مشيرة خطاب: التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ضرورة ملحة    يوم فى جامعة النيل    على غرار الأسواق الأوروبية.. افتتاح المرحلة الثانية من سوق اليوم الواحد بمدينة نصر    نقابة الأطباء البيطريين تحتفل باليوم العالمى للطبيب البيطرى غدا برعاية وزارتى الصحة والزراعة    إسرائيل تقصف ميناءين باليمن وتتوعد باستهداف عبد الملك الحوثي    بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف التسلح وتعزيز الحوار والدبلوماسية بدلا من الصراعات    تشكيل توتنام - لأجل مانشستر.. العديد من البدلاء في مواجهة أستون فيلا    السجن 15 عاما لثلاث موظفين بمطار الأقصر واثنين اخرين لمحاولة تهريب آثار    ناتالي بورتمان تخطف الأنظار على السجادة الحمراء لمهرجان كان (فيديو)    إلهام شاهين تحتفل بعيد ميلاد الزعيم: حارب الإرهاب ونشّط السياحة ولن أنسى فضله    إعلام عبرى: الوفد الإسرائيلي المفاوض سيبقى في الدوحة حتى مساء السبت    بسنت شوقي: اتخضيت من نجاح مسلسل "وتقابل حبيب"    رئيس وزراء فلسطين: جاهزون لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النار    السعرات الحرارية..‬ بعد الملح والسكر والدهون    بالمستند.. التعليم تعدل جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 لهذه المدارس    مختار غباشي: الكونجرس سيصطدم مع ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا    إذاعة الاحتلال: الجيش يقول إنه سمح بإدخال الوقود لمستشفيات أجنبية بغزة    «شغل» أمريكانى    قداسة البابا تواضروس يستقبل الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم بوادي النطرون (صور)    الأهلي يفوز على أبيدجان الإيفواري بكأس الكؤوس الإفريقية لليد    أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له    كيف نظم القانون حق الموظفين في إجازة الحج؟    كيف تتغلب على الموجة الحارة؟.. 4 نصائح للشعور بالانتعاش خلال الطقس شديد الحرارة    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 الترم الثاني    رحيل الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي.. ابن الإسكندرية المتمرد الذي حفظ ذاكرة الفن    إحالة محامى.. المعروف إعلاميا ب"سفاح المعمورة"، إلى محكمة الجنايات.    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع المنيا إلى 330 ألف طن    مصر تتوج بلقب البطولة الأفريقية للمضمار بحصدها 51 ميدالية    الأوقاف تصدر العدد الجديد من مجلة "الفردوس" للأطفال    اغتنم الفرصة الذهبية.. أدعية مستجابة في ساعة الاستجابة... لا تفوّت الدعاء الآن    "المستلزمات الطبية" تناقش مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية الاثنين المقبل    قبل تقديم النسخة المحلية.. كم يبلغ سعر النسخة المستوردة من جيتور X70 Plus بسوق المستعمل    انطلاق منافسات بطولة تصفيات مصر الدولية لكرة السلة 3x3 للناشئين    ميناء دمياط يستقبل 12 سفينة خلال 24 ساعة.. وتداول أكثر من 93 ألف طن بضائع    تيك توك تطلق خاصية التأمل الليلي لحماية المراهقين من الإدمان الرقمي    حبس بائع تحرش بطالبة أجنبية بالدرب الأحمر    وزير الثقافة الفلسطيني يفتتح مهرجان العودة السينمائي الدولي في القاهرة بكلمة مسجلة    البحيرة: 938 مواطنا يستفيدون من قوافل طبية مجانية في قريتي العكريشة وبولين    حماس: الاحتلال يستخدم سياسة الأرض المحروقة في غزة    مستثمر سعودى يشترى ألميريا الإسباني ب100 مليون يورو    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    الزمالك يبدأ الخطوات الرسمية لرفع إيقاف القيد بالتواصل مع "فيفا".    مصرع 3 بينهم طفل وإصابة 20 آخرين في حادث انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    وزير الكهرباء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    أسعار الأسماك في بورسعيد اليوم الجمعة 16 مايو 2025    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    طريقة عمل السمك السنجاري فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهز    الدوري الإسباني.. بيتيس يبقي على آماله الضئيلة بخوض دوري الأبطال    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن فضائح السلطة.. ومفاوضاتها
نشر في المصريون يوم 21 - 02 - 2010

لا شك أن كل فلسطيني شاهد ما بثتْه القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي من قرائن وأدلة توثق للفساد المالي والأخلاقي لكبار مسئولي سلطة رام الله شعر بالخجل، وحتى أولئك الفلسطينيون الذين يعارضون هذه السلطة وخياراتها السياسية شعروا بوطأة الحرج لما وقعت عليه أعينهم.
وكعادتها سارعت السلطة لنفي الاتهامات الموثَّقَة والمعزَّزَة بالأدلة الدامغة التي قدمها فهمي شبانة الذي كان يشغل منصب رئيس دائرة مكافحة الفساد في السلطة، والذي حصل على هذه الوثائق بحكْم وظيفتِه، وأخذ المتحدثون باسم حركة فتح والسلطة يكيلون الاتهامات لشبانة، متهمين إياه بالعمالة لإسرائيل لأنه اختار التعامل مع قنوات التلفزة الإسرائيلية.
