أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية، على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدفع لإسرائيل سنويًّا 17 مليار دولار لطمس معالم مدينة القدس وتهويدها، وأن أكثر من 1.5 مليار مسلم لا يدعمون القدس إلا بحوالي 250 مليون دولار سنويًّا، مشيرًا إلى أن عملية التهويد لم تتوقف لحظة واحده منذ 65 عامًا، ففي كل لحظة هناك عمليات هدم للتراث الفلسطيني ويتم تهويده، بالإضافة إلى ما يحدث في الضفة الغربية ومدنها ومساجدها وكنائسها ومزارعها وآبارها. وتساءل صبيح: "أين مساعدات الدعم العربي الشعبي الذي تحدثوا عنه؟ فإذا ما سألنا الأحزاب العربية والبرلمانيين العرب والشباب العربي والمؤمنين والمساجد ماذا قدمتم للقدس من أموال فلن نجد إجابة، ويكفي أنهم في القدس لا يستطيعون أن يصلحوا أسقف المدارس المتهاوية ولا يستطيعون أن يضيفوا فصلًا أو مدرسة جديدة، والتجار محاصرون حتى الموت لإفلاسهم بسبب الغرامات الإسرائيلية الجائرة، وكل هذا يحتاج إلى موقف عربي تجاه الفلسطينيين لتعزيز صمودهم، مطالبًا بضرورة أن نتذكر أن القدس احتلها الفرنجة 200 سنة، وخلالها ظل ممنوعًا رفع الآذان في المسجد الأقصى لمدة 70 سنة، ومع ذلك اندثر الاحتلال لأنه عدواني وظلت القدس عربية، وسيندحر الاحتلال الصهيوني وستعود القدس لحضن الأمة العربية. وقال صبيح: إن أكثر من 750 ألف فلسطيني ترددوا على السجون الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي، وإن بينهم أكثر من 1500 أسير فلسطيني يعانون السرطان والإعاقة، مشيرًا إلى أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب من ذبح وتعرية وضرب للنساء وأساليب كيماوية ونفسية، مرورا بالتجويع ونقص الأدوية والتسبب في العاهات والإعاقة كي يكون عبرة لكل من يقاوم، مطالبًا البرلمانيين العرب بحشد برلمانات العالم لحماية الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الأسرى الفلسطينيين لجئوا إلى الإضراب عن الطعام 16 مرة احتجاجًا على العنف الصهيوني، خاصة أن الجميع يعلمون جيدًا أن سيناريو "أبو غريب" خرج من مدرسة السجون الإسرائيلية التي تعذب الفلسطينيين. أما عن الأسرى الحاليين في السجون الإسرائيلية فيؤكد صبيح على أن هناك ما لا يقل عن 4400 أسير، من بينهم 27 نائبًا من نواب المجلس التشريعي، ونحو 200 قاصر تحت 18 سنة تم اعتقالهم بموجب أوامر عسكرية، ونحو 9 نساء، وأكثر من 300 سجين مودع رهن الاعتقال الإداري بلا تهمة ودون محاكمة، ونحو 1500 من الأسرى مرضى، من بينهم مرضى بالسرطان ومعاقون، وهناك أيضا 52 أسيرًا في السجون منذ أكثر من 25 سنة إلى 30 سنة، وهناك 20 أسيرًا في سجون انفرادية تحت الأرض منذ 10 سنوات. وقال: إنه آن الأوان أن تضع الدول العربية والإسلامية إستراتيجية للتعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فنحن جميعًا وبلا استثناء أصدقاء لأمريكا، على الرغم من أن الصداقة تفرض على الصديق واجبات وحقوق! وعلينا أن نتعامل مع أمريكا التي تدعم إسرائيل بكل الوسائل الاقتصادية والسياسية والعلاقات العامة والثقافية، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية استخدمت حق الفيتو 52 مرة لحماية إسرائيل وآخرها عندما ذهب العرب إلى مجلس الأمن لتجريم قضية الاستيطان ووقفها. وأوضح صبيح أن الانقسام بين فتح وحماس كان المصيبة الكبرى التي قسمت ظهر القضية الفلسطينية، ولا يزال كذلك، وأن الجامعة العربية دفعت بكل قوتها لإنهاء هذا الوضع، وأن الجميع لا يفهم لماذا لا تقوم وحدة وطنية فلسطينية، مبينًا أن الوضع في غزةوالقدس وحالة الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني لم تمنع السياسيين من الانقسام إلى جبهتين متقاتلتين.