صنعنا ثورة وألقيناها على قارعة الطريق فانقض عليها الجميع ما بين مخلص وحاقد وطامع، ومازال العمد يتحكمون فى كل شىء خاصة أثناء فترة الغياب الأمنى المفتعل فضلا عن ترويجهم للنظام السابق وتبرير جرائمه. يقول رضوان عبد الله – مزارع - زمان كان العمدة له شنة ورنة ودواره ملاذ أمان وكان يفصل في الخلافات التي تنشب بين العائلات أو الأفراد أو حتي بين الأزواج، وكلما كان محبوباً بين الأهالي، كلما كان ناجحاً واستطاع بسط نفوذه علي القرية ولكن تقلص دوره لحد بعيد أعقاب ثورة 25 يناير فى ظل تقاعس جميع العاملين بوزارة الداخلية بما فيهم العمد وأصبحنا نشكل حملات لحماية قريتنا . واتهم عاطف جاب الله - فنى تركيبات - العمد بأنهم صنع أمن الدولة وكانوا يدينون بالولاء الكامل للحزب الوطنى المنحل وجميعهم بلا استثناء كانوا أعضاء فيه وقدموا تبرعات مالية وعينية للحزب لضمان الرضا وكم استقبلت منازلهم مؤتمرات وندوات حزبية، وأثناء الانتخابات النيابية كانت منازل العمد غرف عمليات لمرشحى الوطنى وأغلبهم كان يتم تعينه فى مجالس المحافظة وكانوا أعضاءً بارزين فى المجالس القروية والمحلية والجمعيات الزراعية. وأكد محمد حسن مدرس من قرية بهبشين أن عمدة القرية الراحل الحاج مجدى أتى به الحزب الوطنى نائبًا فى مجلس الشورى وبعد وفاته جاءوا بابنه هشام عضوًا ضمن سياسية التوريث التى كانت ستنتهى بجمال مبارك لولا قيام الثورة . وأشار عاطف رزق مساعد مهندس بالمنطقة الصناعية، إلى أن العمد والمشايخ فى القرى والعزب كانوا مسئولين عن الانفلات الأمنى طوال الفترة الانتقالية وكان كل من يتقدم بمظلمة أو شكوى يقولون له عليك بالتظاهر وقطع الطرق والسكك الحديدية حتى الاستجابة لمطالبك والبعض منهم رفض الإبلاغ عن السرقات والخطف بحجة عدم وجود أمن فى النقاط ومراكز الشرطة. فيما طالب محروس الراوى، من مركز الواسطى بإقالة جميع عمد قرى بنى سويف وفتح باب الترشيح لمنصب العمدة على أن تغيير اسمه إلى "رئيس القرية" ومعه فرق عمل من رجال الدين الإسلامي والمسيحي من أبناء القرية ومن أعضاء مركز الشباب والمدارس والمعاهد الأزهرية والجمعيات الأهلية والزراعية والمجالس المحلية والرائدات الريفيات وكافة الجهات الخدمية بالقرية ولا يقتصر دوره علي الصلح بين عائلة وأخري بل يجب بحث أولويات المشروعات الخدمية. بينما يرى العمدة حسن هنداوى عمدة قرية ( منقريش )، أن الانفلات الأمنى والأخلاقى لم يؤثرا فى تعاملات الناس وأن الاحترام يسود العلاقة بينه وبين أهالى القرية وله تأثير قوى فى القرية التى يديرها خاصة أنه يتولى منصب العمدية منذ عام 1965 حتى الآن قضاها فى حل المشاكل الحياتية . وتابع إننا ساندنا الثورة من أول يوم لما كنا نراه من ظلم وتجبر ولن يستطيع أى شخص مهما كان تأثيره ونفوذه أن يؤثر على الشباب، الثورة جعلت الشباب كله ثائرًا ويعرف جيدًا ماذا يريد.