ذبحوا مصر عندما ذبحوا الجيش عندما اختطفوا جنوده وجنود الداخلية السبعة فى رفح، عندما وضعوا السيسى فى ورطة وأحرجوه، عندما جرجروا قوات الجيش ومعداته فى حرب الرمال والعصابات فى سيناء، عندما نشروا فيديو الجنود المختطفين على شاشات الفضائيات معصوبى العين مكتوفى الأيدى، ترتعش فرائضهم كالجبناء حولوا جنود الجيش والداخلية إلى أرانب تهرب من جحيم الثعالب والخونة، صوروا أبطال الجيش والداخلية وكأنهم أبطال من ورق، هزوا الجيش والداخلية، هزوا السيسى، هزوا المصريون الفراعنة أبطال أكتوبر والثورة صوروا عينة من جنود الجيش والداخلية كأنهم هم كل الجيش والداخلية، وكأنها رسالة مفتوحة للعالم أجمع بل للصهاينة والأمريكان بالأخص بأن هذا هو الجيش المصرى الضعيف الهزيل العاجز حتى عن حماية جنوده وبالمثل الداخلية، هزوا مصر كلها، هزوا الثورة والثوار، هزوا الشعب، إنها معركة شعب وليست معركة جيشه ولا داخليته ولا السيسى ولا إبراهيم فحسب، إنها معركة مصر، جيشًا وشعبًا، إنها معركة المصير، مصير مصر والشعب والثورة والثوار، فإن فشل الجيش والداخلية فشل الشعب وفشلت ثورته، فلا ثورة بعد اليوم، بل لن تقوم لمصر ولشعبها قومة بعدها، إنها معركة الكرامة وإثبات الذات وإثبات الثورة، إنها فخ كبير للجيش والداخلية، بل فخ أكبر للشعب ذاته، فانتبهوا أيها المصريون، بل أفيقوا وإلا اقرءوا معى المشهد السياسى جيدًا وقتها، بعيدًا عن التخت السياسية المشهورة بالنخب السياسية، وهم أبعد ما يكونون عن النخبة والصفوة والسياسة بعينها، اقرءوا معى المشهد ودققوا وفحصوا فى كلام المختطفين فيه تمجيد وتعظيم وتقدير للرئيس مع أنه المسئول الأول سياسيًا عن الحادث، باعتباره طبعًا رئيس الجمهورية الثانية بعد الثورة، بل لكونه القائد الأعلى لكل من القوات المسلحة والشرطة، ومع ذلك أهانوا الجيش فى كلامهم عندما أهانوا قائده العام الفريق السيسى بأن جنوده يختطفون بينما هو جالس فى مكتبه لاحظوا هذه الكلمات جيدًا ضعوها تحت المجهر لتروا فيها ومنها الديدان التى تأكل لحوم الثورة والثوار تقديرًا للرئيس وإهانة للجيش وقائده العام فى هذا التوقيت الحرج بالذات أن سكوت المخابرات العامة والحربية على تنفيذ الواقعة الفضيحة رغم علمها المسبق بها، لغز ما بعده لغز، بل إن سكوت الرئيس نفسه أو تأخره فى تحريك الجيش رغم تحذير المخابرات له من الواقعة قبل حدوثها لغزًَا أكبر، إذًا نحن أمام لغزين كلاهما نار، لغز المخابرات ولغز الرئيس، فإذا ما جمعنا كلمات المختطفين مع موقفى المخابرات والرئيس نجد أنها كلها مؤشرات ودلائل تقودك وقتها إلى هوية الخاطفين والجهات التى تقف وراءهم، ولنرجع قليلاً إلى الوراء لأيام وشهور قليلة عندما دمر السيسى وجيشه أكثر من 90 نفقا لغزة، عندما أطلق تصريحاته النارية والعاصفة بأن مشروع محور إقليم قناة السويس خطر على مصر، لأنه يمثل محورًا إستراتيجيا لا تصلح معه مثل هذه المشروعات وغيرها، بل رفض بقوة هذا المشروع الخطر، لا ندافع عن السيسى وغيره ولا نشخصن المسألة، فمصر أكبر من أى سيسى، وأى شخصنة، فقط ارجعوا معى إلى الوراء، وتحديدًا فى رمضان من العام المنصرم عندما قتل 16 من جنودنا على حدودنا مع إسرائيل فى رفح