أكد النائب مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ، ضرورة مواجهة الرواية الإسرائيلية المضللة برواية فلسطينية حتى لا يتكرر ما حصل في مفاوضات "كامب ديفيد" بتحميل الفلسطينيين مسئولية فشلها رغم أن إسرائيل هي المسئولة عن إفشال كل جهد كان يبذل من أجل وصول الشعب الفلسطيني إلى حقوقه في الحريةوإقامة دولته المستقلة. واتهم البرغوثي - في مؤتمر صحفي عقده الأحد - إسرائيل بإفشال حل الدولتين وجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل مقصود ومحاولة تحميل الفلسطينيين مسئولية ذلك الفشل . وأشار الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى فشل المراهنة على المفاوضات مع إسرائيل وأن المطلوب هو نهج بديل وتبني استراتيجية جديدة بعد عشرين عاما من اتفاق "اوسلو" . وقال إن إسرائيل تستخدم الاستيطان سلاحا للقضاء على فكرة حل الدولتين وهو وسيلة لتكريس الاحتلال الذي أصبح الأطول في التاريخ وتكرار ما جرى قبل 65 عاما من تهجير وتشريد لشعبنا. ووصف البرغوثي الاستيطان ب "السرطان المتوحش"..مشيرا إلى أن وتيرة الاستيطان العام الماضي ارتفعت بنسبة 250\% ، فيما ارتفعت خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 355\% مما كانت عليه في الربع الأخير من العام الماضي ، بينما تضاعفت نسبة الاستيطان في النصف الأول من هذا العام سبع مرات . وأوضح أن اعتداءات المستوطنين على شعبنا وممتلكاته بلغت العام الحالي 389 اعتداء ، فيما بلغت نسبة البناء في المستوطنات ضعف ما يبنى في إسرائيل مرتين. واستعرض النائب مصطفى البرغوثي ما تم الإعلان عنه من بناء استيطاني .. مشيرا إلى أنه تم الإعلان خلال الأسبوعين الماضيين عن بناء 241 وحدة استيطانية في مستوطنة "موديعين عيليت" و 265 في مستوطنة "بيتار عيليت" و675 وحدة في "ايتمار" و550 في منطقة "بروقين" وألف وحدة في "غوش عتصيون" . ووصف البرغوثي التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الجيش الإسرائيلي داني دانون وقال خلالها :"لن تقوم دولة فلسطينية وكفى تضليلا للجمهور ، لن تقوم ولن نسمح بذلك سواء جاء وزير الخارجية الأمريكي كيري بمبادرة أو لم يأت" ، ب "الوقحة" التي تدلل على عنصرية إسرائيل . وأضاف البرغوثي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يتحدث عن استئناف المفاوضات انما يقوم بلعبة إعلامية لإن إسرائيل لن تتوصل يوما إلى اتفاق مع الفلسطينيين ؛ الأمر الذي يدلل على أن إسرائيل تريد استخدام المفاوضات مثلما استخدمتها بعد اتفاق "اوسلو" كغطاء للتوسع الاستيطاني ومنع فرض مقاطعة وعقوبات عليها. وقال البرغوثي " التصريحات المتطرفة والعنصرية لوزير جيش الاحتلال موشيه يعالون تدلل على أن حكومة المستوطنين في إسرائيل لا تؤمن بالسلام ، بل تسعى إلى فرض الاستسلام على الفلسطينيين.. وهذا لن يحدث أبدا " . وأضاف قائلا " حديث يعالون عن أن مساعي كيري لاستئناف المفاوضات قد فشلت هي اعتراف صريح من إسرائيل بإفشالها لمهمة وزير الخارجية الأمريكي إلى جانب رفضه لمبادرة السلام العربية والانسحاب من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ومطالبته الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة اليهودية والعودة للمفاوضات مع استمرار الاستيطان دون توقف والمزيد من التنسيق الأمني ووقف النضال