ما إن أُعلن رسميا فوز حسن روحاني، مرشح التيار الإصلاحي، في انتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت الجمعة الماضي، حتى خرج الإيرانيون إلى شوارع طهران وفي مدن رئيسة أخرى، مساء أول من أمس، للاحتفال بفوزه، وبرحيل الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. وتدفق آلاف من الإيرانيين الفرحين على الشوارع احتفالا بالفوز، وحمل رجل مفتاحا كبيرا، وهو رمز حملة روحاني، بينما حمل آخرون صوره، ورددوا هتافات مؤيدة له، وهتفت الحشود التي تجمعت بعفوية في الشوارع: «يعيش الإصلاح.. يعيش روحاني»، و«باي باي أحمدي»، وأشار آخرون بعلامة النصر، ورددوا هتافات مؤيدة لمير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الذي يعتقد أنصاره أنه حُرم من الفوز في انتخابات 2009، بسبب ما يقولون إنه تلاعب في الأصوات لصالح أحمدي نجاد. وقالوا: «موسوي.. موسوي.. هنيئا بالفوز». وقتل عشرات بحسب "الشرق الاوسط "عندما قضت قوات الأمن تماما على الاحتجاجات التي اجتاحت شوارع إيران عام 2009. وما زال موسوي ومهدي كروبي، القيادي الإصلاحي الآخر، رهن الإقامة الجبرية في المنزل. وقالت امرأة تدعى منة، وهي تبكي: «لم أشعر بمثل هذه السعادة منذ أربع سنوات. أشعر بأننا تمكنا أخيرا من تحقيق جزء مما كنا نحارب من أجله منذ الانتخابات الماضية. احترموا أصواتنا أخيرا. هذا انتصار للإصلاحيين ولنا جميعا كإصلاحيين»، حسبما أوردته «رويترز». وقال عدد من الأشخاص حضروا الاحتفالات إن الشرطة لم تتدخل في مظاهر الاحتفال، بل كان أفرادها يضحكون ويتبادلون المزاح مع الموجودين في الشوارع. وبحلول صباح أمس، عادت طهران للحالة العادية، لكن سكانا قالوا إن الانتخابات ما زالت هي الموضوع الذي يتحدث عنه الجميع. وسيتولى روحاني الرئاسة في أغسطس (آب)، وهي أعلى منصب منتخب في البلاد. وعلى الرغم من أنه من الشخصيات البارزة في المؤسسة الحاكمة فمعروف عنه النهج التصالحي المنضبط عندما كان كبير مفاوضي إيران في الملف النووي الإيراني، إلى أن تولى أحمدي نجاد الرئاسة في 2005. وقالت طالبة قريبة من الإصلاحيين تدعى سارة، وقد انفرجت أساريرها فرحا لدى وصولها إلى وسط المدينة الذي غص بحشود غفيرة: «أخيرا، وبعد ثماني سنوات، أرى سعادة في المدينة، أراها على وجوه الناس»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وهتفت الحشود: «قلنا لا للعسكري، لا لرئيس البلدية، نعم للشجاع روحاني» الذي فاز في الانتخابات من الدورة الأولى بعد حصوله على 18.6 مليون صوت من أصل 36.7 مليون صوت، أي 50.68 في المائة في الدورة الأولى للانتخابات، متقدما بفارق شاسع على خمسة مرشحين محافظين، بينهم القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. وفي شوارع العاصمة، انضم سائقو السيارات إلى جموع المحتفلين عبر إطلاق العنان لأبواق سياراتهم وإلقاء التحيات على المارة. ورفع اشكان (31 عاما) صورة كبيرة لروحاني، ووضع في معصمه شريطا أخضر رمز «الحركة الخضراء»، أي الحركة التي شهدتها إيران للاحتجاج، كما قالوا على عمليات تزوير سمحت بفوز أحمدي نجاد على المرشحين الإصلاحيين. وقال اشكان: «إنه عهد جديد، وإيران ستستعيد مكانتها. نحتفل لأن هناك أملا جديدا في إيران». ولم يكن روحاني (64 عاما) يتمتع بفرص كبيرة للفوز في الاقتراع في بداية الحملة، لكنه استفاد من انسحاب المرشح الإصلاحي الوحيد محمد رضا عارف، وتلقى دعم الرئيسين السابقين؛ المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني، والإصلاحي محمد خاتمي.