الأخت الفاضلة الأستاذة/ أميمة السيد..بعد سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته لقد ترددت كثيراً قبل أن أقرر الكتابة إليكِ لأن هذا الأمر يخص إنسانة عزيزة علي وهي أمي.. أنا مصري مهاجر من 15 سنة إلى إحدى الدول الأسيوية والحمد لله متزوج ولدي 3 أطفال .. منذ كنت صغير إفترق أبي وأمي لأسباب عرفتها بعد ذلك لا أحب أن أتكلم عنها.. وكنت أواجه صعوبات كبيرة لإرضاء أبي وأمي فلو قمت بزيارة أبي يقول لي ( أنت ابن أمك وبتحبها أكثر مني)، والعكس صحيح مع أبى.. وعملت على إرضاء الإثنين بقدر المستطاع.. المهم انتهيت من دراستي بالازهر وسافرت لمدة طويلة صعبة، وكنت كلما أردت العودة لزيارة أهلى أتصل بهم، تكثر منهم الشكاوي والمشاحنات وكل منهم يحاول أن يظهر بأنه ظلم من الطرف الآخر.. وكنت لا أبخل على أحد منهم لدرجة أنه إذا طلب مني أن أرسل مبلغ معين ،فكنت أرسل له الضعف .. مرت الأيام وقررت أن أبني لي بيت في مصر حتى أعود لبلدي وأهلي وفضلت أن يكون البيت بالقرب من الأهل، حتى أرعى مصالحهم والحمد لله رب العالمين كل الأموال التي أرسلتها لوالدي لبناء البيت صرفها فعلاً على البيت ولم يطلب منى أي أموال لنفسه أو إدعى هذا بكذا وأخذ الزيادة وهذا ماعهدته من والدي رحمه الله.. وعندما علمت أمي بذلك اشترطت على أن أبني بيتاً بالقرب منها وإلا ستكون غاضبة مني ولن ترضىى عنى، وكانت جادة في تهديدها لى فضطررت أن أشتري بيتاً ثان قريب من أمي حتى أنال رضاها فطلبت مني أن أوكلها لشراء البيت فأرسلت إليها توكيل بذلك ومبلغ كبير من المال لشراء البيت وكل فترة تطلب مني أموالاً أكثر، لتشتري هذا وتصلح هذا وإن اعترضت وقلت: هذا كثير لأني بحثت في النت وعرفت الأسعار جيداً كانت تغضب وتتهمني أني لا أصدقها ..وبعد عودتى سيدتى لا أستطيع أن أصف لكِ شعوري بالضيق ،فالبيت لا يصلح للمعيشة ومهدم من أكثر من مكان وكل الأثاث الذى اشترته أمي مستعمل، مع أن الأموال التي أرسلتها تكفي لفرش بيتين ، فقررت بيع هذا البيت بعد إسبوع واحد فيه ..وشاء الله أن أذهب لأحد السماسرة وأخبره برغبتي في البيع فتعجب وقال لى هذا البيت أنا بعته لسيدة أرادت أن تشتريه لابنها الذي يعمل بالخارج وصعقت عندما علمت الثمن الحقيقى له ،فالذي طلبته امي لشرائه كان أكثر من ضعفي هذا المبلغ ..ولكى أتأكد من صدق الرجل سألت أمى فرفضت إعطائى أى معلومات عن إسم المالك الحقيقى أوعقد البيع،وعلمت بعد ذلك أنها استخدمت أموالي لشراء بيت جديد لها بجانب البيت التي تقيم فيه ، فحزنت حزناً شديداً سيدتي لدرجة البكاء، على خداع أمى لى ..فقمت بعمل توكيل لابن عمي وطلبت منه أن يبيع البيت وأفوض أمري إلى الله.. فلما عرفت بذلك قررت أن تقدم في شكوى بأني لا أصرف عليها ولكن لأني حصلت على جنسية أخرى فلم تستطع فعل هذا، ولكنها هددتني بالانتقام من أخي الوحيد الشقيق وفعلاً رفعت عليه أكثر من قضية، واحدة للنفقة والثانية للسب والقذف والثالثة لمحاولة الإعتداء عليها وأشهد الله أن هذا لم يحدث وكل ما قاله أخي لها: يا أمي إذا كنت تفعلين هذا بابنك البعيد عنك طوال هذه المدة فماذا نقول للغريب ، إنه إبنك ألم ترحمى غربته وتعبه في جمع هذا المال ؟ إلا أنه وبحمد الله لم تقبل دعوتان وقبلت دعوى النفقة وحكمت المحكمة أن يدفع أخي شهريا مبلغ معين من المال لها مع أن أخي ليس له عمل دائم وينفق على خمسة أفراد من عمله البسيط، ولكني أخبرته بأن لا يحمل الهم وسوف أساعده .. الا أن مشاكلنا مع امي لم تنتهي سيدتي و طلبت منى 12 ألف جنية كمصاريف يد وإلا ستتسبب في سجن شقيقى لأنه يدافع عني، فكانت تتأخر في تحصيل أموال النفقة في المحكمة وتتطلب من عامل المحكمة ألا يستلم النقود من أخي لترفع عليه قضية تبديد للمبلغ البسيط التي تحصل عليه كل شهر وبالفعل سجنته لشهراً.. أنا الأن لا أتكلم معها لأنها طلبت مني أن تعرف اسم من أبلعني بالسعر الحقيقي للبيت حتى تسبب له مشكلة فرفضت أن اعطيها اسمه وطلبت منها أن تنسى ما مضى ولنحافظ على صلة الرحم فرفضت واستخدمت ألفاظ سب لى ولوالدى المتوفى، اسمحي لي بعدم كتابتها.. وسؤالي الآن سيدتي ..كيف أحمى أخى الشقيق من أمى؟؟ ثم بعد كل ما مررت به من خداع من أمي وأخي من الأم، هل إذا قطعت علاقتي بها أكون أثم؟؟ علماً بأني اتصلت بها تليفونياً فسبتنى.. أموت حزناً على ما تفعله أمى بي وبشقيقى، لدرجة أنه أقسم بأنها لوتوفيت لن يسير في جنازتها..