أحرق لاجئون فلسطينيون من سوريا في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان مساعدات عينية تشمل أغذية قدمها لهم حزب الله احتجاجا على مشاركة عناصره في القتال الدائر حاليا على الحدود السورية اللبنانية. ورفع عشرات اللاجئين مساء الخميس لافتات منددة بمشاركة حزب الله بالقتال في سوريا وكتبوا عليها:"نحن شعب مسلم مقهور ولسنا تكفيريين"، "لا نريد مساعدات مجبولة بدماء الشعب السوري"، "دماؤنا أغلى من فتاتكم". وتعليقا على هذه الواقعة، قال أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، "إن هذا التحرك كان فرديا وأن لا فيتو (اعتراض ) على أي مساعدات قد تُقدم للتخفيف من المأساة الفلسطينية". وتابع أن "معاناة الشعب الفلسطيني والسوري لا يتوجب تسييسها ونحن كمنظمة تحرير قلناها ونكررها أننا نرحب بأي مساعدات للتخفيف من معاناة شعبنا." وكان حزب الله أعلن في وقت سابق عن استكمال "المرحلة الخامسة والأخيرة من حملة المساعدات الشاملة التي أطلقها في كل لبنان لمساعدة الفلسطينيين النازحين من سوريا في مخيمات صور(جنوب لبنان)". وأوضح أن "المراحل الأربع شملت مخيمات برج البراجنة وصبرا وشاتيلا وضواحيها ومنطقة الناعمة والساحل ونهر البارد والبداوي وضواحيها والبقاع والضواحي وعين الحلوة والمية ومية وأطراف مدينة صيدا وإقليم الخروب" في لبنان. وقبل اندلاع الثورة السورية في مارس/ 2011، كان مخيم عين الحلوة يضم 80 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في كيلومتر مربع واحد، لكن بعد اندلاع الثورة السورية ارتفع هذا العدد إلى 105 آلاف شخص، معظمهم من الفلسطينيين، بحسب سجلات الفصائل الفلسطينية داخل المخيم. وبحسب المصادر نفسها، فقد بلغ عدد العائلات الفلسطينية التي نزحت من سوريا إلى داخل عين الحلوة 2500 عائلة، 40% منها نزحت من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، الذي طاله القتال الدائر في سوريا حاليا. وتشير السجلات أيضا إلى تواجد 100 عائلة من أصل سوري سكنوا عند أقارب لهم داخل المخيم أو في غرف صغيرة دفعوا إيجارها. وتثير مشاركة حزب الله اللبناني بجانب قوات النظام السوري في معارك القصير، جدلاً متصاعدًا على الصعيدين السياسي والشعبي في لبنان وانتقادات من بعض القوى السياسية اللبنانية. وسبق أن قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن مشاركة قواته في معارك القصير تأتي "لحماية سكانها من اللبنانيين الذين يتعرضون للتهجير" من قبل من أسماهم ب"المسلحين"، في إشارة إلى قوات المعارضة السورية، فيما يتهم الجيش الحر قوات حزب الله بالتدخل في القصير ودعم النظام السوري.وكالة انباء الاناضول