* لم أقتنع مثل كثير من المصريين بالنهاية غير المقنعة لفيلم "اختطاف الجنود المصريين السبعة" فى سيناء، إذ كانت نهاية مفتوحة ويبدو أنها مقصودة من أصحاب القرار حتى يتمكن المواطنون، أقصد "الجمهور" من التفكير ومحاولة التوصل إلى النهاية التى يتمنون الوصول إليها.. وقد يبدو ذلك مقبولاً فى الأفلام السينمائية، ولكنه غير مقبول فى واقع ملتبس تعيشه مصر يحتاج إلى الوضوح والشفافية فى ظل ضبابية المشهد السياسى. * هل سيمر ما فجره المستشار خالد محجوب رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية "مرور الكرام"، إذ كشف أن التقرير الذى طلبته المحكمة من مباحث أمن الدولة حول ملابسات وقائع اقتحام السجون أثناء أحداث ثورة 25 يناير، أثبت أن هناك معلومات عن مشاركة عناصر من حركة حماس وحزب الله فى اقتحام السجون دون إلقاء القبض على أحد منهم. وأكد التقرير أن منطقة سجون وادى النطرون تعرضت للاقتحام وهروب السجناء منها، خاصة سجن الملحق وسجن 2 صحراوى.. القضية أكبر من هروب سجناء لأنها تمس أمن مصر القومى الذى تعرض للاعتداء من جهات أجنبية.. المسكوت عنه فى هذا الملف كارثة خطيرة ولا بد من كشفه.. كفانا ما نعيشه من شعور بخيبة الأمل لعدم القبض على من "أسر" جنودنا فى أرضنا.. كفانا إحباط ويأس من غياب هيبة دولة القانون. * الهزل أو التندر أو الطرفة فى بعض المواقف المتعلقة بشخصيات عامة قد يأتى بنتائج عكسية، خصوصًا فى ظل الحساسية المفرطة بين فئات المجتمع نتيجة حالة الاستقطاب التى لم نعهدها من قبل على مدار تاريخ مصر.. لذا أفرط الشيخ الدكتور عبد الرحمن البر مفتى جماعة الإخوان وعضو مكتب الإرشاد فيما وصفه بالطرفة، عندما استعان بنبوءة أحد العرافين اليهود بأن ثالث رئيس مصرى اسمه محمد سيحرر الأقصى، قاصدًا الرئيس محمد مرسى.. وعندما يأتى البر ويبرر كلامه بأن نيته من سرد القصة ليس من باب الاعتقاد، وإنما من باب "الطرفة" لم يكن مقنعًا وكان محاولة لحفظ ماء وجهه بعض حملة الانتقادات الشرسة التى تعرض لها عقب هذه الأزمة.. وكالعادة علق البر مسئولية تورطه فى مشكلة هو الذى صنعها إلى الإعلام الذى لم ينتزع الكلام من لسانه ووجه البر سهام نقده بقوله: "كالعادة وجد بعض مذيعى البرامج الحوارية ما رأوه مادة مسلية لشغل الجماهير التى تتابعهم بشيء طريف يستحق التندر ويفتح شهية المتربصين للإساءة دون تبصر أو تبين أو تحرٍّ وتأكد أو حتى مجرد الاتصال بشخصى الضعيف لاستبانة الأمر". وكان الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم تلقف تفاصيل الحكاية، ليرد على جماعة الإخوان المسلمين ممثلة فى البر, وهى حلقة من مسلسل خلافات ومناوشات خطيب الثورة مع الجماعة وقال شاهين: "طالما هنصدق العرافين، إذا كان محمد الثالث هو من سيحرر الأقصى يبقى المقصود به محمد حسنى مبارك وليس محمد مرسى، إلا إذا كنتم حذفتم محمد نجيب من التاريخ لتحقيق مصلحتكم". وتساءل شاهين: ما رأى الإخوان فى كلام العرافين؟ مؤكدًا أنهم سيكذبونه طالما نبوءته بخسارة عليهم. * فى ظل احتقان غالبية المصريين من فترة حكم "الجماعة" خرج علينا الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بتصريح مستفز، إذ قال إن الإخوان "جماعة ربانية" دون أن يفسر المقصود بهذا المصطلح.. ويبدو أن العريان بات متأثرًا بالنهايات المفتوحة بدليل إشادته العظيمة بدور مرسى فى تحرير الجنود السبعة المختطفين. * يبدو أن مجلس الشورى يصر على "تفخيخ" الأزمات رغم الكم الهائل من المشاكل فى أغلب المجالات.. وما يؤكد ذلك إحالة الاقتراح بمشروع قانون السلطة القضائية إلى اللجنة التشريعية والدستورية، لإعداد التقرير بشأنه لطرحه للتصويت فيما بعد، وهو ما سيزيد من حال الاحتقان المجتمعى والاشتباك بين السلطات. ويجب على المجلس الذى يمطرنا بقوانين "مسلوقة" ذات توجهات وأغراض لخدمة فصيل بعينه أن يحترم رأى رجال القضاء والنيابة العامة ممثلاً فى جمعيتهم العمومية لنادى قضاة مصر، وأن يتوقف عن اتخاذ أى إجراءات جديدة تؤدى إلى تعقيد الأزمة.