الشعبي ونعته المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية بانها تحريض " . وأكد البرغوثي قائلا " لم يتبق شيء لمن يراهن على المفاوضات مع إسرائيل بعد كل ما تقوم به وتفعله على الأرض مما يستدعي تبني استراتيجية بديلة ونهج جديد لمواجهة سعي إسرائيل إلى تحويلنا إلى عبيد للابارتهايد ونشر اليأس والإحباط في صفوف الفلسطينيين " . ودعا النائب البرغوثي إلى تبني استراتيجية وطنية بديلة والقيام بتسع خطوات في المرحلة القادمة أولها توسيع وتطوير المقاومة الشعبية وتصعيد حملة المقاطعة ضد البضائع الاسرائيلية ، وثانيا : إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة ، وثالثا : وضع سياسات اقتصادية تركز على دعم الناس ومواجهة الغلاء والبطالة حيث تفرض إسرائيل على الفلسطينيين وحدة الأسعار والضرائب معها رغم أن دخل الإسرائيلي يفوق دخل الفلسطيني بأربعة وعشرين ضعفا ويجبر الفلسطيني على دفع ضعف ثمن الكهرباء والماء عما يدفعه الإسرائيلي . وأشار إلى أن نسبة البطالة في فلسطين هي خامس أعلى نسبة في العالم وتصل بين الشباب المتعلمين إلى 75\% ؛ مما يتطلب سياسة اقتصادية جماعية مشتركة لا تركز على النمط الاستهلاكي بل دعم صمود الناس خاصة في المناطق المهددة مثل القدس والخليل والأغوار وكسر الحصار عن غزة وتوفير الضمان الاجتماعي للاسر الفقيرة. وتابع البرغوثي " الخطوة الرابعة هى تصعيد حملة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل التي باتت تتسع " .. مشيرا إلى أن مؤتمر المقاطعة الذي نظم في بيت لحم مؤخرا اثبت مدى اتساع وفعالية الحركة ضد إسرائيل . وأوضح البرغوثي أن الخطوة الخامسة تتمثل في الحاجة إلى حملة من التعبئة والتوعية وإعداد الشعب لمواجهة المخاطر المستقبلية . ودعا البرغوثى إلى استئناف معركة الأممالمتحدة بما في ذلك توجيه رسالة لضمان انطباق اتفاقيات جنيف الأربعة على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتوقيع كافة الاتفاقيات الدولية التي تكرس استقلالية دولة فلسطين والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة إسرائيل على جريمة الاستيطان . وأكد أن الخطوة السابعة تتمثل في شن حملة دبلوماسية حتى لا تتكرر أخطاء الماضي عندما اتهم الفلسطينيون من قبل إسرائيل وبعض الأطراف الدولية بانهم هم من أفشلوا جهود السلام . وثامنا ، أكد النائب مصفى البرغوثي على ضرورة إطلاق الحريات وتنفيذ قرارات لجنة الحريات العامة الأحد عشر وأهمها حرية العمل السياسي لكافة القوى الفلسطينية دون استثناء أو تمييز في الضفة وغزة ، بالإضافة إلى وقف كل أشكال الاعتقال السياسي والاستدعاءات الأمنية ، وحرية الصحافة ، وحرية الرأي ، والتنقل ، والمسح الأمني ، وملف المفصولين من الوظيفة العمومية ، والجمعيات والمؤسسات المغلقة وعودة المواطنين إلى قطاع غزة وحل بعض القضايا العالقة . و أوضح البرغوثى أن ضمان الحريات هو حق أساسي للانسان الفلسطيني بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف في الأراء السياسية وأنه مطلوب فورا تقوية وتمتين الفلسطينيين في مواجهة التحديات الخطيرة وتسهيل تحقيق الوحدة الوطنية . وتاسعا ، دعا البرغوثي الإعلاميين إلى نشر الرواية الفلسطينية وتعرية وفضح سياسة إسرائيل .. مطالبا بتبني استراتيجية جديدة لمواجهة سياسة الاحتلال والاستيطان .