واصلت لجان الجماعة الإسلامية لليوم الثاني على التوالي الاستماع لمطالب الأقباط فى المحافظات وتلقي شكواهم، مشيرة إلى أنها ستتواصل مع المفكرين الأقباط والمثقفين. وقال عصمت الصاوى، مسئول ملف الأقباط باللجنة السياسية لحزب البناء والتنمية، إن اللجان التى شكلها الحزب؛ للتواصل مع الأقباط، لرأب الصدع والخلاف مع المسلمين، لافتاً إلى أن هذه اللجان سيكون لها دور كبير فى إخماد نيران الفتنة الطائفية. وأكد الصاوى، أن حزب البناء والتنمية فضل أن تكون مبادرته فردية، لكنه وجه الدعوة لكثير من التيارات الأخرى في المجتمع، مشيرًا إلى أن حزبه سيسعى خلال الفترة القادمة لمخاطبة الأقباط والمفكرين للالتحاق بهذه اللجان. وأشار إلى أنه تم عقد اجتماعات مع اللجان المكلفة بالتواصل الاجتماعى مع الأقباط، ونجحت هذه اللجان فى الوصول إلى قدر كبير من التفاهم حول الصيغة التى ستتم مخاطبة الأقباط بها، لتضييق الفجوة بين طائفتين داخل المجتمع المصرى. وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد دخول مزيد من العناصر، وسيتم تدعيم اللجان بشباب مثقف قادر على التواصل مع الآخر للخروج من مغبة الفتنة الطائفية إلى الأبد، مؤكداً أن تلك اللجان ستعمل فى أكثر محافظات الجمهورية، وخصوصاً محافظات الوجه القبلى. من جانبه، رحب رفيق حبيب، أمين عام رابطة "أقباط 38" بمبادرة الجماعة الإسلامية، معتبرًا أنها تمثل دورًا إيجابيًّا كان منتظرًا من قبل الدولة وليس من جماعة أو حزب، مشيرًا إلى أن الأقباط يرحبون بأى مبادرات تجمع الشمل وتصب فى المصلحة الوطنية، مشيرًا إلى أن أحداث الاعتداء على الكاتدرائية مؤخرًا بثت التشاؤم لدى الأقباط، وزادت الشكوك في قلوبهم، ملقيًا باللوم على مؤسسة الرئاسة لتجاهلها مشكلات الأقباط. ورحب ممدوح رمزي، نائب مجلس الشورى بمبادرة الجماعة الإسلامية مثمنًا حرصها على لم شمل طرفي الأمة المصرية، مشيرًا إلى أن تشكيل اللجان في المحافظات سيحسن من صورة الجماعة أمام الأقباط والمصريين. وأكد أن الشباب القبطي لديه وعي وثقافة وقادر على التفريق بين المصلحة الوطنية والتآمر من أجل مصالح سياسية، مؤكدًا أن الأقباط لن يكون لهم موقف سلبي من هذه الدعوات الطيبة التي تزيد من الترابط بينهم وبين المسلمين. وتابع "الفترة الأخيرة شهدت العديد من الأحداث التى أثرت بالفعل على العلاقة بين المسلمين والأقباط وأن مثل هذه الأفكار تثبت أن الشعب المصري متماسك وقادر على تجاوز المحن مهما كان الأسباب".