يناقش مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في اجتماع الشهري اليوم الخميس شرعية تجسيد الرسل والأنبياء والصحابة في الأعمال والفنية والتلفزيونية، بناء على طلب تقدم به أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى الأزهر لإبداء الرأي والحكم الشرعي في تجسيد الصحابة في المسلسلات التلفزيونية، خاصة وأن عددا من القنوات الفضائية تنوي إنتاج مسلسلات يتجسد فيها بعض الصحابة. ويحظر المجمع وهو أعلى هيئة فقهية بالأزهر تجسيد الرسل والأنبياء وصحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأعمال الدرامية، وقد دخل في صدام منذ سنوات مع المخرج الراحل يوسف شاهين بسبب فيلمه "المهاجر" الذي كان يتناول قصة النبي يوسف عليه السلام، والذي جسد شخصيته الممثل خالد النبوي. وعاد الموضوع ذاته ليفرض نفسه على المجمع بعد عرض مسلسل "يوسف الصديق" وهو من إنتاج إيراني على شاشة قناة "المنار" التابعة ل "حزب الله"، والذي يجسد في أحداثه شخصيات النبي يوسف ووالده النبي يعقوب وسيدنا جبريل، والذي لا يستند إلى مراجع شيعية ويحتوي على العديد من الأخطاء التاريخية وهو ما سيناقشه المجمع. وأكد الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية ومقرر لجنة المتابعة بالمجمع، أن المجمع أصدر فتوى في السابق تحرم تجسيد والرسل والأنبياء لأنهم ذوو مكانة خاصة وأنعم الله عليهم بالعصمة، وبالتالي لا يجوز لأحد أن يمثل شخصية النبي لأنه مستحيل أن يحاكيه في كل صفاته، ولأن في ذلك إهانة لهم. لكنه في المقابل لم يعترض كلية على تجسيد شخصيات الصحابة في أعمال دراما، بشرط أن يكون الممثل الذي سيجسد شخصية الصحابي على خلق ويتمتع بالاحترام، ففي تلك الحالة لا بأس من تجسيد دور الصحابي للدفاع عن الإسلام، إما إذا كان الممثل سيئ السمعة وسيسيء إلى الصحابي فلا بد من تحريم ذلك.