لم ننعتهم من فراغ، بالعجزة المفلسين، فلم نعتد على مخالفة الموضوعية كما لا نقبل في المقابل أيضًا، أن نضل أنفسنا بتغييبنا عن الحقائق حتى لو صدمتنا، لأننا إن فعلنا سنخدع أنفسنا قبل أن نخدع خصومنا، وبذلك سنكون أول الخاسرين. الكذب سمة رئيسة فيهم، من جهة لغياب الأخلاق والتربية القويمة، ثم من جهة أخرى لغياب القدرات العلمية مع الجهل بوجدان المصريين، ثم من جهة ثالثة لافتقار الشعبية، ثم من الجهة الرابعة لليأس التام. هم ومعهم إعلامهم ومعهم ثلاثة أو أربعة من المتقاعدين الذين يطلقون على أنفسهم «خبراء استراتچيين» يصنعون الكذبة ثم يتداولونها فيما بينهم ثم يبنون عليها المقالات الصحفية والحلقات التليڤزيونية، وسأرجئ إلى مقال قادم، الحديث عن عبث هؤلاء الخبراء المزعومين، بالأمن القومي المصري، سواء كان ذلك بتنسيق وتوجيه، توجيه «عميق» أعمى وجاهل لا يدرك المصالح العليا للوطن، أو كان ذلك تطوعيًا وبجهل أيضًا، وباستخدام ساذج ل«التصريحات المجهلة»، وصمت من الجهات التي يجب أن تنفيها، طمعًا في تحقيق مصالح تكتيكية وسياسية رخيصة، تضر في الحقيقة وبغير وعي، كل ما هو استراتيچى. تلك ثلاثية كاذبة عاجزة مفلسة، أقصد تلك الأقلية وإعلامها والخبراء المزعومين، ويكتمل شكلها الرباعي ومن ثم آثارها السلبية في بعض أهلنا الطيبين، بانضمام أو قل باستدراجهم ل «خيبتنا» كإسلاميين إلا من رحم ربي. وهو ما يعنى عندي أننا صُناع لإخفاقاتنا ولفشلنا كذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. بينما ما أيسر فضح هؤلاء الكذابين، وما أيسر تحاشى استدراجهم لنا إلى مستنقع خيبتهم، ليصبح مستنقع خيبتنا جميعًا كمصريين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن المدهش أنهم يستدعوننا إلى إعلامهم وهذا رائع ولا أنادي أبدًا بمقاطعته، ولكن العجيب أننا نخفق، إلا قليلًا. والآن إلى عينة من الكتابة النموذجية في الموضوعية والتجرد، بل وفي النقد الذاتي أيضًا، فهكذا ختم مقاله القيم، المنشور باليوم السابع 18 مايو 2013، قائلًا عن توقيعات تمرد: إن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها علميًا وسياسيًا وقانونيًا، أن هذه التوقيعات وإن توفرت لها معايير النزاهة وهو ما تفتقده بقوة حتى الآن، لا تتجاوز حدود وقيمة استطلاع الرأي التي توفر فحسب، توجيهًا أو ترشيدًا للحكم، يجب على أهل الحكم الالتزام به ما بقي لهم من عمر دستوري في السلطة، ولا يمكن في الحقيقة اعتبارها وسيلة لنزع الشرعية عن أحد أو إضفاء الشرعية على أحد، وإلا فما قيمة أو فائدة صناديق الانتخابات؟! إلى هنا ذلك ما كتبه الدكتور طارق الزمر، وأتمنى لهذه الفقرة الخاتمة، أن تصل إلى الرئيس، فلا يجب علينا أن ننشغل مثلًا، بما يقوله باسم يوسف في برنامجه، هو أو غيره كذلك، كما لا يجب أن تدفعنا سذاجتنا ورغم قلة أدبهم إلى متابعتهم قانونيًا إلا بسباب مباشر لا يحتمل التأويل ولا يمكن الفكاك منه، فغير ذلك فشل حذرت منه كثيرًا ومن مردوده السلبي كذلك، ولكن ما يجب أن ننشغل به بحق، هو أننا لم نكن على المستوى الذي يخرس كل الألسنة، وأننا وقعنا مبكرًا في فخاخ استدراجهم لنا، وظللنا بجانبهم نطبطب عليهم وتركنا الأعمال الكبرى التي تأمَّلها فينا أهلنا الطيبون الذين انتخبونا، ثم ساهمنا بعد ذلك في منح هؤلاء المفلسين، المواد التى اشتغلونا بها، ثم الأنكى والأمر أننا مكابرون لا نستمع للنصح، منغلقون على غفلتنا وقدراتنا المحدودة، والمدهش أننا لا نراجع أنفسنا ولا نتعلم. الانشغال الحقيقى بمصر ونهضتها، منطلقين من مرجعيتنا السامية وبما حضتنا عليه، توجب الإخلاص والتجرد ثم الاعتصام بأسباب النجاح الذي نصبوا إلى تحقيقه، فماذا قدمنا في هذا الشأن؟ إلا الانغلاق والاستبداد الفكري، ومن ثم الأعمال الصغرى، وبصحبتها الأخطاء. قلنا وكررنا إن المدير أي مدير في الدنيا، هو حاصد الشهرة في النهاية والتقدير، والناس لا تتذكر مساعديه، والمدير القوي هو الذي يُلحق به مساعدين أقوياء، وأن العمل على التوازي لا يمكن أن يحققه المدير إلا بمحددين، الأول أن يتخلص من كل الأعباء التنفيذية ويتفرغ لكل ما هو استراتيچي وفقط، أما الثاني فهو أن مساعديه هم أياديه في الإنجاز، وأن عدد الملفات التي يمكن أن يحققها هذا المدير فى آنٍ واحد، يتوقف على حظوظه «العلمية» في العثور على عددٍ كافٍ من المساعدين الأكفاء، ولكن من هو ذلك المدير الذي أتحدث عنه، رئيس الجمهورية كان، أو رئيس الوزراء أو الوزير أو المحافظ أو رئيس المؤسسة أو الهيئة أو الشركة أو....؟ هو ذلك المدير، الذي يدير فكره قبل إدارته لحركته، وفي هذا الشأن يمكن أن نكتب صفحات وصفحات، بل وكتب وموسوعات، فهلا انفتحنا وتعلمنا، خاصة أن الوقت أصبح ضيقًا، والفرص كذلك؟ مازلت ألح وألح، على ضرورة تجهيز البديل الإسلامي/ الإسلامي، إن كنا نحرص حقًا على مشروعنا الأسمى، وإن كان انتماؤنا حقًا للتيار العريض كله، بغض النظر عن اختياراتنا التصويتية المتباينة من بين فصائله، فهلا نشطت فكريًا، بقية الفصائل الإسلامية في هذا الشأن؟ محسن صلاح عبد الرحمن عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.