اختص الأستاذ الدكتور سيد علي اسماعيل أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان والاستاذ وعضو اللجنة الدائمة لترقية الاساتذة المساعدين والمشرف على العديد من الرسائل العلمية ( الماجستير والدكتوراة) ديوان المظالم بجريدة "المصريون" باكتشافاته للسرقات العلمية الكثيرة والتي تسببت في شعوره بالخوف على عقل الأمة .. تحدثنا مع أ.د. سيد علي اسماعيل عن اكتشافه الجديد والذي يزعجه بشكل كبير كاستاذ أكاديمي بارع مع وعدنا له بعدم الكشف عن الأسماء الواردة في الحادثة فقال بحزن بالغ: عندما اكتشفت سرقة إحدى الطالبات لرسالة الماجستير وكانت تحت إشراف (ع.خ) وكيل الكلية عام 2011، أصبحت إنساناً غير مرغوب فيه في القسم فيما يتعلق بالإشراف على الرسائل ومناقشتها؛ لأنني أقرأ وأبحث وأدقق وإذا وجدت سرقة لا أتهاون فيها مثل غيري .. إلخ الأمور التي تحدثت فيها فيما سبق. فما كان من قسم الدراسات الأدبية إلا إبعادي بقدر الإمكان عن الإشراف أو المناقشات بكل وسيلة ممكنة، وكانوا ينتصرون عليّ بفضل الكثرة العددية في التصويت، والمنافع الشخصية عند البعض. وفي كل محاولة كنت أقاوم قدر طاقتي ولكن دون جدوى! فوتبدأ الحكاية حين كانت الطالبة (أ.ع) - ابنة وكيل الكلية وصديقي - في الفرقة الرابعة، ونجحت وأصبحت الأولى، ولم أقم بتدريس أي مقرر لها نهائياً من قبل؛ لأنني كنت معاراً. وفي مجلس القسم الذي سيعينها معيدة اعترض رئيس القسم وقتها على تعيينها، وكان والدها موجوداً في المجلس، ومشرفها الآن (ح.إ) موجوداً في المجلس، ولم ينطق الأب ولا المشرف بكلمة اعتراض واحدة، وكادت الجلسة تنتهي بعدم تعيينها معيدة .. وأنا أنظر للجميع ولا أعرف سبب صمت الأب والمشرف، والمعيدة يتم ذبحها أمام الجميع!!! فقمت بالاعتراض وطالبت بتعيينها ودافعت عن قراري وانتصرت في النهاية، وتم تعيينها معيدة في القسم بفضل الله وبفضل حماسي، لا بفضل أبيها الأستاذ في القسم ووكيل الكلية، ولا بفضل مشرفها فيما بعد الذي التزم الصمت، ومازال صامتاً حتى يومنا هذا! وأتذكر أنني وجدت المعيدة مع والدها بعد المجلس مباشرة واقفين في ساحة الكلية، فقال لها: أشكري أستاذك الدكتور سيد فلولاه ما كنتي تعينتي معيدة .. وبالفعل شكرتني أمام والدها!! وبعدها بيومين سألت والدها: لماذا صمت في المجلس؟ .. أنها ابنتك؟ فقال لي: أنا مطمئن عليها طالما أنت موجود في المجلس، فهي ابنتك أكثر من كونها ابنتي، وكنت أعلم أنك ستدافع عنها!! دمعت عيني وتبنيت المعيدة – ويا ليتني ما فعلت – فقد اكتشفت (بعد سنتين) أن تعيينها تم بأمور غير طبيعية حدثت من خلف ظهري أثناء إعارتي، والكل يعرف هذه الأمور إلا أنا؛ لذلك صمت الأب عندما رفض رئيس القسم تعيين ابنته، وراهن على رجولتي التي استغلها أسوأ استغلال. بعد تعيين (إ.ع) معيدة، قمت بتدريسها لأول مرة في حياتي في أحد مقررات (تمهيدي الماجستير) .. وفي ختام العام الدراسي طلبت من الطلاب بحثاً معيناً، وكنت أتفق على عنوانه مع كل طالب، بحيث يقوم كل طالب بكتابة بحث مختلف عن الآخر، وتم الاتفاق بيني وبين (إ.