وقد تجنبت السلطة التعرض لجوهر القضية وهي قضايا الفساد الخطيرة التي قدم شبانة بشأنها أدلة، وأخذت أبواقها الإعلامية تدعي أن توقيت تسريب هذه المادة للإعلام الإسرائيلي يمثِّل مؤامرة إسرائيلية تهدف إلى إرغام أبو مازن على الموافقة على استئناف المفاوضات مع إسرائيل، ونحن هنا إزاء هذه القضية التي أثارت الرأي العام الفلسطيني بشكل كبير وما تزال، بودنا الإشارة للنقاط التالية:
أولًا: يدرك القاصي والداني حجم وعمق مظاهر الفساد المالي والأخلاقي في دوائر السلطة، ولمن يحاول أن يتذاكى نذكِّر بأن أكبر وأهم تقرير حول مظاهر الفساد في دوائر السلطة أصدره المجلس التشريعي الأول الذي كانت حركة " فتح " تسيطر عليه، ولا مجال للعودة للمعطيات الخطيرة جدًّا التي تضمنها هذا التقرير، مع العلم أن مظاهر الفساد لم تتوقف، بل تعاظمت مظاهرها بعد صدور التقرير، لدرجة أن المجلس التشريعي السابق حصل على أدلة دامغة عن تورط شركات بناء تعود لوزراء ومسئولين في حكومات السلطة السابقة في المساهمة في عمليات بناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وجدار الفصل العنصري، من هنا فإن مسارعة الناطقين باسم السلطة لنفي ما جاء في الوثائق التي قدمها شبانة هو مجرد ضريبة كلامية فارغة من أي مضمون.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا فعلت السلطة وأجهزتها القانونية والقضائية ضد الفاسدين؟! لقد ظل الفاسدون في مواقعهم، بل أن منهم من كوفِئ بترقيته ليكون أكثر قدرةً على النَّيْل من المال العام.
ثانيًا: محاولة السلطة التشكيك في وطنية شبانة، واتهامه بالعِمالة لإسرائيل خطوة دعائية بائسة، فشبانة هو ضابط كبير في جهاز المخابرات العامة وكان يشغل منصب رئيس دائرة مكافحة الفساد، وقد كلِّف رسميًّا من قِبل السلطة للتحقيق في قضايا الفساد، وقد تم تحويل الوثائق ليديه بشكل قانوني وبحكم الصلاحيات المخولة له، وتزعم السلطة أن شبانة قد أُقيل قبل عامين، مع أنه ظل يتقاضى راتبه من خزانة السلطة حتى الشهر الماضي، ببساطة إن محاولة شيطنة شبانة لم ولن تنجح، وحتى – لو افترضنا جدلًا – أن الحديث يدور عن عميل، فإن هذه شهادة إدانة للسلطة أن تسمح للعملاء بتبوُّء مناصب عالية وهامة، ولقد أُثيرت هذه القضية قبل عدة أشهر، وإن كان لم يتم التطرق للأسماء التي أوردها شبانة أخيرًا، وأكدت الكثير من التقارير في حينه أن أبو مازن هو الذي ضغط من أجل إقالة شبانة بعد أن قدم أدلة دامغة حول تورط رئيس ديوان الرئاسة رفيق الحسيني في قضايا فساد، وبعض التسريبات تؤكد أن عباس أقال رئيس جهاز المخابرات العامة توفيق الطيراوي بسبب هذه القضية.
إذن الذي أثار حفيظة السلطة لم يكن مجرد علمها بقضايا الفساد، بل لأن هذه القضايا ظهرت للعلن وعلى هذا النحو المحرِج!!
ثالثًا: يستشف من خلال تصريحات مسئولي السلطة أنهم تحسسوا بشكل خاص من عرض هذه المواد على التليفزيون الإسرائيلي، أن هذه الحساسية كاذبة ومفتعلة، وإلا لماذا حرص قادة الأجهزة الأمنية في السلطة على دعوة أطقم قنوات التلفزة الإسرائيلية لمعاينة وتوثيق عمليات اعتقال نشطاء حركات المقاومة من قِبل هذه الأجهزة والتحقيق معهم، فقط من أجل أن يثبتوا للإسرائيليين دورهم في محاربة المقاومة وإخلاصهم في اجتثاثها، لماذا لا يرفض عباس إجراء المقابلات الصحفية مع الصحفيين الفلسطينيين، في حين يشعر الصحفيون الإسرائيليون وكأنهم في البيت عندما يتواجدون في ديوانه؟
رابعًا: أن أوهى هجوم تعرض له شبانة من قبل السلطة الزعم بأن الكشف عن هذه القضايا يمثل مؤامرةً إسرائيلية لإرغام أبو مازن على استئناف المفاوضات مع نتنياهو في ظل تواصل الاستيطان، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة: أيهما أكثر خطورة استئناف المفاوضات مع إسرائيل أم مواصلة التنسيق الأمني مع جيشها والتعاون مع أجهزتها الاستخبارية في محاربة حركات المقاومة؟
إن أكثر المدافعين عن السلطة لا ينكر أن التنسيق والتعاون الأمني بين السلطة وإسرائيل يتواصل على قدم وساق ولم يتوقف ولو للحظة واحدة، فإن كانت السلطةُ منزعجة حقًّا من تواصل الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس فقد كان الأجدر بها أن توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، لقد كان من المحرِج أن يعترف وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك في وجود رئيس حكومة رام الله سلام فياض أثناء انعقاد مؤتمر هرتسليا بأن التعاون الأمني الذي تبديه أجهزة السلطة أسهم في تحسين الأمن الشخصي للمستوطنين اليهود، وجعلهم يقرُّون أنهم يعيشون أفضل فترات وجودهم على الأرض الفلسطينية المغتصبة.
فعن أي مؤامرة إسرائيلية يتحدثون إذن؟!
المصدر: الإسلام اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.