حذر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أثناء مراقبته لسير عملية الاقتراع في اليوم الأول للانتخابات اليوم الأحد، من أن انهيار الانتخابات السودانية قد يشعل حربا دينية على المستويين الوطني والإقليمي. وقال كارتر الموجود في الخرطوم على رأس فريق من مراقبي الانتخابات: إنه من المهم أن تمر الانتخابات السودانية بسلام بسبب الموقع الاستراتيجي للبلاد وأهمية اتفاق السلام، وأضاف أنه يعتقد أنه في حال وقعت أعمال عنف أو تعطيل هنا في السودان فربما ينتشر الأمر إلى جزء كبير من أفريقيا. وتابع، هناك احتمال أن يكون هناك استقطاب للتأييد أو العداء بين الشمال المسلم والجنوب غير المسلم حيث إن الدول المجاورة بعضها له التزام عميق بالنصرانية وبعضها غير ذلك، وربما يقود إلى احتمال نشوب صراع ديني وآخر إقليمي في هذا الجزء من أفريقيا. وسئل عما قد يثير مثل هذا الصراع تحديدا فأجاب أنه قد يحدث في حالة انهيار العملية الانتخابية برمتها انهيارا يسفر عن أعمال عنف من الجانبين، وأضاف أقول إن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا تعطلت العملية المنصوص عليها في اتفاق السلام الشامل تماما وهو ما لا أتوقعه طبعا. وقال كارتر: إن مراقبيه أفادوا بحدوث بعض التأخير ومصاعب في مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء السودان ولكنه مرتاح لما رآه في الخرطوم صباح اليوم، وأضاف أن: الأمر طيب للغاية لا عنف لا تخويف لا جهود لتعطيل عملية الانتخاب التي تسير بنظام. وانتقد كارتر تهديد الرئيس السوداني عمر البشير بطرد المراقبين الذين يدعون لتأجيل الانتخابات وقطع أصابعهم، وقال كان ذلك خطأ فادحا من جانبه، مشيرا إلى أن معاوني البشير أكدوا له أن تلك التهديدات صدرت في حماسة خطبة انتخابية وأن البشير نفسه رحب ببعثة كارتر في كلمة أدلى بها في وقت لاحق. وأدلى السودانيون اليوم بأصواتهم وسط حالة من الارتباك في أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن يشهدها السودان ويتوقع أن يحافظ فيها البشير على منصبه، الذي يتولاه منذ انقلاب 1989.