يستغرب البعض من استمرار الحكومة على الإبقاء على سيارات فارهة ، قد يتجاوز الكثير منها النصف مليون جنيه مصري - و ذلك لوظيفة المدير العام فما فوق- أو عدم تغيير السياسة المتبعة في الشراء و ذلك للحاجة الملحة الآن إلى التقشف الحكومي، في ظل الأوضاع الإقتصادية المتردية ،فتلك السيارات تتميز بثمنها الباهظ و بقطع غيار غالية جدا إلى جانب سعة المحرك الكبير التي قد تصل إلى 6000 سي سي و الذي يكلف الدولة الكثير من البنزين خصوصا و أنها تحتاج إلى بنزبن 95 و الذي يكلف الدولة الكثير سواء قبل إلغاء الدعم عنه أو بعده. لقد شاهدت قبل الثورة في محيط وزارة الري و الموارد المائية ، أسطولا من السيارات اللاند كروزر اليابانية المعروفة و التي تعني "سفينة الأرض" ،و التي أظن أن ثمنها يتجاوز النصف مليون بالرغم من إمكانية استبدال تلك السيارات بأخرى تقوم بنفس المهام ،و قد كان محافظ كفر الشيخ قبل الثورة يمتلك سيارتين أحدهما مرسيدس فئة E سيدان و الأخرة جيب شيروكي دفع رباعي ، و لا شك أن ثمنهما يتجاوز المليون جنيه .! إن ثقافة الشراء في الحكومة قبل الثورة لم تخلُ من "الفشخرة" -و التي أرجو ألا تكون ما زالت باقية بعد الثورة- و التي هي أبعد ما تكون الآن عن حالة الاقتصاد المصري ،فضلا عن كونها أبعد ما تكون عن ديننا الحنيف فقد قال تعالى "وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38)" (سورة الإسراء) أعلم جيدا أن هناك الكثير من الجوانب التي يمكن ترشيد النفقات فيها خلاف جانب السيارات ،لكنه جانب مهم يحتاج إلى مراجعة و إلى تسليط الضوء كغيره من الجوانب ،فلا شك أن ترشيد استخدام السيارات و الترشيد في اختيار سعة المحركات و الفرش الداخلي و غيره سيؤثر إيجابا على اقتصادنا ، و من الممكن بيع السيارات الفارهة في مزادات و استبدالها بسيارات تفي بالغرض و تتواكب مع ما نمر به من ظروف. إنه من الممكن استبدال سيارات الدفع الرباعي بسيارات "اثنين كابينة" دفع رباعي أيضا و التي توفر لنا مئات الآلاف في السيارة الواحدة و كذلك يمكن استبدال السيارات المرسيدس و ال BMW بسيارات أرخص و لا تخرج عن دائرة الرفاهية و التي قد لا تتعدى ال 250000 جنيه مصري . أظن أن الموضوع يحتاج إلى صدق يتناسب مع روح الثورة و يحتاج إلى جرأة تقطع حبال المجاملة، حتى لا يعيش الشعب على اللاند و تعيش قيادات الحكومة على الكروزر ! [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]