ع) أن تكتب في موضوع (التعريب أو الترجمة بين السلب والإيجاب)، وبدأنا سوياً نتناقش في كيفية الكتابة، وفي كل أسبوع كنت أضيف لها معلومة جديدة، وكانت تلقى رعاية خاصة مني بوصفها معيدة وابنة صديقي، وكنت أضع فيها آمالاً كبيرة بأن تكون أستاذة مرموقة في القسم بعيداً عن والدها، حتى لا يُقال أنها تأثرت به أو ساعدها في شيء!! ووالدها الدكتور (ع.خ) كان معاراً في الإمارات – في هذا الوقت – وفجأة وجدت (إ.ع) – كطالبة دراسات عليا - ترسل لي إيميلاً غريباً يشتمل على ملف مرفق به بحث كامل مكتوب في موضوع لا علاقة له بموضوع (التعريب أو الترجمة) المتفق عليه بيننا!! والحمد لله أن التكنولوجيا مفيدة في هذا الموقف؛ لأن جميع الإيميلات بيننا مازلت أحفظها، وسأضع صورها مرفقة مع كلامي هذا حتى يعلم الجميع كيف كنت أعلّم الطلاب في هذه الكلية!! عندما تلقيت من (إ.ع) بحثاً غير المتفق عليه، شعرت بأن البحث مكتوب من قبل والدها المعار في الخليج، فكتبت لها رداً بهذا المعنى بصورة رمزية، قلت فيه بتاريخ 31/5/2011 : (ابنتي .. أرجو الاهتمام بالبحث الخاص بالترجمة حيث بدأ عقلك يُفكر فيه، ويبتكر أموراً جيدة. وهذا هو هدفي من أن الطالب يبدأ في التفكير الناقد، ويبتكر، ويشكل شخصيته العلمية. أما البحث المرفق فهو من البحوث التقليدية الجاهزة المستوردة من الخليج! طبعاً كلامي مفهوم، ولك مطلق الحرية في الاختيار بين هذا البحث وبحثك في الترجمة. علماً بأن بحثك في الترجمة يضمن لك التقدير العالي؛ لأنني تابعتك فيه خطوة بخطوة. أما المستورد فأنا غير راضٍ عنه .. تحياتي). وبالفعل وافقتني (إ.ع) على رأيي، وبدأت تعمل على بحثها المتفق عليه بيننا، وتركت البحث الجاهز الذي أرسله والدها!! ومن الإيميلات التي أرسلتها إليها كتوجيه علمي – أملاً في تجهيزها كأستاذة – إيميل قلت فيه: (ابنتي .. الخطة جيدة ومقبولة؛ ولكن ينقصها المراجع والمصادر المألوفة وغير المألوفة. وأتمنى التوسع في شرح العناوين؛ أي أريد شرحاً وافياً ينم عن قدراتك في التفكير .. تحياتي). وأرسلت إليها إيميلاً آخر بعد أن قدمت لي تخطيطاً جيداً، قلت فيه: (ابنتي .. ممتاز ممتاز بشرطين: أولهما تغيير المنهج كما اتفقنا، وتبرير اختيارك للمنهج المستخدم. والآخر التركيز أكثر على هدفك من البحث، وهو الجزء الأخير المكتوب، أرجو التفكير في زيادة الأهداف المستفادة من عملك لهذا البحث بالذات. فما كتبتيه ممتاز ولكني أريد أكثر أنا طماع وأعلم أن بداخلك الكثير فأخرجيه .. تحياتي). سأترك لكم التعليق على أسلوب توجيهي لهذه الباحثة منذ أن كانت طالبة دراسات عليا!! ليتأكد الجميع كم كنت حريصاً على مستقبلها أكثر من والدها نفسه، والدليل أنها حصلت على 19 درجة من عشرين في المقرر الذي درسته معي!! وفي هذا التوقيت، كان القسم يتعمد بألاعيبه ألا أشرف على الرسائل .. وعندما احتدم الأمر، قرر القسم أن الرسالة القادمة ستكون من نصيبي!! ويشاء القدر أن تكون رسالة (إ.