟ أين كانت تلك الفتوة حين قتل علاء محيى الدين بدم بارد وتركت جثته في العراء؟ أين كانت حين قتل عبد الحارث مدني؟ أين كانت حين سجن آلاف الأبرياء ورملت نساء ويتمت أطفال وأصيب آلاف الشباب بأمراض لا حصر لها.. ما زال الشباب المسلم يعاني من بعضها حتى اليوم؟ أين كانت حين غيبت الشريعة وعلا صوت فرج فودة ونصر أبي زيد وسيد القمني ونوال سعداوي وعبد المعطي حجازي وغيرهم؟ ما سمعنا لأحدهم صوتاً.. ولا رأينا لأحدهم قامة.. واليوم خرجت الفئران من جحورها وانتفضت الحيات من أوكارها.. لا لتدافع عن هذا الدين.. بل لتطعن في علماء الأمة الربانيين.. وتصفهم بالخوارج تارة.. وبالتكفيريين تارة أخرى. وليقف ضد الرئيس الشرعي المنتخب الذي جاء بإرادة الملايين، لأن جنة أمن الدولة التي كان القوصي وأشباهه يتفيئون ظلالها، وينعمون بذهبها، قد زالت إلى غير رجعة، ولكن أبشر يا قوصي بالخزي والهوان، فإرادة المصريين لن تنكسر، وسيحمي الله مصر من شرك وشر أمثالك، فمت كمدًا وحسرة، فلن يسقط مرسي، ولن تسقط مصر بإذن الله تعالى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.