بدء الناخبون السودانيون اليوم الأحد بالتوجه إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية، ورئيس لحكومة إقليمالجنوب ، وبرلمان قومي , وحكّام 25 ولاية في أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ 24 سنة. وقد نشرت الحكومة السودانية نحو 100 إلف شرطي لحراسة مراكز الاقتراع خلال 3 أيام من التصويت، حيث من المقرر إن يدلي 16 مليون ناخب بأصواتهم في 25 ولاية. واستعرضت المفوضية القومية للانتخابات بالسودان في مؤتمر صحفي أمس السبت تفاصيل العملية الانتخابية ، وجميع المراحل الإجرائية التي قامت بها في استعداداً للانتخابات. وقال نائب رئيس مفوضية الانتخابات عبد الله أحمد عبد الله أن 73 حزباً شاركوا في الانتخابات من إجمالي 83 حزباً مسجلين، وأوضح أن الانتخابات ستتم بإشراف 840 مراقباً دولياً يمثلون 18 دولة ومنظمة أبرزها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وروسيا والصين. ويتنافس على الرئاسة ثمانية مرشحين أبرزهم الرئيس عمر البشير ومرشحا حزب الاتحادي الديموقراطي حاتم السر والمؤتمر الشعبي عبدالله دينق , فيما انسحب ياسر عارمان مرشح الحركة الشعبية والصادق المهدي مرشح حزب الأمة . كما أعلنت مفوضية الانتخابات فرع الجنوب أنها أكملت جميع الترتيبات لضمان السير الحسن لعملية الاقتراع. وانتشر المراقبون الدوليون والمحليون في جميع مناطق الجنوب استعدادا لمراقبة الانتخابات التي تستمر ثلاثة أيام في كامل ولايات السودان. ودعا رئيس المفوضية أبيل ألير الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم، مؤكداً التزام المفوضية أن تكون عمليات التصويت حرة ونزيهة وشفافة. وشدد رئيس المفوضية على استحالة تزوير الانتخابات أو التلاعب فيها، مشيراً إلى الإجراءات الدقيقة التي اتبعتها المفوضية لضمان ذلك. ومن ناحيته, دعا رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" سلفاكير ميارديت الناخبين في جنوب السودان إلى التصويت بكثافة وبكل حرية وبأسلوب سلمي، وذلك وسط تصريحات متضاربة في حركته إزاء مشاركتها في الشمال. وقال القيادي في الحركة الشعبية إدوارد لينو ,الذي كان مرشحا لوالي ولاية الخرطوم, :"إن هناك تباينات في الموقف بخصوص اقتراع الغد الذي استبعد أن تشارك فيه الحركة شمالا بسبب ضيق الوقت" , بحسب "الجزيرة نت". وأضاف "إن قيادات الحركة ستصدر بيانا تفصيليا يحسم ما بدا تضاربا في تصريحات قيادات بشأن مقاطعة الانتخابات في شمال البلاد أو المشاركة فيها". وقد نفى رئيس الحركة سلفاكير في تصريحات لمراسل"الجزيرة" بمدينة جوباجنوبي السودان أن تكون الحركة قد اتخذت قرارا بمقاطعة الانتخابات في ولايات شمال البلاد. وأوضح أن تصريحات الأمين العام للحركة باقان أموم التي كان قد أعلن فيها أنها ستقاطع الانتخابات في الشمال بكل مستوياتها هي تصريحات تخصه هو شخصيا. وأكد في الوقت نفسه أنه ليست هناك خلافات داخل حركته، وأن مكتبها السياسي هو الذي سيتخذ قرار المشاركة أو المقاطعة، دون أن يحدد متى سيتم ذلك. من ناحية أخرى, قالت فاطمة عبد المحمود أول مرشحة للرئاسة :"إنها تعرف أنها لا تملك أي فرصة للفوز على الرئيس السوداني عمر البشير، لكنها رأت أن محاولتها الطموح ستسمح للأجيال القادمة من النساء بمشاركة أكبر في خدمة البلاد". وأضافت "إن حزبها الصغير (الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي) يسعى لتحقيق المساواة في الحقوق بالنسبة للمرأة في أكبر دولة في أفريقيا تتجذر فيها عقلية النظر إلى المرأة بوصفها عديمة الخبرة لشغل المناصب العليا". وأكدت فاطمة أنها تسعى إلى "دفع المرأة لتحتل الوظائف على كل المستويات"،مشيرة إلي أنها "لا نسعى إلى تمثيل رمزي للمرأة، بل إلى تمثيل قائم على الاستحقاق والنشاط والعمل".