نظم سكان قرى "درب الأربعين" التابعة لمركز باريس صباح اليوم – الثلاثاء، وقفة احتجاجية، وقاموا بقطع الطريق أمام الحافلات المارة بطريق درب الأربعين إلى منطقة شرق العوينات، احتجاجاً على نقص الخدمات. وأكد سكان قرى درب الأربعين، وخاصة القريتين الثالثة والرابعة "الثمانين"، معاناتهم من كثرة المشاكل والأعباء المعيشية والاقتصادية المتزايدة في ظل التناقص الشديد للخدمات الأساسية والحياتية، مثل افتقادها لوجود شبكات للصرف الصحي, ومياه الشرب النقية, ووسائل مواصلات آمنة وآدمية للمواطنين، إضافة إلى عدم شبكة اتصالات داخل القرية سواء الأرضي أو المحمول، مما أدى لانعزال سكانها عن العالم الخارجي. وقال محمد زهري، 44 عاما، من مواليد محافظة أسيوط ومن مستوطني الثمانين، إن تخطيط الدولة لمشروع إنشاء قرى درب الأربعين كمشروع اقتصادي عملاق بهدف الوصول إلى استصلاح 12 ألف فدان من الأراضي الصحراوية على مياه الآبار، اتسم بالعشوائية، ولم يخطط له بطريقة علمية سليمة, لافتاً إلى أن المباني متهالكة والبنية التحتية في الحضيض والحكومة تغض الطرف عن تحقيق أدنى المطالب لسكان قرى درب الأربعين. وأردف بأن القرية تفتقد لوجود أقل الخدمات المعيشية التي تشعر المواطن بالآدمية، فالمباني عبارة عن مجموعة عشش ملاصقة لبعضها البعض ومسقوفة بالبوص، وسرعان ما تشققت جدرانها وتساقطت حوائطها بسبب ضعف مواد البناء وعوامل التعرية والرياح. وأشار إلى أن عدد سكان الثمانين يبلغ حوالي 4 آلاف نسمة يعانون من الأمراض المستعصية في ظل التناقص الشديد للخدمات الصحية والطبية والعلاجية، مشيراً إلى أن الوحدة الصحية الموجودة بالقرية بدون طبيب معالج أو معدات طبية, وتفتقد للعلاج، لافتا إلى أن أقرب مستشفى للقرية توجد على مسافة 90كم بمدينة باريس. وفي نفس السياق، قال الشيخ ناجي، 46 عاما، من مدينة الداخلة، إن أكبر مشكلة يعاني منها سكان القرية هي كثرة أعطال الآبار ونقص السولار، وما ينتج عنها من تعرض المحاصيل الزراعية للعطش والموت، مشيراً إلى أن هناك إهمالا شديدا من إدارة الري بالمحافظة في القيام بأعمال الصيانة للآبار، وأن سائقي ماكينات الري يتركون تشغيلها للمزارعين، مما يؤدي إلى تعرضها للأعطال دون محاسبة للمقصرين. وبدوره، قال فتحي الأسيوطي، 50 عاما، أول من سكن بقرى درب الأربعين، إن انعدام وسائل الاتصال بشتى أنواعها مشكلة كبيرة وتؤرق جميع سكان القرية، لافتا إلى أن أهالي القرية، كان قد سبق لهم الحصول على وعد من المحافظين السابقين والمحافظ الحالي اللواء طارق مهدي بالتوسط لدى شركات المحمول أو شركة الاتصالات الأرضية من أجل توصيل شبكة محمول للقرية أو توصيل التليفون الأرضي، وإلي الآن لم يتحقق هذا الوعد، مؤكداً أنه لا أمل في تحقيقه مستقبلاً. وقال وهب الله، عامل بمدرسة درب الأربعين، إن المدرسة الجديدة التي تم بناؤها خصيصاً لتلاميذ القرية قد تشققت جدرانها وأصبحت آيلة للسقوط. فيما قال محمد عبيد، أحد الأعراب الذين يعيشون بالقرية، إن الكهرباء تعمل ثماني ساعات يوميا فقط عن طريق ماكينة الديزل، وتقسم ساعات التشغيل على اليوم، حيث تدار الكهرباء ساعتين في وقت الظهيرة، و6 ساعات في المساء مناشدًا المسئولين بوضع درب الأربعين على خريطة التنمية والخدمات.