ع)، وكم كانت فرحتي بأنني سأستمر في توجيه هذه الباحثة، وأجعلها أفضل أستاذة في القسم بل في الكلية، ومواقفي السابقة شاهدة على ذلك. وفي يوم مجلس القسم الذي سيتم فيه تسجيل موضوع (إ.ع) للماجستير، كنت في الطريق إلى الكلية، فتلقيت مكالمة هاتفية من زميلتي في القسم، قالت لي: يا دكتور أرجوك أن توافق على تسجيل موضوع (إ.ع) للماجستير اليوم! فقلت لها أنت توصيني على (إ.ع)، أنها ابنتي وسأجعلها أفضل أستاذة، قالت لي: مش مهم المهم أنك توافق على الموضوع اللي جايبه أبوها الدكتور؟؟؟ قلت لها وما دخله هو بالموضوع، إنه في إعارة ولا يحق له حضور المجلس، قالت: أرجوك لبي لي هذه الرغبة، فقلت لها لا أعدك بشيء وسأحضر مجلس القسم ويفعل الله ما يريد!! ومن الواضح أن الزميلة أخبرت القسم – قبل الاجتماع – بمضمون المكالمة. وعندما دخلت غرفة المجلس وجدت جميع الزملاء الأعضاء عدا (إ.ع) نفسها التي سنقوم بعمل سيمنار شفهي لها في موضوعها!! ووجدت بدلاً منها والدها المعار جالساً ولاحظت في يده ملفاً، عرفت فيما بعد أنه خطة البحث!! وبدأنا المجلس، وكان الدكتور (ح.إ) أمين المجلس، فجاءت جلستي بجواره، ووجدته يقول نبدأ المجلس، الموضوع الثاني كذا؟؟ فقلت له: أين الموضوع الأول؟؟ فقال: أنت تأخرت عن المجلس خمس دقائق، فأنهينا الموضوع الأول!! فتعصبت وخطفت من يده دفتر المجلس، ونظرت في الموضوع الأول، وجدته هكذا: الموضوع الأول: الموافقة على تسجيل الباحثة (إ.ع) في موضوع " أنسنة الشعر الجاهلي" تحت إشراف الدكتور (ح.إ)!! فصعقت، وقلت: كيف هذا؟؟ هذا تزوير .. أين الباحثة؟ وأين موضوعها؟ وأين السيمنار الذي عقد لها؟ وأنا من سيشرف عليها كما كان الاتفاق!! وووو إلخ. هنا انتفض والدها الدكتور وخرج من الغرفة غاضباً؛ لأنني أطالب بهذه الأمور، وكان يجب عليّ أن أصمت وأجامله، وعاتبني الجميع على ذلك، فقلت لن أترك (إ.ع) بين أيديكم تفسدونها، وبالأخص والدها الذي كتب لها الخطة وحضر نيابة عنها، وأنت يا دكتور (ح.إ) لماذا تشرف عليها بدلاً مني؛ لأنك ستمرر أية رسالة يكتبها الدكتور الأب لابنته!! فثار (ح.إ) وقال: لا يمكن أنا أعدك بأنني أشرف على (إ.ع) بكل أمانة، وأعاهدك أمام الجميع بأنني لن أناقشها قبل أن يقرأ كل زميل في القسم رسالتها!! فقلت لهم: أنا أردت أن أصون هذه الباحثة الجيدة من فسادكم، ولكنكم لا تريدون أن يكون هناك من هو أفضل منكم .. تريدونها تسير في طريق الفساد .. فأفسدوها والله معي! فرد عليّ الدكتور (س.ط) أمام الجميع قائلاً: (أنت مالك أبوها عاوز كده يكتب لها الرسالة ما يكتبش أنت مالك!! أب وبنته وهما حرين!!). فوجهت كلامي للجميع: موافق أن أترك الموضوع لو سمعت من (إ.ع) نفسها هذا الكلام!! فامتعض (ح.إ) من طلبي هذا، وقال: بلاش يا دكتور .. بلاش تحرج نفسك معاها!! فقلت له: بالعكس أنا مستعد أن أحرج نفسي .. حتى أكون برأت ذمتي منها!! وبالفعل اتصلت بالمعيدة أمام الجميع وفتحت سماعات الهاتف ليسمع الجميع، ودار هذا الحوار بين وبينها: (أنا: ابنتي .. سؤال واحد مباشر أمام أساتذتك وأنا فاتح السماعات ليسمع الجميع ... أنا أريد أن أشرف عليك لمصلحتك حتى أجعلك أستاذة مرموقة .. ولكن والدك يريد أن يشرف عليك الدكتور ح.