صخب السياسة وسخونتها ينسينا أحيانًا بعض التفاصيل في حياتنا التي تعطينا الأمل في الأفضل وفي قدرة الإنسان المصري على الإنجاز بمنتهى الدقة والإحكام والسرعة أيضًا وبأقل التكاليف، وقبل أسابيع وقد وضعت ورقة على مكتبي أريد الكتابة عن موضوعها وكان يمنعني الحرج من أن يتم تفسيرها بشكل سلبي وقت انتشار جدل حاد حول كلمات للفريق أول عبد الفتاح السيسي والتي أكد فيها نأي الجيش عن الصراعات السياسية الداخلية وأن الجيش يحمي المسار الديمقراطي ولن ينحاز لطرف على طرف وأن الاختيار الديمقراطي هو الأفضل لمصر ومستقبلها وأكد أن عودة الجيش للتدخل يعني إضرارًا بالمسار الوطني لسنوات طويلة مقبلة، والحقيقة أن كلام السيسي كشف عن ضمير وطني عالٍ وأيضًا ثقافة سياسية رفيعة وأفق استراتيجي تفخر به القوات المسلحة، وللأمانة فقد كانت تلك المعاني جميعها واضحة لدى كل من تعرف إليه أيام المجلس العسكري من الرموز السياسية والقيادات الحزبية ونقلوا لنا هذا الانطباع، رغم أن الرجل كان بعيدًا وقتها عن الإعلام وعن صدارة المشهد، أقول: لا ينبغي أن نتجاهل حزمة إنجازات رائعة قدمتها لنا القوات المسلحة خلال العام الأخير في إطار تطوير البنية الأساسية للبلد، قد أنجزت القوات المسلحة على سبيل المثال مجموعة طرق وكباري حيوية للغاية في القاهرة خففت الكثير من العناء والعذاب الذي كان يواجه أكثر من مليون مواطن على الأقل ممن كانوا يستخدمون بعض المحاور المرورية يوميًا، مثل طريق الإسماعيليةالقاهرة الصحراوي حيث أنجزت بسرعة مذهلة محور الفريق سعد الشاذلي الذي يربط بين هذا الطريق الحيوي الذي يستخدمه جميع العاملين في مصانع العاشر من رمضان وسكان مدينتها وسكان مدينة العبور وشركاتها ومصانعها ومدينة الشروق ومواطني الإسماعيلية وبورسعيد ربطه بالطريق الدائري، ومن يستخدمون هذا الطريق يعرفون معنى هذا الإنجاز وقيمته الذي ربط بين هذا الطريق الحيوي وبين الطريق الدائري مباشرة، وقبلها إنجاز محور المشير طنطاوي الذي حل معضلة في منطقة مدينة نصر وبين وسط القاهرة والطريق الدائري وخاصة القاهرة الجديدة وجميع محاورها، أيضًا تطوير وتحديث طريق "جواهر آل نهرو" قرب مطار القاهرة الذي أنجز محورًا بديلًا للاتصال بالطريق الدائري، وأنجزت القوات المسلحة أيضًا كوبري المشاة العصري على طريق العروبة قرب مستشفى الجلاء وهو أول كوبري مشاة يتوفر فيه مصاعد لكبار السن والمرضى، والذي يذهلك أن هذه المشروعات الحيوية والرائعة يتم إنجازها خلال أسابيع أو أشهر قليلة جدًا، كوبري المشاة أنجز خلال 55 يومًا، بينما جرى "العرف" في مصر على أن تغيب عن البلد عدة سنوات ثم تعود لتجد شركات "الحكومة" ما زالت تعاني في هذا الكوبري أو ذاك، إضافة إلى دور القوات المسلحة في الطريق الدائري الجديد وسيكون نقلة كبيرة عند انتهائه، هذا في القاهرة حيث يرى الملايين الإنجاز ويعيشونه، لكن الحقيقة أن دور القوات المسلحة في التنمية يشمل عموم الوطن وفي مناطق أبعد ما يكون عن العيون وعن الضجيج الإعلامي والمتاجرة بالإنجازات، مثل مشروعات كبيرة قامت بها القوات المسلحة في سيناء من خلال حفر عشرات الآبار ورصف الطرق وتوفير فرص عمل في بعض مدنها لسكان سيناء مثل مصنع العريش للأسمنت ومحطات تحلية المياه ومئات التجمعات السكانية المتكاملة بمنشآتها وخدماتها وبناء المدارس والمستشفيات، أيضًا بناء أكثر من ألف وحدة سكنية في منطقة وادي كركر ومناطق النوبة وعشرات المدارس، والحقيقة أن المدارس بشكل خاص كان إنجاز القوات المسلحة فيها مبهرًا، فقد أنشأت حوالي ألف وتسعمائة مدرسة نموذجية على مستوى الجمهورية، كما أسست حوالي أربعمائة وحدة صحية، يحدث ذلك وسط أجواء متوترة تعصف بكل شيء في مصر وتحديات خاصة أمنية وعسكرية للقوات المسلحة على حدود الوطن وأحيانًا داخله. كل الشكر والتقدير من شعب مصر إلى قواتنا المسلحة التي تعمل في تنمية البلد وتطوير بنيته الأساسية في صمت وإخلاص وبعيدًا عن شجارات السياسيين ومتاجراتهم بالوطن وناسه، كل الشكر لسيادة الفريق عبد الفتاح السيسي ورجاله الأبرار ونخص بالشكر منهم السيد الفريق أركان حرب طاهر عبد الله رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فقد رسمتم على وجه الوطن بسمة وأملًا وسط ركام من الإحباط والكآبة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.