أعلن ظهر اليوم الخميس عن تأجيل جلسة المحاكمة التأديبية للمستشارين الإصلاحيين محمود مكى وهشام البسطويسى نائبي رئيس محكمة النقض والتي كان مقررا لها اليوم إلى يوم 18 مايو الجاري وذلك بناء على طلب النيابة العامة لحضور المدعى عليهما وهيئة الدفاع عنهما. وأشار المستشاران مكى والبسطويسى إلى عدم حضورهما الجلسة اعتراضا على ما وصفاه بالإجراءات غير القانونية التي اتخذها رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار فتحي خليفة والتي تقضى بحضور المدعى عليهم (مكى والبسطويسى) و7اخرين اختارهم خليفة من بين اكثر من 40 مستشارا وهو الأمر الذي أبدى المستشاران مكى والبسطويسى رفضهما بسببه حضور الجلسة حتى يتم عدول خليفه عن قراره. كما أعلن القضاة الاستمرار في الاعتصام المفتوح بمقر ناديهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم بسحب قرار تحويل مكى والبسطويسى للمحاكمة وحتى يتم إقرار قانون السلطة القضائية بما يحقق استقلال القضاء المصري وكرامته . كما أكدت مصادر بالنادي عدم تراجعها عن مطالب جموع القضاة باستقلال القضاء والاستمرار في الاتجاهات التصعيدية نحو تحقيق تلك المطلب بما فيها الإضراب مؤكدة أن الحكومة وقعت في مأزق مع القضاة وتحاول البحث عن مخرج له إلا أنها – حسب المصدر – لم تتوصل إلى الطريقة المثلى للخروج من تلك الأزمة التي وضعت نفسها فيها. ووصفت المصادر الإجراءات الحكومية التي يتم اتباعها مع القضاة عامة وإحالة المستشارين مكى والبسطويسى للمحاكمة التأديبية خاصة بأنها نوع من "الهذيان والتخبط" محملة مجلس القضاء الأعلى مسئولية ذلك التصعيد. وكانت شوارع وسط القاهرة والمؤدية الى دار القضاء العالي ونقابتى الصحفيين والمحاميين قد اكتست بسواد عناصر الأمن المركزي التي فرضت كرودنا أمنيا مكثفا في الشوارع وحالت دون وصول الموظفين إلى أماكن عملهم كما عطلت سير حركة المرور في وسط القاهرة الذي أصيب باختناق كامل وتم غلق شوارع بكاملها مثل شارع رمسيس والكباري المؤدية إليه . وكشفت قيادات أمنية للمصريون عن صدور تعليمات صريحة بمنع التظاهرات وقمع المتظاهرين أو المتضامنين مع القضاة.وهدد أحد القيادات الأمنية نائب الإخوان عن دائرة المطرية وعين شمس محمود مجاهد بالاعتقال وذلك بعد أن تجمع حوله عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين أمام مستشفى الجلاء ورددوا الهتافات المؤيدة للقضاة.قامت قوات الأمن بتعليمات من قيادات أمنية بفض التظاهرة والاعتداء على المتظاهرين واعتقال عدد منهم تم اقتيادهم إلى أماكن غير معلومة. فيما منع احد القيادات الامنية مجاهد من القاء كلمة فى الحشود الاخوانية المتجمعة وطالبه بإعطاء أوامر بانصراف المتظاهرين وإلا سيتم اعتقاله فيما واصلت عناصر الأمن تضييق الخناق على المتجمعين وقامت بالاعتداء عليهم مما أدي إلى إصابة العديد منهم بإصابات بالغة. كانت السلطات المصرية قد نظمت منذ الساعات الاولى من صباح اليوم الاربعاء حملات مكثفة من شرطة المرور ومباحث أمن الدولة على جميع الطرق المؤدية إلى القاهرة وتوقيف وتفتيش كل السيارات التي يشتبه في أنها تحمل متظاهرين حيث تقوم بإجباره على العودة إلى محافظاتهم وتعتقل من يرفض . فيما تحولت منطقة وسط القاهرة إلى ثكنة عسكرية واكتظت شوارع رمسيس و26 يوليو وعبد الخالق ثروت والجلاء وطلعت حرب ، خاصة المربع الأكثر سخونة المحيط بدار القضاء العالي بعشرات السيارات المدرعة وحاملات الجنود فيما رصد المراقبون حالات تذمر وسخط في أوساط الجماهير التي تصادف مرورها في تلك الشوارع . وفي سابقة اعتبرت خطيرة حجزت قوات الامن المئات من القضاة والمستشارين ومنعتهم من دخول مبنى القضاء العالي حيث تعقد المحكمة التأديبية جلستها وشهدت منطقة وسط القاهرة تعديات واسعة النطاق على مراسلي القنوات الفضائية العربية ومطاردات مثيرة خاصة في شارع الجلاء وعمليات كر وفر وهرولة لرجال يحملون كاميرات يفرون في كل اتجاه نجاة من مطاردة قوات الأمن لهم ، وقد شاهد مراسل المصريون بنفسه وقائع المطاردة ، كما اعتدت الشرطة بالضرب على طاقم قناتي الجزيرة وأبو ظبي أصيب بعض أفرادهما بإصابات طفيفة ، بينما تم سحق مظاهرة أخرى في شارع طلعت حرب وضرب المتظاهرين بقسوة شديدة وركل من وقع منهم على الأرض بالأحذية وقد شوهد بعضهم والدماء تسيل منهم بغزارة واعتقلت قوات الأمن قيادي حزب العمل الدكتور محمد زارع والصحافي محمد عبد القدوسي عضو مجلس نقابة الصحفيين . في غضون ذلك تظاهرما يقرب من ثلاثة آلاف من جماعة الإخوان المسلمين وسط ميدان رمسيس وتصدى لهم على الفور قرابة 10 آلاف جندي وضابط من قوات الأمن المركزي واعتدوا على المتظاهرين بالضرب واعتقال العشرات منهم . قامت قوات الأمن على اثر ذلك بإغلاق شارع رمسيس ما جعل المواطنين يتركون السيارات ويترجلون هربا من الاختناق المروري . إلى ذلك صرح مصدر أمني بمصرع نحو عشرة جنود من قوات الامن المركزي واصيب عشرون آخرون في حادث سقوط سيارة شرطة كانت تقلهم من فوق كوبري اكتوبر بميدان العباسية ، وعزا شهود عيان لمراسل "المصريون" الحادث إلى السرعة والتوتر والقلق وحالات الارتباك الشديدة التي صاحبت نقل الجنود إلى قلب القاهرة للسيطرة على الحشود المتظاهرة تأييدا للقضاة ، حيث كانت العصبية والتوتر الشديدين بادية على وجوه الضباط بشكل واضح . من جهة أخرى ، صرح مصدر قضائي كبير ل"المصريون" أن القضاة قرروا عقد جمعية عمومية طارئة الساعة الثامنة صباحا قبل انعقاد مجلس التأديب للقاضيين الإصلاحيين يوم الخميس القادم الموافق 18 من الشهر الجاري ، وهو تطور ينذر باتخاذ إجراءات خطيرة لأنه يستبق الجلسة للمرة الأولى ولا ينتظر نتائجها .