إ .. ما رأيك؟؟ هي: اللي يشوفوا بابا أنا موافقة عليه. أنا: أريد إجابة واضحة منك مش من أبوكي .. عاوزاني أشرف عليك ولا الدكتور (ح.إ)؟ هي: ما أنا قلت يا دكتور .. عاوزة الدكتور (ح.إ)! أنا: خلاص براحتك ولكن يا ريت تفتكري المكالمة دي بقية حياتك كلها. هي: ما تخافش يا دكتور هفتكرها) انتهت المكالمة. انتهى الحوار الهاتفي، وأنا في حزن شديد لأنني أشاهد بنفسي مستقبل باحثة يدمر على يد والدها ومشرفها .. فابتهج الدكتور (ح.إ) وقال: (يا دكتور ليه بتحرج نفسك .. قلت لك لا تتصل بها .. كنت أريد أن أعفيك من إحراجك بهذا الشكل أمامنا) .. فقلت: (لا بالعكس أنا في شدة الفرح لأنني كافحت لإنقاذها علمياً دون جدوى .. وأنا لم أقصر في شيء .. هنيئاً لكم بها). كل هذا حدث أمام أعضاء مجلس القسم، وأتحدى أن ينكر أحدهم كلمة واحدة مما قلت!! انتهى المجلس ونسى الجميع أنني أخذت – كغيري – صورة من خطة ماجستير (إ.ع)، ووضعتها ضمن الأوراق .. ومرت الأيام وانتقلت إلى جامعة حلوان، فقمت بترتيب أوراقي ووجدت خطة (إ.ع) أمامي، ففكرت أن أبحث عن عنوانها في الإنترنت، لأنني تذكرت كلام الدكتور والدها أثناء المجلس، عندما قال: إن خطة ابنته بها موضوع غير مسبوق في العالم كله!! فأردت أن أتحقق من ذلك – من باب الفضول العلمي – فوجدت عنواناً مشابهاً لشاعر سوري اسمه (حكمة شافي الأسعد)، وبدأت أبحث فوجدته معيداً في جامعة الفرات (في مدينة دير الزور السورية)، وأن رسالته للماجستير كانت بعنوان (الأنسنة في شعر الجاهلية) وناقشها عام 2009 في جامعة حلب، وبحثت عن اسمه في الفيسبوك فوجدته، وأصبحنا أصدقاء لفترة، وأرسلت له خطة (إ.ع) بعد حذف اسم الجامعة والكلية واسم الباحثة نفسها، وقلت له هل هناك تشابه بين الخطة وموضوعك. فقال: هناك تشابه كبير في العنوان وبعض الفصول. فشكرته وصمت ونسيت الموضوع تماماً. ومنذ عدة أشهر اتصل بي (درعمي الدرعمي)، وسألني: هل أرسلت شكوى ضد (إ.ع)، قلت فيها إنها سرقت رسالتها؟ فقلت له: اشرح أكثر!! قال: هناك شكوى بدون توقيع جاءت إلى العميد بها ورقتان، الأولى تقول إن (إ.ع) سرقت رسالتها للماجستير من رسالة في الأردن. والورقة الأخرى بها فهرس الجامعة الأردنية مكتوب فيه رسالة بالعنوان نفسه تقريباً لباحث اسمه حكمة شافي الأسعد. والموضوع أدرجه العميد في جدول أعمال مجلس الكلية؛ ولكنهم في المجلس شطبوه وألغوا الحديث عنه؛ وكأنه لم يكن!! فقلت له: لم أرسل أية شكوى ولا أريد أن أتعامل مع الكلية ولا أي فرد فيها، ولو أردت أن أشكو فأنا أكتب مباشرة وباسمي ولا أهاب أحداً. وللعلم يا درعمي أنا لا أتدخل فيما لا يعنيني، فأنا لا أهتم إلا بالسرقة التي تتعلق بعملي وطلابي .. إما أن أكون مناقشاً أو مشرفاً، أما الزملاء فهم أحرار فيما يفعلونه. فقال: هذا ما نعرفه عنك، وهناك من قال ذلك دفاعاً عنك في غيابك. ومن الواضح أن (درعمي الدرعمي) واصل بنفوذه في كل مكان في الجامعة وليس في الكلية فقط!! فبعد أيام علمت أن الدرعمي أخبر رئيس الجامعة بأن