أزمة الجنود المختطفين وطريقة معالجتها وحلها أكدت أن مصر تجاوزت سياسات النظام البائد الذى لم يكن لديه وقت ليفكر - إن كان لديه إمكانية عقلية تؤهله للتفكير فى الأساس – من أجل مصر وحل مشكلات شعبها - طريقة المخلوع فى التعامل مع مثل هذه الأزمة كانت تقوم على توجيه الاتهامات إلى خلايا إرهابية بالضلوع فى تلك الأحداث ثم التعامل معها بالقوة وبالضرب تحت الحزام، وبالطبع وسائل الإعلام كانت تهلل وتصفق وتكيل المديح والهتاف لعبقرية المخلوع الذى ارتكب جرائم كثيرة من هذه النوعية فى حق المصريين ولم يحاسب عليها حتى الآن، بل لم يفكر أحد فى فتح هذا الملف الأسود ولا أعرف لمصلحة من؟ أو من المستفيد من عدم إنصاف أصحاب الحقوق من الظالمين والمجرمين؟ التعامل مع قضية اختطاف الجنود أكدت أن مصر دخلت مرحلة الثورة واستوعبت مطالب الثوار، وأنها أبدا لن تسمح بالعودة إلى الوراء، وأن المصريين ودعوا همجية المخلوع إلى الأبد ولن يمنحوها فرصة العودة بأى صورة من الصور، أى أن بلادنا – ولله الحمد - انتقلت من التعامل بالعضلات إلى التعامل بالكفاءات والمهارات لحل الأزمات المختلفة. عودة الجنود المخطوفين دون إراقة الدماء وحفظ هيبة الدولة أدخلت الفرح إلى كل المصريين، لكنها أغضبت قلوبًا مريضة لا تحب الخير وترغب فى إشعال الصراعات فى كل مكان فى مصر والهدف مصالح شخصية وليس مصلحة الوطن.. هذه القلوب لا ترغب أبدًا فى النظر إلى الإيجابيات، وإنما تركز فقط على السلبيات وتعمل على تضخيمها. البعض كان يقول إن المخلوع يقدم الحل الأمنى، والواقع يكشف أنه لم يكن يفهم لا فى الأمن ولا فى غيره، لكن قد يفهم بواسطة غيره مصلحة دول مجاورة أو أمريكا وأوروبا، ويتفاعل مع الحدث بناء على هذا الفهم المغلوط وهذا الفكر السقيم. قضية خطف الجنود يجب أن ترسى منهجًا جديدًا للتعامل مع المواطنين، ووضع طرق لحل مشكلاتهم والأزمات التى يواجهونها غير الفوضى والعشوائية والإجرام والهمجية التى سادت فى سنوات حكم المخلوع، والذى نال من مكانة مصر والمصريين فى العالم كله. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.