وهم صائمون، ثم تذكروا معى اليوم وأمس حريق كنيسة العذراء فى سوهاج وغيرها نيران الفتن الطائفية تشتعل فى توقيت واحد مع إهانة الجيش وقائده العام وجرجرته إلى حرب أهلية إن لم تكن حرب عصابات وشوارع فى سيناء، ونعود إلى كلمات المختطفين المملاة عليهم عنوة من خاطفيهم ونضعها تحت المجهر مرة أخرى لنخرج بالسيناريوهات المطروحة وقتها والمثيرة للقلق والجدل حول عملية الخطف وأهدافها وهويتها وكلها تشير إلى أصابع الاتهام للجهات الخاطفة، عرفتم من هى؟ يا ويلتى، لا لن أقول، وتعد عملية الخطف أكبر وسيلة ضغط على الدولة للاستجابة إلى مطالبهم بالإفراج عن معتقليهم الجهاديين مقابل الإفراج عن الأسرى المختطفين فى صفقة إرهابية تكسر هيبة الدولة والجيش، وفيما يبدو أن التعزيزات العسكرية والأمنية اليومية للجيش والداخلية فى سيناء كانت وقتها مؤشرا واضحا على ذلك، فيما اعتبرها آخرون عملية لإنهاك الجيش، فإن فشل فى تحرير جنوده فى الداخل، فكيف يحرر بلاده من أى عدوان خارجى عليها؟ إنها بروفة مصغرة لقياس قدراته وإمكانياته داخل بلده فى حرب عصابات وشوارع وبعيدًا عن التكهنات وقتها بأنها كانت تستهدف الإطاحة بالسيسى، فهل هى نذير لحرب كبرى قادمة لا محالة مع العدو الصهيونى شئنا أم أبينا؟ كم كنت أتمنى أن يفتدى المختطفون بلدهم بأنفسهم ولا يجبرون تحت أى تهديدات على نشر شريطهم الفيديو الفاضح والعار، وكم كنت أتمنى أكثر أن يفتدى أهلهم وذويهم بهم بلدهم أم الدنيا بدلاً من الضجة الإعلامية الكبرى التى أثاروها والتى اتخذتها برامج التوك شو ذريعة لسكب البنزين على النار لترويج برامجها الفاشلة والهادمة، كلهم يتاجرون بمصر الثورة، كلهم يتاجرون بأوجاع وآلام الشعب كلهم يخطفون البلد من أجل مصالحهم الخاصة ولا نبالغ إذا قلنا من أجل أجندات خاصة جدا فيما ينسف كل السيناريوهات المطروحة سابقا عملية تحرير الجنود المختطفين دون إراقة الدماء ودون أن يدخل الجيش فى حرب عصابات وشوارع أو حرب أهلية رغم أنف التعزيزات العسكرية والأمنية اليومية والتى توحى بأن هناك معركة حربية خصوصا مع تحليق الطائرات فى سيناء ومع مشهد استقبال جنودنا المختطفين بمطار ألماظة الدولى اتضحت خيوط المؤامرة على مصر فى صفقة تبادل تحرير جنودنا المختطفين السبعة مقابل الإفراج عن 18 معتقلا جهاديا، وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة إذا كان الجيش والشرطة قادرين على تحرير جنودنا المختطفين فى سبعه أيام فقط، فلماذا لم يتم تحرير الضباط الثلاثة من قبلهم بشهور حتى الآن؟ فيما يبقى عدم الاقتراب من ملفات الخاطفين.. مكانهم.. هويتهم والجهات التى تقف وراءهم، وأين هم الآن؟ وهل تم القبض عليهم أم تسريحهم مع المعتقلين ال 18، ولماذا لم يظهروا على شاشات الفضائيات؟ لغز كبير، وباختصار شديد، لماذا التكتم على ملفاتهم كلها؟ أسئلة وعلامات استفهام كبيرة تقودك إلى الجهة المدبرة للعملية، وإن كانت كل أصابع الاتهام تشير الآن إلى مولانا دحلان، إن لم يكن هو العقل المدبر للعملية بعينها.. فارحموا مصر المذبوحة خطفًا منذ أيام المخلوع والذى رجعت أيامه بصورة أكثر بشاعة وفظاعة وضبابية وسوادا حتى بعد الثورة.. ياناس ياهووووووووووووووووه..