عميد كلية دار العلوم أخفى الشكوى ولم يطرحها للنقاش في المجلس، فأرسل رئيس الجامعة للعميد وعنفه وطالبه بإظهار الشكوى، وتعهد رئيس الجامعة بالنظر فيها. ثم أحال رئيس الجامعة الموضوع بصفة شخصية إلى مسئول كبير عنده لبحث الأمر، فقام هذا المسئول بالاتصال بي وطالبني شخصياً بالبحث في أمر هذا الموضوع، والتحقق من كون الرسالة مسروقة! وبرر هذا الطلب بأنني أصبحت مشهوراً في جامعة المنيا بأنني مكتسف الرسائل المسروقة!! ولمكانة هذا المسئول لم أستطع أن أرفض طلبه!! وقلت له أرسل لي رسالة (إ.ع)، فأرسلها لي كاملة عن طريق موظف كبير في الجامعة!! وبدأت أعمل اتصالاتي بجامعة حلب وبحكمة شافي الأسعد نفسه من أجل الحصول على نسخة جامعة حلب! مرت الأيام ثقيلة، وأنا لا أستطيع الحصول على نسخة جامعة حلب! فحلب في أزمة وحالة معيشية صعبة والشعب السوري في دمار .. وأنا أريد من يتطوع لتصوير الرسالة وسط هذا الهلاك!! فشلت .. أكررها فشلت ... ومرت الأيام وبدأت رائحة الشكوى تفوح في دار العلوم المنيا، وعلمت أن الدكتور الأب المعار جاء في أجازة سريعة إنقاذاً لمستقبل ابنته، وقابل المسئولين في الجامعة، وأقسم لهم أن الموضوع غير مسروق! وبدأ يضغط على الجامعة هو والعميد وبعض الزملاء! في هذا الوقت بدأت الجامعة تضغط عليّ! وتطالبني بالدليل!! وأنا أسوفها وأقول للمسئولين: سورية مدمرة ولا أستطيع التواصل مع أحد .. لا كهرباء لا اتصالات لا انترنت .. ماذا أفعل؟!! لذلك قامت الجامعة بتشكيل لجنة لمناقشة (إ.ع) مع أخذ كافة التعهدات عليها إن ظهر أي موضوع مشابه لها، أو ثبت أنها استفادت من غيرها .. أو أو أو أي تلاعب يدل على السرقة العلمية أو شبه السرقة العلمية؛ فستكون هي المسئولة الوحيدة عنه!! أخبرتني الجامعة بهذه النتيجة، وأصبحت الرسالة جاهزة للمناقشة في أي وقت وبصورة قانونية!! فتحمست جداً حتى أجد الدليل أو أجد ما ينفيه، وأكون قد أنهيت مهمتي لمسئول الجامعة. فما كان مني إلا أني كتبت عدة رسائل إلى حكمة شافي الأسعد دون جدوى، كما كتبت له أكثر من نداء، مثل هذا النداء الذي نشرته على صفحته في الفيسبوك، قلت فيه: ((رجاء أتوجه به إلى الجميع : بسبب عدم معرفتي مكان الأستاذ حكمة شافي حتى الآن .. وبسبب عدم رده على رسالتي .. وخوفاً على حقه العلمي، الذي (ربما) سيُسرق بعد أيام معدودة ..... أرجو من جميع أصدقاء وزملاء وأقارب (حكمة شافي) ممن يملكون نسخة من رسالته (الأنسنة في شعر الجاهلية)، التي أشرف عليها - صديقي الحبيب - الدكتور فاروق أسليم - الذي لم يردّ عليّ هو الآخر - أرجو .. أرجو .. أرجو من كل من يملك هذه الرسالة أو صورة منها (ورقية أو إلكترونية) أن يكتب لي رسالة على الفيسبوك ويرفق لي صورتها الألكترونية أو يصورها بالموبايل ويرسلها لي كمجموعة صور .. أو يرسلها بأي وسيلة إن كانت .... إن كان يهمه حق حكمة العلمي والأدبي! ورجاء خاص من كل الزملاء في كلية الآداب جامعة حلب ... أرجو الذهاب إلى مكتبة الكلية وتصوير الرسالة بالموبايل ... أرجو أن تتصرفوا من أجل إحقاق الحق .. ومن أجل زميلكم .... السؤال: لماذا كل هذا الاهتمام بهذه الرسالة؟؟؟؟ المسألة ببساطة : أن رسالة ماجستير بالعنوان نفسه تقريباً سوف تناقش بعد أيام في إحدى الجامعات المصرية - للأسف الشديد - وأنا واثق بأنها مسروقة من رسالة حكمة بنسبة كبيرة جدا جدا .... ولكن ينقصني الدليل المادي وهو صورة من رسالة حكمة .. حتى أرفقها مع تقرير يثبت السرقة، وبالتالي أوقف هذه الجريمة وأحافظ على حق حكمة. فهل من مستجيب؟؟) لم أكن أتصور مدى حب الناس لهذا الشاعر الباحث!! فوجدت اتصالات وتعليقات تناشده وتسأل عنه، فأحدهم قال لي إنه سيذهب إليه في مخبأ تحت الأرض حيث يعيش وسط قصف الطيران والقنابل. وآخر قال إنه لم يره منذ شهور، وثالث ظن أنه من الأموات، ورابع قال لا تسأل عن أي شخص في حلب، فنحن لا نعرف أين أولادنا أو جيراننا أو أصدقائنا .. إلخ. وأخيراً جاء الأمل من أحد الزملاء في جامعة حلب، وقال لي: سأقدم لك العون، وأقوم بمقارنة الرسالتين. فوافقته على الفور أملاً أن تكون الشكوى كيدية، وأن (إ.ع) بريئة!! فأرسلت له رسالة (إ.ع) كاملة. وبعد أسبوع كتب لي خطاباً شخصياً يفيد أن (إ.ع) استفادت بالفعل من رسالة حكمة شافي الأسعد، وعملها هذا لا يلتزم الأمانة العلمية، لأنها لم تذكر رسالة حكمة مطلقاً رغم التشابه في العنوان والموضوعات والشواهد والتحليل ..... إلخ أقسم بالله العظيم .. والله شاهد على قسمي هذا أنني حزنت جداً لهذه النتيجة!! وكنت أتمنى أن أكون مخطئاً في ظني، خصوصاً وأن الموضوع كما جاء في صورة شكوى كيدية، أي من الممكن التكتم عليه وانتهى الأمر، لو كانت (إ.ع) بريئة من هذه التهمة الفظيعة!! حاولت أن أحث هذا الأستاذ أن يرسل لي نسخة من الرسالة؛ ولكنه رفض وذكرني بالاتفاق! وعندما أوضحت له المأزق الذي أنا فيه، وكشفت له سر اهتمامي بأن عملي هذا بتكليف شخصي من مسئول كبير في الجامعة، وعدني أن يخبر عميد كلية الآداب بجامعة حلب بهذا الموضوع، ومن ثم ننظر ما هو الإجراء الرسمي!! وبالفعل اتصل هذا الأستاذ بالعميد أ.د أحمد محمد قدّور، وشرح له الموضوع بأكمله، فطلب العميد أن تتم المعاملات معه في هذا الخصوص بالصورة الرسمية – بين جامعة المنيا وجامعة حلب - طالما تمّ التأكد من وقوع جريمة السرقة العلمية! فاستحسنت هذا الرأي، وأبلغت مسئول جامعة المنيا برأي عميد آداب حلب فوافق عليه خصوصاً وأنني أرسلت له خطاب الأستاذ الحلبي الذي يوضح فيه افتقاد الأمانة في البحث العلمي. وقمت بآخر جهودي في هذا الشأن بأن أرسلت لكل طرف وسائل الاتصال بالطرف الآخر، حتى تسير الأمور في طريقها الرسمي؛ حيث إن مهمتي – التي كلفني بها مسئول الجامعة - كانت محددة بأن أتأكد من حدوث وقوع جريمة السرقة العلمية!! انتهت مهمتي؛ ولكن علاقتي بالأستاذ في حلب استمرت. وبعد أسبوع قال لي إن المسئول الكبير في جامعة المنيا أرسل خطاباً رسمياً إلى عميد الكلية! فاتصلت بالمسئول أتأكد، فأكد لي الأمر، وأرسل لي نسخة من هذا الخطاب، وفيه يقول إلى عميد كلية الآداب جامعة حلب: [جاءتنا شكوى تقول أن الباحثة (إ.