كان هناك اجتماع للنقابات المهنية التي انتخب فيها الإخوان في مقر نقابة المحامين معلنا منذ فترة وتعالت الدعوات من جانب القوى المعارضة لمنع هذا الاجتماع، وأثناء المؤتمر تم الدفع بثلاث فتيات وأخذن يصرخن، للشغب على المؤتمر، ثم إشاعة جو من الفوضي، ثم إطلاق إشاعات بأن الإخوان يحتجزون ثلاث فتيات؛ من أجل تسخين الأحداث، ويبدأ الاعتداء!!، ثم تحريك الرأي العام بأكاذيب وتفسيرات عن طريق شباب مندس في وسط المدينة يتحرك بسرعة ويشيع تلك الأكاذيب في تلك الأثناء، مع نشر ذلك كله في نفس الوقت في عدد من المواقع والصفحات التابعة لبعض المعارضين! وعرض ذلك كله على أنه اعتداء من الإخوان على الشعب أو على التيارات الثورية!! وأنه لابد من النزول للشارع والتصدي للإخوان والدفاع عن البلد !! وأما المندسون الواقفون أمام النقابة على أنهم متفرجون، فكانوا يرددون رواية واحدة لينشروها بين المارة من المواطنين الحقيقيين: (الإخوان رموا على المعارضة القنابل) !!!!!!! ولكن على ما يبدو أن الإخوان كانوا مستعدين لهذا التجمهر وتمكنوا من صد هجمات هؤلاء على المؤتمر، ففوجئ البلطجية أثناء محاولتهم مهاجمة المؤتمر تفاجؤا بتصدي بعض شباب الجماعة، وهم مرتدون (خوذات بلون واحد) ويمسكون (بعصيّ غليظة متشابهة)، مما جعل هؤلاء يستعينون بالفلول وعصاباتهم من صبية شوارع وحواري دمنهور، فحدث اشتباك عنيف تدخلت عل أثره الشرطة وانسحب الإخوان سالمين مسالمين بعد أن أدبوا المعتدين، تاركين لها المجال لتقوم بدورها، وتطورت الاشتباكات بين الشرطة والصبية إلى استخدام الشرطة القنابل المسيلة للدموع، ولكن الأهم في الموضوع أنه جرى تحالف واضح بين الفلول والمعارضة ضد الإخوان،!!!!!!! . إنها لعبة مكتملة. والمهم في ذلك كله أن الشعب الحقيقي لم يأبه لذلك كله، ولم يصدق في الإخوان حكاية القانبل فأنى لهم بها؟، وكذلك لم يصدق حكاية احتجاز البنات، وقد عرف عن أعضاء الإخوان بالجملة الأدب و الأخلاق، ولذلك فلم يتحرك شعب مدينة دمنهور ويسثار ليهجم على الإخوان كما كان مخططا، حتى المواطن الغاضب منهم حقيقية نتيجة الشحن الإعلامي وما يعانيه من صعوبات حقيقية في المعيشة، حتى هذا المواطن عبّر عن غضبه من الإخوان ببضعة كلمات، ثم انتقد الجميع (إخوان ومعارضة) ثم عاد إلى بيته وكأن شيئا لم يحدث. وفي تحليلي السياسي للمسألة برمتها، أرى أنه بذلك تكون (البروفة) التي قامت بها بعض الاتجاهات المعارضة والمتحالفة مع الفول، تكون قد فشلت في استثمار غضب بعض الناس من الإخوان وتحويل الغضب إلى عمل شعبي حقيقي ضد الإخوان، وعلى الجانب الآخر تكون (بروفة) الإخوان قد نجحت، لأنني أحسب أنهم بعثوا عن طريق ما حدث برسالتين سياسيتين. أولهما للبلطجية الذي اعتادوا من الإخوان على الصمت طوال العام الماضي أثناء إحراق مقراتهم الثلاثين، وكذلك اغتيال الشهيد بإذن الله إسلام مسعود، وشهداء الاتحادية الأحد عشر، ومفاد الرسالة: لن تستطيعوا بعد ذلك أن تتمتعوا بالأمن وكأنكم في نزهة أثناء قتل الإخوان أو حرق مقراتهم. والرسالة الثانية هي لوزارة الداخلية؛ وكأنه يُقال لها إذا لم تقومي بواجبك الدستوري والقانوني في حماية المؤسسات العامة والأفراد والممتلكات الخاصة، وتكرر ما تم من قبل تحت سمع وبصر بعض مديري الأمن من تكرار سيناريو حرق المقرات وقتل الإخوان، والاعتداء على القصر الرئاسي بالملوتوف والخرطوش والأوناش، فلن يكون أمام الإخوان ومن معهم من الإسلاميين إلا الدفاع عن أنفسهم.