بررت جماعة "الإخوان المسلمين" مقاطعتها استقبال الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى وصوله القاهرة مساء يوم الجمعة بأنها جاءت بهدف عدم إثارة أية توترات من شأنها أن تثير استفزاز الأمن بما يدفعه إلى التضييق على حشود المستقبلين المؤيدين لترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد الدكتور محمد جمال حشمت القيادي البارز بالجماعة وعضو مجلس الشعب الأسبق، أن غياب الإخوان عن استقبال البرادعي جاء تحسبا لأن يثير وجودهم حساسية الأمن، خصوصا في ضوء الاعتقالات المستمرة، وتابع: "ربما كان هذا يصعب من مهمة الاستقبال وسيزيد من الضغط الأمني فآثرنا عدم الحضور". وقال إن غياب ممثلين للإخوان عن استقبال البرادعي ضمن الحشود التي كانت بانتظار قدومه إلى القاهرة لا يعني "وجود أي اعتراضات أو تحفظات من جانب الإخوان فالكل يعلم قيمة الدكتور البرادعي"، موضحا أن الجماعة "ترحب بالبرادعي وكل المخلصين الذين سيساعدون في كشف الوجه الحقيقي للنظام"، مشيدا بأفكاره ودعوته الإصلاحية التي تتوافق مع مطالب قوى المعارضة في مصر. ورجح أن يسبب البرادعي إحراجا للنظام، وذلك "حين ستظهر الصورة الحقيقة لتعسفه واستيلائه علي السلطة" وستنكشف حقيقة التعديلات الدستورية خاصة المادة 76 التي تضع قيودا على الترشح لمنصب الرئاسة. واستدرك: سيفاجئ العالم كله أن شخصية بقدر البرادعي الدولية وذات التاريخ المشرف والعلاقات المتعددة على المستوى العالمي لا تستطيع أن ترشح نفسها لرئاسة البلاد في ظل مواد دستورية ظالمة ومناخ قابض وعسكرة للحياة في مصر، ليقفز السؤال: إذن ماذا يفعل من هم أقل منه عندما يريد أن يمارس حقا له في وطنه"؟. ورفض الرهان على البرادعي في تحقيق التغيير المنشود بمفرده، مؤكدا أنه لا أحد بمفرده يستطيع أن يحقق شيئا في ظل عسكرة الحياة السياسية، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب إرادة شعبية ورغبة في الإصلاح والتغيير وقدرة على ذلك، والدكتور البرادعي يستطيع إيجاد هذه الإرادة الجماهيرية. وناشد حشمت البرادعي البقاء في مصر وإبداء رغبته في الإصلاح السياسي بتجرد شديد ومحاولة الضغط لإجراء بتعديلات دستورية تسمح للجميع بانتخابات نزيهة، واصفا تواجده وسط الحركة الجماهيرية الحاشدة بأنه مكسب كبير. غير أن الجماعة لم تحسم موقفها بشكل رسمي من تأييد ترشح البرادعي من عدمه، وقال جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد: الجماعة لم تقرر وتعلن عن موقفها بشكل نهائي تجاه البرادعي وبرنامجه والضجة المصاحبة له، مشيرا أن هذا لا يعني عدم ترحيبنا به، وقال ردا على تساؤل حول أسباب غياب "الإخوان: لماذا توجيه اللوم للجماعة وحدها رغم ما تعانيه في مسألة عدم إرسال وفد أو ممثل لها لاستقبال البرادعي في ظل غياب معظم ممثلي الأحزاب؟.