تعيش 45 قرية بالكوم الأخضر التابعة لمدينة حوش عيسى بالبحيرة مأساة حقيقية بسبب انقطاع تام لمياه الشرب عنها منذ ثلاثة شهور لتوقف محطة مياه شرب كوم القناطر والتي تضخ المياه لقرى الكوم الأخضر عن العمل. وقال الأهالى، إن المياه التي كانت تأتيهم في السابق من محطة مياه شرب كوم القناطر غير نظيفة وغير صالحة للشرب، مشيرين إلى أنهم قاموا بالاحتجاج على ذلك، الأمر الذي دفع محافظ البحيرة لإصدار أوامر بإغلاق المحطة للصيانة والتجديد، مضيفين أنه منذ صدور أمر الإغلاق منذ ثلاثة أشهر بإغلاق المحطة، توقفت المياه عن الوصول لنحو 70 ألف نسمة هم تعداد سكان ال45 قرية. وقام الأهالي باللجوء إلى أساليب قديمة وبدائية للحصول على مياه الشرب، من خلال إنشاء طلمبات مياه ارتوازي للحصول على احتياجاتهم من المياه، وأضاف الأهالي "على الرغم ملوحة هذه المياه وعدم صلاحيتها للاستخدام إلا أننا نقضى احتياجاتنا منها سواء للشرب أو للأغراض المنزلية الأخرى، مشيرين على أن الحصول على المياه النظيفة يكلفهم السير على الأقدام لمسافات تتجاوز الثلاثة والخمسة كيلومترات.
ففي قرية العمرانة اشتكت أم محمد عبد الحميد، ربة منزل من انقطاع المياه منذ 60 يومًا ومن المعاناة التي تلقاها كل يوم بسبب المسافات الكبيرة التي تقطعها سيرًا على الأقدام للحصول على شربة مياه للحياة، مشيرة على أنها لا تجد مياهًا للاستخدام في الأغراض المنزلية.
فيما سخر إيهاب عبد الخالق من أهالى قرية العمرانة ومسئول جماعة الإخوان المسلمين بالكوم الأخضر، من انقطاع المياه قائلًا: " القرية اسمها العمرانة وتابعة للكوم الأخضر بالبحيرة والقرية لم تعد عمرانة ولا خضراء ولا تنال مياه من البحيرة التي تحاط بها".
وأضاف إن محطة مياه الشرب بكوم القناطر منذ إنشائها تعانى من مشاكل كثيرة مضيفًا أن الأهالي تموت كل يوم بسبب انقطاع المياه وأنهم لم يتركوا مسئول بداية من المحافظ حتى رئيس شركة المياه إلا وذهبوا له لإيجاد حلول للمشكلة، مشيرًا إلى أن المسئولين لم يستجيبوا لهم ولم يحاول أحد حل المشكلة حتى بحلول مؤقتة مثل إرسال تنكات مياه أو زيارة القرى المتضررة. ورأى أن حل هذه المشكلة يمكن من خلال ربط هذه القرى بمحطة مياه النوبارية التي توزع المياه لمدينة حوش عيسى خاصة أن هذه القرى تابعة إداريًا لحوش عيسى، معتبرًا أن عملية الربط لن تتكلف كثيرًا لقرب المسافة بينهم وبين مدينة حوش عيسى.
كما تشهد مدارس القرى المتضررة مأساة أخرى تحدث عنها مدير مدرسة العمرانة الابتدائية أحمد عبد الوارث قائلًا: "الطبة تقوم بإحضار زجاجات مياه ليس للشرب ولكن لاستخدامها بالحمامات، مشيرًا إلى أن الطلبة لا تجد مياه داخل دورات المياه ما تسبب في انتشار الأمراض داخل المدارس وبين الطلبة.
وفي قرية الفقي قال نصر فتوح من أهالي القرية: إنهم منذ ثلاثة أشهر لم تأتي لهم أي مياه، بسبب عدم تجديد أو صيانة خط المياه الأساسي منذ عام 1952، مشيرًا إلى أنهم في الأصل تابعين لحوش عيسى ولكن شركة المياه قامت بربطهم على مياه أبو حمص مما يضطرهم للحصول على بقايا مياه أبو حمص، مطالبًا بربطهم على مياه حوش عيسى التابعين لها.
وأضاف سرحان أحمد الشاذلي أنهم ذهبوا للمحافظ للشكوى وللمطالبة بإيجاد حل للمشكلة، مشيرًا إلى أنه تجاهلهم ورفض الاستماع لهم، بحسب قوله، وأضاف أن أحد الموظفين قال لهم "روحوا اشتكوا لربنا وتركهم".
وفي السياق، قال وجيه عبد الخالقن نقيب الفلاحين بالكوم الأخضر، إن الأهالى قاموا بزيارة المحافظ لطلب إيجاد حلول للمشكلة ومنها ربط القرى بمحطة النوبارية أو إصلاح محطة كوم القناطر سريعًا وتركيب فلاتر سريعة للمياه ورفع منسوب المياه، مشيرًا إلى أن المحافظ لم ينفذ شيئًا من وعوده، خاصة أن المحطة لم تتم بها أي أعمال صيانة.
وطالب نقيب الفلاحين المحافظ بزيارة محطة كوم القناطر للتأكد من إغلاق المحطة نهائيًا وعدم وجود أي أعمال صيانة، مطالبًا بسرعة ايجاد حل لهذه الكارثة لأن الأهالى والحيوانات والطيور تموت بالبطيء خاصة أننا في فصل الصيف.