برزت انقسامات داخل تجمع "مصريون من أجل انتخابات حرة" حول الموقف من الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يتردد اسمه كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011. وكشف السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق، وعضو تجمع "مصريون من أجل انتخابات حرة" أنه نقل للمستشار محمود الخضيري زعيم التجمع، نائب رئيس محكمة النقض السابق تحفظه على تأييد التجمع للبرادعي كمرشح رئاسي، وتشكيل وفد من أعضاء التجمع لاستقباله بمطار القاهرة لدى وصوله في منتصف فبراير الجاري. قال الأشعل في تصريحات ل "المصريون"، إن البرادعي لا يملك المقومات التي تجعله مؤهلا لحكم دولة بوزن مصر، متهما إياه بالارتباط بجهات أمريكية دفعته لإبداء رغبته للترشح لانتخابات الرئاسة المصرية لتشديد الضغوط على النظام الحاكم في مصر وإجباره علي تقديم تنازلات في عديد من الملفات. وأكد أنه لا يقبل استبدال نظام حاكم وصفه ب "الموالي لواشنطن برئيس مصري ذي هوى أمريكي خالص"، موضحا أن من بين أسباب تحفظه ابتعاد البرادعي عن مصر لنحو 30 عامًا بالخارج، وأن مصر لا تحتاج مع كامل الاحترام لقدرات البرادعي "نزل إليها بالبراشوت" بقدر ما تحتاج لمشروع وطني يحظى بإجماع ويسعى لاستعادة دورها العربي والإقليمي ويتصدى للمشاكل العديد التي تحاصرها. ولم يحسم اتخاذ البرادعي قرار الترشح إلى الانتخابات حتى الآن، في الوقت الذي لا يرجح فيه الأشعل استمراره في مسعاه حتى النهاية، مرجعا ذلك لكونه لا يتمتع بنفس طويل يمكنه من الاستمرار في خوض معركة الرئاسة، فضلا عن احتمالات بتلقيه تعليمات من جهات– دون أن يسميها- للانسحاب من السابق الرئاسي. ويقول إن السيناريو الأرجح، هو احتمالات تدخل مسئولين رفيعين بالسلطة على صلة وثيقة به لإقناعه بالتراجع في مقابل منحه منصب كبير، خاصة في ظل صعوبة ترشحه مع استمرار القيود المفروضة على ترشح المستقلين التي تلزمه بالحصول على 250 من أصوات أعضاء المجالس الشعبية والنيابية، علاوة على احتمالات رفض أغلبية أحزاب المعارضة انضمامه إليها خشية إغضاب النظام.