سيدتى إنصحيني لوجه الله.. ماذا افعل؟؟ بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة إن شاء الله. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، على الرغم من أن قلبى معكم فى هذه المأساة..فأنا بالفعل أعرف كثيراً من الأباء والأمهات بهذا الطمع والجحود وقسوة القلب على أبناءهم.. ورغم طول رسالتك التى اختصرت منها كثيراً حيث كان الاختصار لا يمس مضمون وعصب الموضوع بل كان للجمل المعادة والثانوية فقط..إلا أننى لاحظت حلقة مفقودة فى لب المشكلة، فى علاقة أمك بأخيك،وعلاقتك أنت بهم جميعاً، هذه الحلقة المفقودة ربما خفيت عليك أنت شخصياً.. فمن يدريك بالصدق التام لحديث شقيقك عن أمكما؟ والذى قمت أنت بالتصديق عليه بل والقسم بالله فى حين أن بعض رواياته وصلت لك أثناء سفرك وقبل عودتك بمدة كبيرة!!! ومن الواضح يا أخى أن علاقة والدك رحمه الله بوالدتك هداها الله ،قد ساءت لأقصى درجة أنت نفسك لم تتدرك أبعادها مهما علمت لها من أسباب ذكرتها أولم تذكرها، وهى التى أدت بالأم لهذه النتائج الغير مرغوبه،فكرهها لوالدك وتحيزك له ودفاعك عنه والذى يظهر جلياً من كلامك وثقتك به لأبعد درجة ،جعل عقلها الباطن وبشكل لاشعورى يفرق فى المعاملة بين أبناء أزواجها، متحدية بذلك أعظم غريزة فى الكون وهى غريزة الأمومة.. ولكن يا أخى عليك أن تعى دوماً أنها فى النهاية هى "أم" وأنتم جميعاً أغلى عليها من روحها، مهما كانت سلوكياتها خاطئة وغير سوية،فمن منا بلا عيوب؟؟ ووالدتك رغم عيوبها إلا أنك حتماً ستجد لديها مالم سوف تجده عند غيرها من الميزات التى تجعلك لا تستغنى عنها.. تريث يا سيدى فربما كذب عليك أخوك فى عدة أمور أو أنه أخفى عنك بعض الحقائق التى أجاد بإسلوبه إخفائها عنك، وساعده على ذلك عدم تواجدك بكل المواقف التى صنعت الإشكاليات على مدار سنوات طويلة ، ثم طيبة قلبك وكرمك وسخائك مع أهلك بارك الله فيك الأمر الذى جعلك أيضاً وللأسف مطمعاً لأقرب البشر إليك.. على كلٍ..وللإجابة على أسئلتك ... يمكنك الفصل بين شقيقك وأمك بأن تحاول أن تبحث له عن عمل فى بلد آخر ، أو على الأقل فى محافظة أخرى ليستقل بحياته بعيداً ، واترك الأيام تداوى ما فى قلبه من غضة، مع تقديم النصح له دوماً بألا يقطع علاقته بها تماماً حتى وإن جفت عليه وحتى وإن صدته هى عنها، ولتذكره دوماً بأوامر الله من الكتاب والسنة فى طاعة الأم والرحمة بها ويكفى تربيتها لكم وأنتم صغاراً ضعافاً وتحملها المشقة من أجلكم منذ حملكم ووضعكم إلى أن أصبحتم رجالاً "عشمت " هى فى رجولتهم وتخيلت أنها تمتلكهم وأن هذا حقها فيهم فكما قال تعالى :" وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون "...وقال أيضاً سبحانه: " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا"... وأعتقد أن فى كلامك لأخيك إجابة على سؤالك الثانى..فإياك أن تقاطع أمك وتقطع رحمك..وخاصة لأنها حرمت منك طيلة 15 عاماً كنت فيها بعيداً عنها وبالتأكيد كانت تحن إليك .. أخى الكريم .. كل ما رويته عن أمك أمر بالغ الصعوبة على قلب أى إنسان، ولكن لك أن تتخيل لو أن بصبرك على هذا الابتلاء الكبير واحتساب الأمر لله ,,ما أعده الله تعالى لك من خير وجزاء حسن فى الدنيا قبل الأخرة، فلو علمته لتمنيت أضعافه ولصبرت وتحملت أكثر مما تتحمله...ثم حاول يا أخى أن تتودد إلى أمك وتتقرب إليها لتعلم ما بقلبها من جروح وهموم فحنانك عليها سيغير من سلوكها كثيراً وستشعر بأنك سندها فى الدنيا لا حسابها المفتوح بالبنك...ثم حاول بقدر المستطاع الإصلاح بينها وبين شقيقك وترقيق قلبهما على بعضهما..وعليك أيضاً أن تنفق عليها بالاعتدال وبما تراه يكفيها بما يرضى الله دون زيادة أو نقصان ... وقتها أستطيع أن أقول لك بأنك فعلت ما عليك تجاهها ،واترك الأمر بعد ذلك لله حتى وإن ظلت على حالها معكم..حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا.
............................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل خميس ملحق "إفتح قلبك"ص 7 فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الخميس من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة أو أبياتاً زجلية أو شعرية,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .................................
لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .