عام مر علي كارثة تلوث مياه الشرب في قرية البرادعة التابعة لمحافظة القليوبية, وبرغم ذلك مازال الوضع كما كان.القليوبية ملاصقة للقاهرة, ويبدو أن كل أمراض التكدس والزحام. قد وفدت إليها خاصة في مناطق الأطراف, وبالتحديد في مراكز الخانكة وقليوب وشبرا الخيمة والقناطر الخيرية! اذا كانت مشكلة المياه واختلاطها بالصرف الصحي قد انفجرت في قرية البرادعة التابعة للقناطر الخيرية, فإن البرادعة ليست وحدها وانما هي مشكلة مزمنة في معظم قري القليوبية وبعض مدنها التي لم تعمل بها محطات المياه الجديدة حتي الآن, ومن بينها قري بهادة وسندبيس وأجهور الصغري وارامفيل مما يضطر الأهالي الي الخروج الي طريق القناطر الخيرية الرئيسي الذي يبعد عدة كيلومترات عن كل قرية لملء جراكن المياه من المحطات التي توجد علي الطرق الرئيسية أو شراء جراكن المياه( عبوة لتر واحد) بما يقرب من051 قرشا ويصل الي جنيهين! في جولة ل تحقيقات الأهرام بقرية البرادعة علي أرض الواقع لمعرفة الحقيقة, وما هو الجديد بعد مرور عام, التقينا بالحاج فتحي صلاح, وهو من أهالي قرية البرادعة حيث بدأ حديثه قائلا إنه منذ عام في9002/6/91 بالتحديد, انتشر مرض التيفود بين أهالي البرادعة وعلي أثره انتقل الكثيرون الي مستشفي قليوب العام وهم يعانون من ارتفاع في الحرارة وقيء وآلام في الجهاز الهضمي وذلك بعد شهر ونصف الشهر من دخول شبكات المياه الجديدة التي تسببت في مرض العديد من الأهالي لأن القرية لا تصلها مياه الشرب النقية منذ ما يقرب من51 عاما, وكنا نعتمد كل الاعتماد علي شراء الجراكن من المراكز المجاورة إذ يصل سعر الجركن الي051 قرشا وأحيانا الي جنيهين, ولم تكن شبكة المياه القديمة تعمل علي الوجه الملائم لأن عمرها يتجاوز06 عاما وبالطبع لايوجد لها أي صيانة دورية أو تنظيف أو تطهير لذلك تراكم بداخلها الصدأ والميكروبات, وحدث انسداد في كثير منها وعند توصيل الشبكات الجديدة تفاعل الكلور مع صدأ المواسير ونتج عنه تلويث المياه التي وصلتنا بلون أصفر أو أخضر. قرية الموت يلتقط أطراف الحديث منصور فريد( موظف) قائلا: إن قرية البرادعة يقطنها نحو001 ألف مواطن يعمل معظمهم في الزراعة وتربية الثروة الحيوانية والقرية تكاد تكون خارج نطاق الخدمة حيث يطلق عليها لقب قرية الموت ويضيف إصابة الأهالي بالأمراض ولا أحد ينظر إلينا من المسئولين, علي الرغم من أن الرئيس مبارك أمر بإنقاذ قرية البرادعة والتدخل لتغيير شبكات مياه الشرب في العام الماضي في أثناء تفاقم الأزمة ولكن لم يتدخل أحد حتي الآن سوي أن سيارات محملة بالمياه تابعة للمحليات وليست للقابضة كانت تدخل القرية كل يومين أو ثلاثة لتزودنا بالمياه ولكنها منذ شهور توقفت ولم نرها الي الآن, حتي ان خزانات المياه التي كانت موجودة في القرية تم رفعها من شهرين ونصف الشهر ولا نعرف ما هو السبب! كما أن كان هناك اتفاق مبرم بين وزير الإسكان أحمد المغربي والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية بتغيير ما يقرب من31 كيلومترا من المواسير المصنوعة من اسبيستوس, لانها غير مطابقة للمواصفات والاشتراطات الصحية التي تحافظ علي صحة وسلامة المواطن البسيط. مشكلة التمويل التقينا بأحد مهندسي الجهاز التنفيذي لمشروع مياه الشرب والصرف الصحي فرفض ذكر اسمه مؤكدا أن مشكلة التمويل هي التي تقف عقبة في بداية تنفيذ أي مشروع أو تبديل واحلال المواسير وأيضا رحلة البحث عن الموارد اللازمة لكي يتم البدء في التنفيذ وانهاء المشكلة. ويوضح محمد زينهم أنه منذ ما يقرب من شهرين قام الأهالي بالجهود الذاتية وبالتعاون مع أهل الخير من رجال الأعمال ببناء محطتين تنقية للمياه ويتم تحليل مياههما كل شهر للتأكد من سلامتها, وذلك بعد أن تم غلق الخط القديم لمياه الشرب, ولقد تكلفت كل محطة نحو052 ألف جنيه, من أجل مساعدة وانقاذ الأهالي وبالأخص ونحن في أشد الحاجة للمياه في شهر رمضان الكريم, ولا نستطيع الذهاب الي أماكن بعيدة لاحضار المياه ولا شراء الجراكن بجنيهين للجركن لان الأسرة أولي بالمبلغ. القري الأخري علي الجانب الآخر انتشرت ظاهرة جفاف الآبار الارتوازية بقري مركز قليوب مثل كوم اشفين وسنديون وطنان حيث أصبحت هذه القري تعاني انقطاعا مستمرا للمياه لفترات طويلة وبرغم أنه توجد محطة مياه عملاقة في كوم أشفين إلا أن هذه المحطة لم تعمل بعد نتيجة اهمال الجهاز التنفيذي وعدم المتابعة من المسئولين, وكانت التصريحات قد خرجت من قبل تشير الي أن افتتاح المحطة سوف يكون في منتصف العام الحالي إلا أنه حتي الآن لم يتم تحديد موعد الافتتاح. وليست مشكلة المياه هي المشكلة الوحيدة في قري مركز قليوب لان الأزمة أخطر في الصرف الصحي, حيث تم ادراج قري المركز المحرومة من الصرف الصحي في الخطة وكان المفترض بدء العمل في نهاية العام الماضي إلا أنه حتي الآن الوضع كما هو والمسئولون يتهربون من الاجابة بحجة ضعف الاعتمادات ونقص الميزانية.