أثارت عملية خطف الجنود المصريين فى سيناء جدلًا واسعًا فى الشارع المصرى، حيث أعادت إلى الأذهان الوضع الأمنى المتدهور فى سيناء منذ قيام الثورة والذى تأثر إلى حد كبير بالوضع الأمنى المتدهور داخل مصر منذ قيام الثورة. ففى الوقت الذى أعلنت فيه حكومة الدكتور هشام قنديل عن إشارة البدء فى مشروع إقليم تنمية قناة السويس جاء حادث خطف الجنود المصريين فى سيناء أثناء عودتهم من أجازتهم الرسمية ليطلق رصاصة إنذار للقيادة السياسية فى مصر. بضرورة عودة الاستقرار الأمنى فى سيناء وتطهير أرض الفيروز من البؤر الإرهابية قبل الانطلاق فى أى مشروع تنموى داخل أرض الفيروز الذى يظل الهاجس الأمنى فيها فى مفتاح أى عمل تنموى بداخلها، والتى تمثل ملتقى قاراتى آسيا وإفريقيا، فهل تتحرك القيادة المصرية نحو خطوة تعديل الاتفاقيات مع إسرائيل للسماح بوجود قوات مصرية بصورة أكبر فى سيناء للحفاظ على الوضع الأمنى فى أرض الفيروز؟. حيث أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى والاستراتيجى، فى حديثه ل"المصريون" أن الوضع الجغرافى فى سيناء فى منتهى الصعوبة، حيث الأراضى متسعة بشكل كبير ويصعب السيطرة عليها بشكل عام، بالإضافة إلى أن الجزء الأكبر من الأراضى داخل سيناء يحتاج سيطرة أمنية عن طريق القوات الجوية، وأن الجماعات الإرهابية فى سيناء تتحمل مسئولية الانفلات الأمنى فيها لبث الرعب وعدم الاستقرار داخل سيناء، وهى المسئول عن خطف الجنود المصرية بسيناء. وأن حركة حماس الفلسطينية تحتاج إلى اختبار حقيقى لتقييم مدى تعاونها الأمنى مع مصر، وأنه ليس هناك أمل فى تعديل الاتفاقيات المصرية الإسرائيلية بخصوص وجود أكبر للقوات المصرية في سيناء، وأنه من غير منطقى أن يكون الغرض من حادث خطف الجنود هو الإطاحة بوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فالجماعات الإرهابية فى سيناء التى تقف وراء الكثير من حوادث الانفلات الأمنى فى سيناء لم تعلن عن رغبتها فى إقالة السيسى، وربما تشرع القوات المسلحة فى القريب العاجل باتخاذ إجراءات أمنية للحفاظ على سلامة أفرادها وإلى نص الحوار: *في البداية من يتحمل مسئولية خطف الجنود المصريين في سيناء؟ لا أحد ينكر وجود جماعات إرهابية في سيناء هدفها بعث الرعب وتوجد لديها مخططات لبث عدم الاستقرار داخل سيناء، ولكي تؤكد فعاليتها تقوم بعمليات إرهابية مثل خطف الجنود لتثبت أنها موجودة على الساحة السياسية، وكما قامت من قبل بتفجير خطوط الغاز على الحدود المصرية أكثر من مرة. *ما طبيعة الوضع الجغرافي في سيناء وهل يشكل ذلك دورًا في إعاقة المجهود الأمني بها؟ **الوضع الجغرافي في سيناء في منتهى الصعوبة، حيث الأراضي متسعة بشكل كبير ويصعب السيطرة عليها بشكل عام، بالإضافة إلى أن الجزء الأكبر من الأراضي داخل سيناء يحتاج سيطرة أمنية عن طريق القوات الجوية. *هل ترى أن الحادث نوع من الاستفزاز للقوات المسلحة ومحاولة لإشغالها عن القيام بدورها الوطني؟ *هذا احتمال ضعيف فلا أحد يستطيع استفزاز القوات المسلحة التي هي درع الأمان للوطن وهذه الأحداث لا تؤثر مطلقًا على دور القوات المسلحة القومي. *البعض استغل حادث خطف الجنود وأكد أن الهدف منه هو الإطاحة بالفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، من قيادة القوات المسلحة؟ *هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة وغير منطقي فالجماعات الإرهابية في سيناء التي تقف وراء الكثير من حوادث الانفلات الأمني في سيناء لم تعلن عن رغبتها في إقالة السيسي، وإنما تريد أن تثبت من وراء حوادث الخطف أنها موجودة على الساحة ولم تختف، وأنه لها وجود في سيناء. *هل تقف جهات خارجية وراء حادث خطف الجنود المصريين لإقحام الجيش في الداخل المصري؟ **مسألة وجود أيادٍ خارجية تقف وراء عملية خطف الجنود في سيناء احتمال وارد ولكن الأيادي الخارجية لا تتحرك بدون أيادٍ داخلية. *من المسئول عن الأمن في سيناء الجيش أم الشرطة ؟ **المسئول عن الأمن في سيناء هي قوات الشرطة وتساعدها القوات المسلحة في أداء مهامها الأمنية. *البعض وجه الاتهام لحركة حماس الفلسطينية في أنها وراء ما يحدث من انفلات أمني في سيناء فما تعليقك؟ ** حركة حماس الفلسطينية تحتاج إلى اختبار حقيقي لتقييم مدى تعاونها الأمني مع مصر عبر الحدود المصرية الفلسطينية لنفي أي شكوك أو اتهامات عن ضلوعها في أي انفلات أمني. *هل إقدام القيادة المصرية على طلب تعديل المعاهدات مع إسرائيل للسماح بوجود أقوى للقوات المسلحة داخل سيناء سيحد من الانفلات الأمني في سيناء؟ ** لا يوجد أمل في تعديل هذه الاتفاقيات ولكن من الممكن أن توافق إسرائيل على وجود قوات مصرية إضافية في سيناء ولكن في حدود معينة وشروط معينة. *تردد أن وراء خطف الجنود المصريين بعض المواطنين السيناويين اعتراضًا على سوء معاملة الأمن لذويهم المحبوسين على ذمة بعض القضايا فما رأيك؟ **لا يمكن التشكيك بأي حال من الأحوال في وطنية المواطن السيناوي وولائه لمصر وما يتردد عن أن الخطف يقف وراءه بعض أبناء سيناء احتمال وارد ولكن ضعيف في ضوء عدم إعلان مشايخ سيناء مسئولية أبنائهم عن ذلك وكيف يمكن التأكد من ذلك طالما لم يحدث اقتتال بين الخاطفين وبعض الجنود المختطفين. *هل اختطاف الجنود المصريين أثناء العودة من إجازتهم الشهرية يختلف كثيرًا عن خطفهم من داخل وحداتهم العسكرية؟ **بالطبع هناك فرق كبير فخطف الجنود المصريين خارج وحداتهم العسكرية ربما جاء لأنهم كانوا غير مسلحين وكان الأمر سيختلف كثيرًا لو كانوا داخل وحداتهم العسكرية، لأنهم في هذه الحالة سيكونون مسلحين. *بالنسبة للإجراءات التأمينية للجنود المصرية في سيناء هل يطرأ عليها أي تعديلات من جانب القوات المسلحة بعد حادث خطف بعض الجنود؟ *هذا احتمال وارد وربما تشرع فيه القوات المسلحة في القريب العاجل كإجراء أمني للحفاظ على سلامة أفراد القوات المسلحة. *ما هي طبيعة هذه الإجراءات التأمينية من وجهة نظرك؟ هذه الإجراءات التأمينية ربما تشمل إشراف بعض الدوريات من قبل القوات المسلحة على تحركات جنود القوات المسلحة خارج المعسكرات الحربية أثناء خروجهم وعودتهم من أجازتهم، وستكون هذه الدوريات مسلحة خارج الوحدات العسكرية، وربما يمثل ذلك إنهاكًا للقوات المسلحة في مسألة وجود سلاح خارج الوحدات العسكرية وذخيرة أيضًا، وربما يساء استخدام هذا السلاح والذخيرة أيضًا. *هل يؤثر الوضع الأمني في سيناء على استمرار مشروع تنمية إقليم قناة السويس؟ **ليس مؤكدًا، فالمشروع سيتم تنفيذه على جانبي قناة السويس وجميع التطورات الأمنية في سيناء تتم بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية ولا أحد يعلم حتى الآن متى سيتم تنفيذ هذا المشروع.