والله إنها لوصمة عار في جبين كل امرئ مسلم بل في جبين كل امرئ يملك الحد الأدنى من الإنسانية بغض النظر عن دينه أو عقيدته بعد أن وجدنا أكثر المسلمين إلا من رحم الله يجتهد ليس لنصرة المستضعفين والشهداء والأطفال الذين قتلوا بدم بارد وحرائر سوريا المغتصبات بل اجتهد الجميع في إعادة توجيه غضب الأمة إلى اتجاه آخر فحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هل هذه أمتنا الإسلامية؟ وهل هذا نتاج الثورة التى اقترنت بالربيع لكثرة ما صاحبها من شبابية وسلمية وعفوية أفسحت الطريق لأول مرة لقوى التيارات الإسلامية أن تكون فى موقع الحكم، وقد استبشر الناس إسلاميون وغيرهم خيرًا وانتظروا أن يكشف الله غمة الفساد وأن ينعكس نجاح تلك التجربة الإسلامية على حياة العامة في جوانب حياتهم المختلفة من أمن وتعليم وقبلها وبعدها في رفع راية الإسلام والمثل والمبادئ فماذا حدث؟ فرحنا كمصريين ونحن نسمع خطاب الرئيس عند التهديد باكتساح غزة وزاد فخرنا واستبشرنا خيرًَا عندما سمعنا خطابه في طهران والترضي على الصحابة رضوان الله عليهم وأملنا كما انتظر الجميع أن نرى في مستقبلنا خيرًا وأن نشعر أن هناك حكومة لها رجال مخلصين يحاربون الفساد ويسهرون لإعادة الحقوق لأصحابها حتى يجنى كل مواطن ثمرة انتخابه لرئيس إسلامي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فيبدو أن الفساد الذي رغبوا في محاربته تجذرت جذوره فأصبح من المستحيل اجتثاثها، وكل ذلك قد يكون أمرًا مفهومًا يشعر به كل مصري يعاني في بلدنا وهو يرى ما يحدث سواء على مستوى القضاء المسيّس أو إعلام الفتن والضلال ولكن أين نحن مما يرتكب على أرض سوريا الحبيبة؟ وأين وا إسلاماه مما حدث في القصير وأدى إلى سقوطها على أيدي مردة الإفك والضلال الذين تكالبوا عليها كما تتكالب الأكلة على قصعتها فصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؟ فعندما تجمع ميليشيات حزب حسن نصر الله مع الحوثيين مع بقايا النظام النصيري بدعم تقنى ومادي من إيران وتوفير غطاء سياسي من روسيا والصين وسط صمت وتجاهل واختلاف رؤى بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي المختلفة فلا بد أن نقف لنعيد تقييم أنفسنا بل وحقيقة إسلامنا وإيماننا، فدولة كبيرة كمصر محورية بالمنطقة عندما تتجاهل ما يحدث في الشام وعندما يتحول دفاعنا عن حرائر سوريا إلى مجرد دعوات على الظلم والظالمين وهو بلا شك أمر مطلوب ففعلًا نحن دائمًا في حاجة إلى الدعاء ولكن دعاء يتبعه عمل فماذا هو العمل الذى قمنا به لوقف ما يتعرض له سنة سوريا؟ نعم فما حدث على أرض القصير واجتماع قوى متباعدة لنصرة نظام نصيري فاشي لا يمكن تقييمها إلا على أنها حرب طائفية مهما حاول من كان عنوانًا للمقاومة وتحرير القدس أن يلهينا كذبًا وزورًا ليقول لنا إن ميليشيات حزبه دخلت سوريا من أجل المقاومة وتحرير القدس فأى إفك هذا وأى مقاومة؟! ولم يبرر المذكور حرصهم على توزيع الحلوى ابتهاجًا بما يسمونه النصر في القصير وما هو إلا رقص على جثث الأطفال وأجساد الحرائر لا لشيء إلا لأنهم سنة رفضوا أن يتركوا بلدهم مثلما فعل غيرهم فتكالبت عليهم ميليشيات الشياطين ومن وراؤهم وسط صمت عربي وإسلامي وخاصة مصري مثير للاستفهام والاستغراب إذ في نفس التوقيت الذي تغتصب فيه الحرائر نجد أن حكام مصر مشغولون بالتواصل مع إيران ودعم وحراسة سائحيها وقد صدق الشيخ القرضاوى في إعلانه أن تقارب المذاهب ما هو إلا بدعة و ضلالة افتتن بها البعض من السنة كان منهم الشيخ إلى أن عرفهم على حقيقتهم، فالتقية دينهم وكرههم للسنة وشططهم في الدين يجعلهم أكثر غلًا وسقوطًا من الكفار أنفسهم، فأين نحن مما يفعلون ومما ارتكبوه في القصير في حق الشهداء بإذن الله والأطفال والحرائر؟ أين نحن وماذا نحن فاعلون وكيف سنلقى الله يوم القيامة على هذا الظلم الذى طال إخوة مسلمين موحدين صرخوا وا اسلاماه صرخة مدوية عميت عنها الأبصار وصمت منها الآذان؟ فو الله لنسأل جميعًا حكامًا ومحكومين عن كل دمعة طفل أو امرأة ثكلى وعن كل شهيد أو امرأة حرة صرخت وا اسلاماه دون أن تحرك صرختها تلك القلوب الجامدة من قلوب منتمين إلى الإسلام انشغلت قلوبهم بالسياسة وألاعيبها وقدموها على حرمة الدم المسلم الذي أريق انهارًا بمدينة القصير ولكن لتأكدنا من أنه الصراع الأزلي بين الحق والباطل نتذكر قول الله "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم. ولا ننسى رد رسولنا صلى الله عليه وسلم في حديث الأكلة وقصعتها مشبهًا المسلمين بأنهم كثرة ولكن كغثاء السيل فلنعد إلى ديننا الحق ولنرفع راية التوحيد في قلوبنا أولًا ولنعد إلى الله نسأله صلاح أحوال الأمة وأن نجدد نيتنا للتوبة إلى الله والاستغفار إليه من ذنوبنا ومعاصينا ولنتذكر قول المولى عز وجل "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون". اللهم نسألك الرحمة والمغفرة لشهداء القصير اللهم اشف جريحهم وأطعم جائعهم وألن لهم قلوب المسلمين وأجمع قلوب أمة حبيبك محمد على أتقى قلب رجل منهم.... آمين. تحياتى درويش عز الدين