ع) المعيدة فى قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة المنيا والتى ستناقش رسالة ماجستير بعنوان (أنسنة الشعر الجاهلى). أنها اعتمدت فى رسالتها على رسالة ماجستير الباحث حكمة أحمد شافى الأسعد بعنوان (الأنسنة فى شعر الجاهلية) التى أجيزت عام 2009 فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة حلب. ولأن الشكوى مجهولة الاسم ولا نملك الدليل على صحة ما جاء فيها، قام أحد أساتذة جامعتنا بالاتصال الشخصى بأحد العلماء المتخصصين من أساتذة كليتكم الموقرة وأرسل له نسخة من رسالة المعيدة (إ.ع) لمقارنتها برسالة الباحث حكمة أحمد شافى الأسعد. وتمت المقارنة وجاء التقرير يوضح أن المعيدة (إ.ع) اعتمدت على رسالة الباحث حكمة أحمد شافى الأسعد اعتماداً كبيراً ......... وبالنسبة لي ما زال الموضوع يحتاج إلى دليل قاطع على أن الباحثة قامت بسرقة علمية، وعلى ذلك أرجو من سيادتكم التكرم بإرسال نسخة من رسالة الباحث حكمة أحمد شافى الأسعد مع تقرير علمى رسمى يوضح مدى استفادة المعيدة (إ.ع) من رسالة الباحث حكمة أحمد شافى الأسعد حتى نتخذ الإجراءات الإدارية والقانونية إذا ثبت تورطها في سرقة علمية، علماً بأننا نتوقع منكم تعاونا مثمراً لمكافحة عدم الأمانة العلمية إن وجدت. وسوف أكون شاكراً إذا اعتبرتم أن الموضوع هام وعاجل] تلقى عميد الكلية هذا الخطاب وشكّل لجنة لفحص الرسالتين: وتكونت اللجنة من ثلاثة أساتذة من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلب، كل اسم منهم تهتز الأرض تحت قدمه بسبب شهرته ومكانته العلمية المرموقة، الأول كان (أ.د فاروق إسليم)، والثاني كان (أ.د صلاح كزارة)، والثالث كان (أ.د فايز الداية)!!! كتبت هذه الكوكبة تقريراً من ثلاث صفحات - مرفق صورته – أنقل منه هذه الفقرات، التي بين الأقواس: تقول اللجنة بعد المقارنة بين الرسالتين تبين لها ((أن رسالة الطالبة (إ.ع) محصّلة أخذ المادة العلمية من رسالة الطالب حكمة من غير التوثيق. تمّ فيها استلاب عنوان الرسالة بما يتضمنه من المفتاح الاصطلاحي الجديد [الأنسنة] ومجال الدراسة ومحاورها، متبوعة بإجراءات للبعد عن الأصل. وقد أوغلت حتى فرّغت البحث من المحتوى)) وفي موضع آخر قالوا: ((لم تذكر الطالبة رسالة الطالب حكمة ....... مع العلم بأن هناك نسخاً من الرسالة في مؤسسات علمية وثقافية منها المجمع الثقافي بأبو ظبي بغية النشر، وفي الجامعة الأردنية بعمان، ولدى عدد من الباحثين العرب)). وفي موضع آخر قالوا: ((تتبعت الطالبة (إ.ع) أبرز المحاور التي تناولها حكمة في رسالته مجالاً للبحث مع عدد من النصوص التي درسها، إضافة إلى مصادر ومراجع استخدمها – إن المقارنة والتوازي يبعدان تصور المصادفة في هذا المجال العلمي التخصصي)) وقالوا أيضاً: ((أخذت الطالبة أجزاءً من الفصل الرابع وعنوانه (أنسنة البيئة الساكنة: الأطلال والطبيعة) وجعلتها فى رسالتها الفصل الأول بعنوان (أنسنة المكان)، ثم أخذت من الفصل الثالث وهو بعنوان (أنسنة الحيوان) ثلاثة موضوعات هى الناقة والخيل، والذئب. وجعلتها في رسالتها الفصل الثانى: (أنسنة غير المستأنس). وأخذت من الفصل الخامس وعنوانه (أنسنات أخر) موضوع (الحرب) وجعلته الفصل الثالث بعنوان (السلام والأنسنة))!! ومن الملاحظ أن صورة التقرير المرفقة، هي صورة أصلية: بها توقيعات الأساتذة وخاتم الكلية وتصديق عميد الكلية د.أحمد قدور مع توقيعه وخاتمه. والتقرير مؤرخ في 10/5/2013 .. وهذا التقرير تأخر وصوله رسمياً عن طريق البريد؛ بسبب انقطاع جميع وسائل الاتصال في سورية وحلب على وجه الخصوص .. فلا كهرباء ولا ماء ولا تليفونات ولا إنترنت!! فاتصل بي الأستاذ الحلبي لأجد له طريقة؛ لأنه لا يعرف كيف سيرسل لجامعة المنيا التقرير ورسالة حكمة كلها؟! فقلت له أرسل التقرير بصورة ألكترونية، واستلمت صور التقرير يوم 14 مايو 2013، وعلى الفور أرسلتها إلى مسئول جامعة المنيا، وقلت له سأحاول الحصول على نسخة من نص الرسالة. في هذه الفترة ظهر صديقي (درعمي الدرعمي)، وأخبرني أن مجلس كلية دار العلوم بالمنيا كتب موضوعاً يمس كرامتي وقيمتي العلمية، وهو الموضوع الذي أثرته منذ أسبوع في الصحافة والإنترنت .. ومازال!! وأثناء حواري مع صديقي الدرعمي، قلت له عن رسالة حكمة وأنني لا أستطيع الحصول عليها، فقال لي: إن الشكوى الأولى المُقدمة ضد (إ.ع)، تقول إن رسالة حكمة في الجامعة الأردنية!! وأنا عندي صديق هناك سأتصل به. وبالفعل اتصل به ونجح في تصوير خمسين صفحة فقط من البداية مع المراجع، وهذا هو المسموح به!! وبدأت مع الدرعمي الاتصال بكل صديق، حتى توصلنا إلى صديق استطاع أن يصور بقية الصفحات المتبقية بالموبايل من نسخة الجامعة الأردنية ... وأخيراً أصبحت الرسالة كاملة بين يدي منذ أيام قليلة، وكنت على وشك إرسالها إلى مسئول الجامعة؛ ولكن الدرعمي أخبرني بأن (إ.ع) ناقشت رسالتها أمس الأربعاء الموافق 29 مايو 2013 ! هذه هي القصة بأكملها وبأسرارها وبمستنداتها ووثائقها وأدلتها .... أتركها بين أيديكم ... فأنا قمت بما يُمليه عليّ ضميري .. والآن جاء دور المسئول الكبير في الجامعة ليتخذ قراره!! وأيضاً أترك الموضوع لعميد كلية دار العلوم ليمارس سلطته كعميد للكلية!! ولرئيس قسم الدراسات الأدبية أيضاً!! وللدكتور (ج.إ) المشرف على الرسالة!! ولحكمة شافي الأسعد ليطالب بحقه!! ولعميد كلية الآداب بجامعة حلب، الذي شكّل لجنة بناءً على خطاب المسئول الكبير في جامعة المنيا! ونحن بدورنا نسأل سؤالاً قانونياً : هل بعد إظهار هذا الكم من السرقات العلمية في قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة المنيا .. ألا يحق لوزير التعليم العالي غلق الدراسات العليا في هذا القسم؟! مع ملاحظة أن الباحث السوري ستتم مناقشته يوم الخميس القادم بينما يتم مناقشة رسالة الماجستير المصرية " المسروقة" الاربعاء اي قبل مناقشة الدكتوراة لصاحب الرسالة الأصلية والتي أخذت الباحثة معظم أجزائها بدون أية إشارة لصاحبها . وديوان المظالم يترك لوزير التعليم العالي التدخل المناسب إنقاذا لضمير التعليم والبحث العلمي المحترم! المستندات: عبارة عن تقرير لجنة جامعة حلب.